في كتابه الجديد "العمارة والعمران في قطر المعاصرة: التوجهات الإبداعية والقضايا النقدية"، الصادر عن دار نشر جامعة قطر، يستعرض الأكاديمي والمعماري المصري علي عبد الرؤوف الملامحَ والتحولات في عمارة دولة قطر وعمرانها، من خلال تحليل سياق تطور الدولة بجوانبه المختلفة، وقيمة التراث المعماري والعمراني فيها.

يفسّر الكتاب التحولات الحداثية والمعاصرة في نسيج المدن القطرية، وخاصة العاصمة الدوحة، وتحولها إلى واحدة من أهم مدن العالم، حيث تمكّنت في عقود محدودة من أن تكون نموذجاً للمدينة المعرفية. كما يقدّم عبد الرؤوف تحليلاً لكلّ المشروعات المعمارية والعمرانية وتطورات العمل التخطيطي، بدايةً من حقبة ما قبل اكتشاف النفط، ومروراً بالمحطات الفارقة في تشكيل هوية دولة قطر، وصولاً إلى مكانتها المعاصرة التي مكّنتها من استضافة حدث عالمي كبير مثل كأس العالم لكرة القدم 2022.

استدعاء التاريخ وإحياء الهوية

يوضح المؤلّف في مقدمة الكتاب كيف أصبحت قطر من أكثر الدول الخليجية والعربية نموّاً، حيث ساهمت البيئة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية الإيجابية والمستقرة في خلق تجربة تنموية متميزة على صعيد الشرق الأوسط بأكمله. يُدلّل أيضاً على التوازن بين القيم التاريخية للتراث وطموحات التطور والنموّ الكمّي والنوعي، منطلقاً من تجربة عمله الأكاديمي والاستشاري في قطر، ووجوده في سياق الخليج لقرابة عقدين، ما أعطاه الفرصة لتأمّل قريب وديناميكي لكلّ مشاهد تطور تلك المنظومة وتحوّلاتها المختلفة.

يأتي الكتاب في إطار مسؤولية الأكاديمي للتواصل مع المجتمع، وأهمية تفاعله مع قضاياه وتحدياته وتطلعاته. وفي إطار الحركة التنموية المتسارعة الممتدة لتشمل جميع أرجاء دولة قطر، فإنه من الجوهري رصد وتحليل مجموعة من التأملات والمشاهدات المعمارية والعمرانية في نطاق تنموي حديث تتغير ملامحه كل يوم.

يتكوّن الكتاب من مقدمة وستة فصول وأطروحات ختامية، وجاءت عناوين الفصول على النحو التالي: "التحليل التاريخي والسياقي لعمارة قطر وعمرانها"، و"التحولات الحداثية في عمارة قطر وعمرانها"، و"التحديات والتحولات في عمران المدينة الخليجية المعاصرة"، و"تحديات العولمة وصياغة رؤية المستقبل"، و"استدعاء التاريخ وإحياء الهوية المحلية في العمارة المعاصرة"، و"عمارة قطر وعمرانها ما قبل كأس العالم وبعده".

ومن أبرز المعالم العمرانية الثقافية التي يقف عندها الكتاب: دار الكُتب القطرية، ومسرح قطر الوطني، وجامعة قطر، ومتحف الفنّ الإسلامي، والحي الثقافي كتارا، ومشروع مشيرب قلب الدوحة، ومتحف قطر الوطني، ومبنى مطافئ: مقر الفنانين، بالإضافة إلى عشرات المعالم الاقتصادية والاجتماعية الأُخرى، مثل مطار حمد الدولي، وملاعب كرة القدم، وسوق واقف، ومشروع جزيرة اللؤلؤة، ومشروع مدينة لوسيل، وبرج الدوحة.

بطاقة

معماري وناقد وأكاديمي مصري من مواليد القاهرة عام 1964، يدرّس في "جامعة حمد بن خليفة" ويعمل مستشاراً للبحث والتطوير في "إدارة التخطيط العمراني" بقطر. من مؤلّفاته: "النقد المعماري ودوره في تطوير العمارة المعاصرة" (2014)، و"من مكّة الى لاس فيغاس: أطروحات في العمارة والقداسة" (2014)، و"مدن العرب في رواياتهم" (2016)، و"التنمية العمرانية المرتكزة على المعرفة في الشرق الأوسط" (2018)، و"ميدان وثورة وشعب: القصة المعمارية والعمرانية لميدان التحرير" (2019)، و"عمارة وعمران ومدينة ما بعد جائحة كورونا" (2022).