
تعيش أندية الدوري السعودي مرحلة إعادة بناء شاملة بهدف تعزيز صفوف الفرق وتكوين تركيبة قوية قادرة على المنافسة على اللقب الذي يُتوقع أن يكون أكثر اشتعالاً من الموسم الماضي. ويبدو أن مسؤولي معظم الفرق الكبيرة، إلى جانب الصاعد حديثاً نادي نيوم، عازمون على اللعب بكل أوراقهم، ما ينذر بموسم قوي ومثير للغاية.
وما يميّز سوق الانتقالات الصيفية الحالية في الدوري السعودي هو وضوح التوجه الفني لمعظم الأندية، إذ اختار أغلب الفرق التموقع خلف مدرسة كروية أوروبية واحدة، سواء من حيث المدرب أو نوعية اللاعبين، في خطوة تعكس محاولة استنساخ تجربة نادي الاتحاد، بطل الدوري في الموسم الماضي.
وكان الاتحاد قد اعتمد بشكل صريح على المدرسة الفرنسية بتعيين المدرب لوران بلان (58 عاماً)، والتعاقد مع عدة نجوم من الخلفية نفسها، أبرزهم كريم بنزيمة (37 عاماً) ونغولو كانتي (34 عاماً) والجزائري خريج المدرسة الفرنسية أيضاً القادم من نادي ليون حسام عوار (26 عاماً)، وقد أثمرت هذه التجربة تكوين هوية فنية متجانسة قادت الفريق السعودي إلى التفوق محلياً.
أما نادي الهلال السعودي، فقد أعلن هذا الصيف اعتماد المدرسة الإيطالية، بعد النجاح الكبير الذي حققه مع المدرب سيموني إنزاغي (49 عاماً) بعد قيادته الفريق إلى الدور ربع النهائي من مونديال الأندية محققاً نتائج لافتة، أبرزها التعادل مع ريال مدريد الإسباني والفوز على مانشستر سيتي الإنكليزي، وهو ما عزز ثقة الإدارة بالمدرب، ودفعها نحو تعميق النهج الإيطالي، إذ تعاقدت مع المدافع الفرنسي ثيو هيرنانديز (27 عاماً) القادم من ميلان، وتسعى حالياً للتعاقد مع المهاجم الإيطالي مويس كين (25 عاماً)، ما يؤكد رغبتها في اعتماد أسلوب "الكالتشيو" خلال الموسم المقبل.
ومن جهته، أعلن نادي النصر توجهه نحو المدرسة البرتغالية تماشياً مع تجديد عقد نجمه كريستيانو رونالدو (40 عاماً). وتشير آخر الأنباء إلى اقتراب الفريق من التعاقد مع المدير الفني السابق للهلال خورخي جيسوس (70 عاماً) صاحب الجنسية البرتغالية، في وقت تتحضر فيه الإدارة لإبرام عدة صفقات أخرى من المدرسة نفسها خلال الأيام المقبلة من أجل المنافسة في الموسم القادم من الدوري السعودي لكرة القدم.
أما نادي نيوم الصاعد حديثاً إلى الدوري السعودي، فقد قرر السير على خُطى الاتحاد أيضاً من خلال الاعتماد على المدرسة الفرنسية، بعد تعيين المدرب كريستوف غالتييه (58 عاماً) والتعاقد مع الجزائري سعيد بن رحمة (29 عاماً) والفرنسي ألكسندر لاكازيت (34 عاماً) القادمين من أولمبيك ليون.
وفي المقابل، يبدو بطل دوري النخبة الآسيوي، النادي الأهلي، بعيداً تماماً عن هذا التوجه، إذ لم يدخل سوق الانتقالات الصيفية فعلياً حتى الآن، رغم الشائعات التي راجت مؤخراً عن مفاوضات محتملة مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، لكن من دون أي تأكيدات رسمية. ويظل الغموض يلف مصير عدد من لاعبيه، وعلى رأسهم اللاعب البرازيلي روبيرتو فيرمينو (33 عاماً)، الذي استُبعدَ من قائمة الفريق في الدوري السعودي، واقتصر حضوره على مشاركات البطولة القارية فقط.

Related News


