رئيس شركة إنفيديا في بكين.. الرقائق أولوية
Arab
8 hours ago
share

تُعد شركات التكنولوجيا الأميركية والصينية في قلب صراعٍ استراتيجي عالمي يتجاوز حدود السوق والمنافسة ليصل إلى قطاع الذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، تكتسب تحركات الشركات الكبرى أهمية تتجاوز الطابع التجاري، لتصبح محط متابعة من قبل الحكومات والجهات التشريعية على حد سواء.

وقال مسؤول في شركة إنفيديا، اليوم الأحد، إن الرئيس التنفيذي للشركة جينسن هوانغ سيعقد مؤتمرًا صحافيًا في بكين يوم 16 يوليو/تموز، وذلك في زيارته الثانية إلى الصين بعد زيارة شهر إبريل/نيسان التي شدد خلالها على أهمية السوق الصينية. ومنذ عام 2022، فرضت الحكومة الأميركية قيودًا على تصدير إنفيديا الرقائق الأكثر تقدمًا إلى الصين، مشيرةً إلى مخاوف تتعلق بالتطبيقات العسكرية المحتملة لتلك التكنولوجيا، وفقاً لـ"رويترز".

كما فرضت الولايات المتحدة في وقت سابق من العام الجاري حظرًا على تصدير رقائق إنفيديا من طراز H20 الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى الصين، وهي أقوى نوع من رقائق الذكاء الاصطناعي التي كان يُسمح لإنفيديا ببيعها لبكين. ومن المتوقع أن تحظى زيارة هوانغ المرتقبة بمتابعة دقيقة من الولايات المتحدة والصين على حد سواء. وبحسب "رويترز"، كان عضوان من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي قد وجّها، يوم الجمعة، رسالة إلى هوانغ بشأن رحلته إلى الصين، طالباه فيها بالامتناع عن الاجتماع مع شركات تعمل مع هيئات عسكرية أو مخابراتية صينية. كما طلبا منه عدم الاجتماع مع أي كيانات خاضعة لقيود تصديرية أميركية.

وذكرت "رويترز" أن إنفيديا تواجه منافسة متزايدة من شركات تكنولوجيا عملاقة في الصين مثل "هواوي"، إضافة إلى شركات أخرى تُصنّع وحدات معالجة الرسومات (GPU)، وهي الرقائق المستخدمة في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا تزال الشركات الصينية، بما في ذلك الشركات التكنولوجية الكبرى، متعطشة لرقائق إنفيديا بفضل منصة الحوسبة الخاصة بها والمعروفة باسم "كودا."

ووفقًا لأحدث تقرير سنوي صادر عن إنفيديا، ساهمت الصين بمبلغ 17 مليار دولار من عائدات الشركة في السنة المالية المنتهية في 26 يناير/كانون الثاني، ما يمثل 13% من إجمالي المبيعات. وقد وصف هوانغ الصين مرارًا بأنها سوق مهمة لنمو إنفيديا.  يُذكر أن القيمة السوقية لإنفيديا قد تخطت حاجز 4 تريليونات دولار للمرة الأولى قبل أيام، ما رسّخ مكانتها باعتبارها الشركة المحورية في البورصة وسط سباق عالمي للهيمنة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

تأتي زيارة الرئيس التنفيذي لإنفيديا إلى بكين في وقت بالغ الحساسية، حيث تشهد العلاقات الأميركية-الصينية توترًا متصاعدًا بسبب الصراع على التكنولوجيا المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. وتمثل رقائق إنفيديا، وبخاصة تلك المخصصة للذكاء الاصطناعي، عنصرًا حاسمًا في هذه المنافسة، نظرًا لتفوق الشركة التقني في هذا المجال واعتماد مئات المؤسسات حول العالم على منصتها البرمجية "كودا".

وتسعى الولايات المتحدة إلى كبح جماح التقدم التكنولوجي الصيني عبر فرض قيود صارمة على تصدير أشباه الموصلات المتقدمة ومكوناتها، معتبرة أن استمرار حصول الصين على هذه التقنيات قد يعزز قدراتها العسكرية والأمنية. في المقابل، تحاول بكين توطين صناعة الرقائق وتسريع إنتاج البدائل المحلية، لكنها لا تزال تعتمد على إنفيديا لتلبية الطلب المتزايد من قطاعات الذكاء الاصطناعي والتقنية الفائقة.

ويجد هوانغ نفسه أمام معادلة دقيقة: الحفاظ على واحدة من أهم أسواق الشركة عالميًا من دون الإضرار بعلاقاتها مع واشنطن. كما أن الضغط السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، وخصوصًا من الكونغرس، يضع قيودًا إضافية على تحركات الشركات الأميركية في الصين. من هنا، فإن زيارة هوانغ تتجاوز كونها تجارية لتصبح مؤشرًا على حدود التوازن الممكن في زمن الانقسام التكنولوجي العالمي.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows