
بصم المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا (45 عاماً)، في أول موسم له على رأس العارضة الفنية لنادي تشلسي، على بداية مذهلة، وضعته في مصاف أبرز المدربين الواعدين في أوروبا. ورغم التحديات التي واجهها منذ وصوله إلى "ستامفورد بريدج"، أثبت ماريسكا قدرته على إعادة بناء الفريق سريعاً، ومنح جماهير "البلوز" أملاً جديداً بعد سنوات من التذبذب الفني والنتائج غير المستقرة.
ونجح ماريسكا أولاً في تحقيق هدف بدا صعباً مطلع الموسم، وهو إعادة تشلسي إلى دوري أبطال أوروبا، بعدما غاب عن النسخة الماضية، كما قاد الفريق إلى تحقيق لقب دوري المؤتمر الأوروبي، أول تتويج للنادي منذ دوري أبطال أوروبا 2021، ليعيد الطموحات الأوروبية إلى مكانها الطبيعي داخل أسوار النادي اللندني، وذلك بفضل انضباطه التكتيكي واعتماده على منظومة متوازنة تجمع بين صلابة الدفاع وسرعة التحول الهجومي، ساهمت بظهور تشلسي بثوب جديد، مقنع على مستوى الأداء والنتائج.
ومع انطلاق النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقاً، واصل المدرب الإيطالي كتابة فصول من التألق، بعدما قاد تشلسي إلى المباراة النهائية عقب تجاوز عقبات صعبة أبرزها الفوز على فلومينينسي، ليصبح على بُعد خطوة واحدة من التتويج بلقب عالمي في موسمه الأول، وهو ما يُعد إنجازاً استثنائياً بكل المقاييس. الفريق قدّم أداءً منظماً في البطولة، وأظهر شخصية قوية في مواجهة كبار القارات، ما يعكس تطوراً لافتاً في العمل الجماعي والثقة داخل المجموعة.
يخوض إنزو ماريسكا المباراة الأهم في موسمه الأول مع نادي تشلسي، حين يصطدم في نهائي كأس العالم للأندية 2025 ببطل دوري أبطال أوروبا، نادي باريس سان جيرمان اليوم الأحد، فالمواجهة تحمل أبعاداً فنية وتكتيكية كبرى، خاصة أن الفريق الفرنسي بقيادة الإسباني لويس إنريكي (55 عاماً) فرض هذا الموسم هيمنة كروية نادرة على أوروبا، بفضل منظومة متكاملة تضم نجوماً على غرار الفرنسي عثمان ديمبيلي (28 عاماً)، والمغربي أشرف حكيمي (26 عاماً)، والموهبة الصاعدة ديزيه دوري (20 عاماً).
ويدرك المدرب الإيطالي جيداً أن التتويج بلقب مونديالي على حساب فريق بحجم باريس سان جيرمان سيكون إنجازاً تاريخياً يمنحه دفعة معنوية هائلة قبل انطلاق الموسم في "الدوري الإنكليزي الممتاز"، خاصة بعد أن نجح بالفعل في قيادة الفريق إلى التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى تتويجه بلقب "دوري المؤتمر الأوروبي"، وبلوغه نهائي كأس العالم للأندية في نسخته الأولى بمشاركة 32 فريقاً. التتويج بلقب ثانٍ سيكون بمثابة الخاتمة المثالية لهذا الموسم المثير.
وتمثل المباراة أيضاً فرصة نادرة أمام ماريسكا لتمثيل المدربين الإيطاليين، في وقت تراجع فيه حضورهم على مستوى التتويجات القارية، فباستثناء أنطونيو كونتي (55 عاماً) الذي أعاد نادي نابولي إلى صدارة "الكالتشيو"، توزعت الألقاب الكبرى هذا الموسم بين مدارس تدريبية مختلفة: الهولندي أرني سلوت (45 عاماً) قاد ليفربول إلى لقب "البريمييرليغ"، الألماني هانسي فليك (60 عاماً) تُوّج بـ"الليغا" مع برشلونة، الإسباني لويس إنريكي توج بـ"الليغ 1" و"دوري أبطال أوروبا"، والبلجيكي فنسنت كومباني (39 عاماً) أحرز لقب "البوندسليغا" مع بايرن ميونخ.
ومع انتقال كارلو أنشيلوتي (66 عاماً) إلى قيادة المنتخب البرازيلي، يُعد ماريسكا اليوم أبرز من تبقى في واجهة المدرسة الإيطالية، ما يضاعف من حجم المسؤولية والتطلعات. نجاحه في الفوز بلقب عالمي على حساب بطل أوروبا، سيكون بمثابة إعلان ولادة اسم جديد في قائمة المدربين الكبار.

Related News

