
يناقش سفراء الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد، الإجراءات التي سيتخذها الاتحاد رداً على الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس السبت على واردات بلاده من دول التكتل. كما يلتقي وزراء التجارة الأوروبيين في بروكسل يوم الاثنين في اجتماع استثنائي. وسيقرر السفراء ما إذا كانوا سيفرضون رسوماً جمركية على واردات أميركية بقيمة 21 مليار يورو رداً على رسوم أميركية منفصلة على الصلب والألمنيوم، أو سيُمددون تعليق الرسوم حتى نهاية يوم الاثنين.
ويحجم الاتحاد عن الرد على الولايات المتحدة حتى الآن على الرغم من إعداده حزمتين يمكن أن تؤثرا على سلع أميركية بقيمة 93 مليار يورو. وسرعان ما أيدت عواصم أوروبية هذا الموقف. وفاجأت خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحدث الاتحاد، أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، والذي كان يأمل في تجنب تصعيد حرب تجارية بعد مفاوضات مكثفة وتصريحات ودية على نحو متزايد من البيت الأبيض.
الاتحاد الأوروبي مستعد للرد على الرسوم الجمركية الأميركية
من جانبها، قالت المفوضية الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد من أجل حماية مصالحه إذا مضت الولايات المتحدة قدماً في تهديدها بفرض رسوم جمركية بنسبة 30 % على البضائع الأوروبية بدءاً من الأول من أغسطس/آب. وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية مساء السبت، إن التكتل على استعداد لمواصلة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق بحلول الأول من أغسطس، لكنه مستعد أيضاً لاتخاذ موقف.
وأضافت في معرض تعليقها على احتمال فرض رسوم مضادة على سلع أميركية "سنتخذ جميع الخطوات اللازمة لحماية مصالح الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اعتماد تدابير مضادة متناسبة إذا لزم الأمر". وحثت وزيرة الاقتصاد الألمانية كاثرينا رايشه في بيان على "التوصل إلى نتيجة عملية للمفاوضات". وأضافت أن الرسوم التي اقترحها ترامب "ستضر بشدة بالشركات الأوروبية المصدرة. وفي الوقت نفسه، سيكون لها تأثير قوي على الاقتصاد والمستهلكين على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي".
A 30% tariff on EU exports would hurt businesses, consumers and patients on both sides of the Atlantic.
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) July 12, 2025
We will continue working towards an agreement by August 1.
At the same time, we are ready to safeguard EU interests on the basis of proportionate countermeasures.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في العاشر من يوليو/ تموز "في إطار الوحدة الأوروبية، فإن الأمر متروك للمفوضية أكثر من أي وقت مضى لتأكيد تصميم الاتحاد على الدفاع عن المصالح الأوروبية بحزم". وقال إن الرد قد يتطلب استخدام ما يسمى بأدوات مكافحة الإكراه إذا لم يتراجع ترامب. وتسمح الأداة، التي تم وضعها خلال ولاية ترامب الأولى واستخدامها ضد الصين، للاتحاد الأوروبي بتجاوز الرسوم الجمركية التقليدية على السلع وفرض قيود على التجارة في الخدمات، إذا اعتبر أن دولة ما تستخدم الرسوم للإجبار على تغيير السياسة.
Along with the President of the European Commission, France shares the same very strong disapproval at the announcement of horizontal 30% tariffs on EU exports to the United States from August 1st.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) July 12, 2025
This announcement comes after weeks of intense engagement by the Commission in…
وأيدت وزارة الاقتصاد الإسبانية إجراء مزيد من المفاوضات، لكنها أضافت أن إسبانيا ودولاً أخرى في الاتحاد الأوروبي مستعدة لاتخاذ "تدابير مضادة متناسبة إذا لزم الأمر". وشن ترامب هجوماً حاداً على الاتحاد الأوروبي بشكل دوري، وقال في فبراير/ شباط إن الاتحاد "تم تشكيله لخداع الولايات المتحدة". وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف اليوم السبت إن إعلان الولايات المتحدة أنها ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 30 % على سلع الاتحاد الأوروبي اعتباراً من أول أغسطس آب "أمر مقلق" وليس أفضل مسار للمضي قدماً.
وقال في منشور على إكس "بوسع المفوضية الأوروبية الاعتماد على دعمنا الكامل. وبصفتنا الاتحاد الأوروبي يجب أن نظل متحدين وحازمين في السعي لتحقيق نتيجة مع الولايات المتحدة تكون مفيدة للطرفين". وأكبر ما يشتكي منه الرئيس الأميركي هو العجز التجاري الأميركي مع الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بالسلع، والذي بلغ 235 مليار دولار في عام 2024، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الأميركي. لكن الاتحاد أشار مراراً إلى فائض أميركي في الخدمات.
تدابير مضادة
بجمع السلع والخدمات والاستثمارات، فإن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أكبر شريكين تجاريين إلى حد بعيد. وقالت غرفة التجارة الأميركية لدى الاتحاد في مارس/آذار إن الخلاف التجاري يمكن أن يعرض 9.5 تريليونات دولار من الأعمال التجارية للخطر في أهم علاقة تجارية في العالم.
وقال بيرند لانغ رئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي إنه مقتنع الآن، بأن المرحلة الأولى من التدابير المضادة يجب أن تدخل حيز التنفيذ يوم الاثنين، تليها الحزمة الثانية على وجه السرعة. وقال ترامب إنه سيرد على أي إجراءات مضادة. وأعلن الرئيس الأميركي مراراً في الأشهر الماضية فرض رسوم جمركية شاملة، لكنه تراجع عنها أو علقها قبل المواعيد التي أعلنها بنفسه.
ودفعت التوقعات بأنه سيتراجع إلى عدم ظهور أي ردات فعل تذكر في أسواق المال وذلك بعد تعافيها من الانخفاض الذي رافق إعلانه الأول للرسوم الجمركية في إبريل/نيسان. وقال ثلاثة من مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم إنهم يرون تهديدات ترامب الأحدث بمثابة حيلة تفاوضية.
وقال كارستن برزيسكي مسؤول الاقتصاد الكلي لدى آي.إن.جي، إن خطوة ترامب تشير إلى أن المفاوضات التي استمرت لأشهر لا تزال تتجه نحو طريق مسدود موضحاً أن الوضع يتجه نحو لحظة حاسمة بالنسبة للعلاقة التجارية عبر الأطلسي. وأوضح قائلاً "سيتعين على الاتحاد الأوروبي الآن أن يقرر ما إذا كان سيتحرك أو سيتعامل بتشدد...سيؤدي ذلك إلى تقلبات في السوق ومزيد من عدم اليقين".
وأشار سايروس دي لا روبيا كبير خبراء الاقتصاد في بنك هامبورج التجاري إلى أن وطأة الرسوم الأميركية إذا تم تطبيقها فسيشعر بها المستهلكون الأميركيون، لكن ستكون هناك أيضا تداعيات واضحة على اقتصاد منطقة اليورو، الذي يعاني بالفعل ضعف النمو. وكان البنك المركزي الأوروبي قد استخدم الرسوم الجمركية بنسبة 10 % على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة خطّاً أساساً في أحدث توقعاته الاقتصادية، والتي وضعت نمو الناتج في منطقة اليورو عند 0.9 % هذا العام و1.1 % العام المقبل و1.3 % في عام 2027.
وقال البنك إن الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 20 % ستحد من النمو بمقدار نقطة مئوية واحدة خلال الفترة نفسها، كما ستؤدي إلى انخفاض التضخم إلى 1.8 % في عام 2027، من اثنين في المائة في سيناريو خط الأساس. ولم يقدم البنك تقديراً حتى الآن عن احتمال فرض رسوم جمركية بنسبة 30 %.
(رويترز، العربي الجديد)

Related News


