
سيدخل نادي باريس سان جيرمان نهائي كأس العالم للأندية 2025 مدفوعاً بالكثير من التحفيزات والطموحات، في سعيه نحو تحقيق لقبه العالمي الأول، في نسخة تاريخية تُقام للمرة الأولى بمشاركة 32 فريقاً، ولا يقتصر دافع النادي الباريسي على التتويج بلقب جديد فحسب، بل يمتد إلى رغبته في الاقتراب من إنجاز السداسية التاريخية، إذ سبق له هذا الموسم التتويج بـ: الدوري الفرنسي، وكأس فرنسا ودوري أبطال أوروبا، والفوز في نهائي الغد سيضع الفريق على بُعد خطوتين فقط من دخول نخبة الأندية، التي نجحت في حصد السداسية.
ويعيش نادي باريس سان جيرمان واحدة من أزهى فتراته الكروية، في ظل المستوى الفني المميز، الذي ظهر به هذا الموسم، والذي مكّنه من فرض هيمنته محلياً، بتحقيقه لقبي الدوري الفرنسي وكأس فرنسا بكل أريحية، قبل أن يُتوج موسمه التاريخي بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، ليُصبح ثاني نادٍ فرنسي يحقق البطولة القارية الأهم بعد أولمبيك مرسيليا.
وجاء هذا النجاح اللافت نتيجة التحول الكبير، الذي شهده الفريق تحت قيادة المدرب الإسباني، لويس إنريكي (55 عاماً)، الذي أعاد صياغة هوية الفريق بعد رحيل النجم الفرنسي، كيليان مبابي (26 عاماً) إلى ريال مدريد، إذ عمل مدرب "لاروخا" السابق على بناء فريق متماسك يعتمد على مزيج من المواهب الشابة والعناصر ذات الخبرة، وتمكن من خلق منظومة جماعية متجانسة. ومن أبرز الأسماء التي تألقت هذا الموسم، يبرز نجم برشلونة السابق، الفرنسي عثمان ديمبيلي (28 عاماً)، الذي قدّم أداءً لافتاً في دوري الأبطال وكأس العالم للأندية، ليُصبح مرشحاً بارزاً لنيل جائزة الكرة الذهبية. وإلى جانبه، واصل الدولي المغربي، أشرف حكيمي (26 عاماً)، تقديم مستويات استثنائية، أكدت مكانته كواحد من أفضل الأظهرة في العالم. كما ساهمت مجموعة من اللاعبين الآخرين في هذا التألق الجماعي، ما جعل من باريس سان جيرمان فريقاً متكاملاً يُراهن على كتابة صفحة جديدة في تاريخه الحافل بالصعود.
وفي حال نجح فريق العاصمة الفرنسية في التتويج بـ "الموندياليتو"، فسيكون قد حقق لقبه الرابع هذا الموسم، ليبقى أمامه لقب كأس السوبر الأوروبي، الذي سيخوضه يوم 13 أغسطس/ آب المقبل أمام توتنهام هوتسبير الإنكليزي، في مواجهة مرتقبة بين بطلي دوري الأبطال ودوري المؤتمر. كما سيواجه النادي الباريسي لاحقاً وصيف الدوري الفرنسي، أولمبيك مرسيليا، في كأس السوبر المحلي، الذي سيُلعب شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، بعد أن حسم باريس لقبي الدوري والكأس معاً هذا الموسم.
ويسعى الفريق الفرنسي، بقيادة رئيسه القطري، ناصر الخليفي (51 عاماً)، إلى دخول التاريخ من أوسع أبوابه من خلال تحقيق السداسية التاريخية، والانضمام إلى قائمة الأندية، التي نجحت في ذلك، والتي تضم فقط برشلونة الإسباني (2009) وبايرن ميونيخ الألماني (2020). ويُدرك باريس سان جيرمان أن التتويج بكأس العالم للأندية سيكون الخطوة الرابعة في طريق المجد، وهو الإنجاز الذي فشلت فيه أندية عريقة، على غرار ريال مدريد الإسباني (122 عاماً)، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بدوري أبطال أوروبا، والذي مرّ بفترات ذهبية، إلا أن إنجاز السداسية ظلّ عصياً على الجميع، باستثناء العملاقين برشلونة الكتالوني والبافاري بايرن ميونخ الألماني. وهو ما يمنح باريس سان جيرمان فرصة ذهبية لكتابة اسمه في سجل العظماء، في حال واصل حصد الألقاب هذا الموسم.
ومن جهته، سيدخل تشلسي الإنكليزي نهائي "الموندياليتو" بطموح واضح يتمثل في دخول التاريخ كأكثر نادٍ إنكليزي تتويجاً بالبطولة، إذ يمتلك "البلوز" لقباً واحداً أحرزوه عام 2021، ويتقاسمون بهذا الرقم صدارة الفرق الإنكليزية مع ليفربول، ومانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي، التي فاز كل منها بالبطولة مرة واحدة. ويسعى الفريق الأزرق، عبر مباراة النهائي، إلى فض الشراكة واعتلاء قمة الأندية الإنكليزية عالمياً بلقب ثانٍ تاريخي.

Related News
