بين الشباب والمخضرمين... لاعبون تألقوا في مونديال الأندية
Arab
2 days ago
share

شهدت النسخة الأولى من بطولة مونديال الأندية 2025 في شكلها الجديد، تألقاً لافتاً لعدد من النجوم، مع دخول البطولة مراحلها الحاسمة ببلوغ الدور نصف النهائي، واقتراب موعد التعرف على هوية البطل العالمي.

ولم يكن عامل السن حاجزاً أمام الإبداع في هذه الدورة الاستثنائية، بعدما برز عدد من اللاعبين الشباب، الذين يخوضون بداية مشوارهم الاحترافي، وفي المقابل، لمع نجوم آخرون من جيل الخبرة، ممن يتقاسمون الأعمار مع مدربين يقودون فرقاً كبيرة، إضافة إلى لاعبين عادوا للحياة مجدداً، بعد انتهاء مشوارهم الأوروبي، ليكتبوا فصلاً جديداً في مسيرتهم الكروية. هذا التنوع في الأجيال والخبرات أضفى على البطولة نكهة خاصة، وجعل من التنافس أكثر حماساً وإثارة مع اقتراب موعد تتويج البطل.

وخطف ثنائي فلومينينسي، البرازيلي تياغو سيلفا (40 عاماً)، النجم السابق لتشلسي وباريس سان جيرمان وميلان، وحارس المرمى المخضرم، فابيو لوبيز (45 عاماً)، الأضواء خلال بطولة مونديال الأندية 2025، بفضل المستويات الكبيرة التي قدماها مع الفريق البرازيلي طوال المنافسة، فقد أظهر سيلفا روح القائد الحقيقي داخل الملعب، إذ لم يكتفِ بدوره الدفاعي، بل لعب دور المدرب الثاني، موجهاً زملاءه ومثبتاً حضوره القيادي في كل لحظة من اللقاءات، مستفيداً من خبرته الطويلة في الملاعب الأوروبية.

في المقابل، تألق الحارس فابيو لوبيز بأداء ثابت ومؤثر، متحدياً عامل السن الذي جعله أكبر لاعب في البطولة، وأحد القلائل الذين تجاوزوا أعمار العديد من المدربين، أمثال: مدرب إنتر ميلان، الروماني كريستيانو كييفو (44 عاماً) ومدرب ريال مدريد تشابي ألونسو (43 عاماً). وقدّم الثنائي البرازيلي مثالاً حياً على أن التقدم في العمر لا يُعد عائقاً أمام تقديم مستويات عالية والمساهمة في تحقيق الإنجازات، بل قد يكون عنصر قوة عندما يُوظف بالشكل الصحيح.

وعرفت البطولة بروزاً لافتاً لعدد من اللاعبين الشباب، الذين بدؤوا يرسمون أولى خطواتهم في عالم كرة القدم، إذ تألق ثنائي ريال مدريد، التركي أردا غولر (20 عاماً) والإسباني غونزالو غارسيا (21 عاماً)، بمستويات مميزة، جعلتهما بمثابة "هدية العمر" للنادي الملكي، تحت قيادة المدرب تشابي ألونسو، الذي وفّر لهما البيئة المثالية للتألق والانسجام مع أسلوب لعبه الهجومي المنظم. من جهته، واصل النجم الشاب، الفرنسي ديزيريه دووي (20 عاماً)، خط تصاعده المثير هذا الموسم مع باريس سان جيرمان، مؤكداً مكانته بوصفه أحد أهم المواهب الصاعدة في فرنسا، ومرشحاً بقوة لمنافسة نجوم "الديكة" مستقبلاً. ولم يقتصر بريق النجوم الشبان على فرق المربع الذهبي، بل لمع أيضاً نجم يوفنتوس الواعد، التركي بوراك يلديز (20 عاماً)، رغم عدم وصول فريقه إلى الأدوار النهائية، إضافة إلى الأرجنتيني فرانكو ماستانتونو (17 عاماً)، الذي خطف الأضواء مع ريفر بليت، في انتظار بلوغه السن القانونية (18 عاماً) لإتمام انتقاله إلى ريال مدريد.

وبعيداً عن بروز المواهب الشابة وتألق اللاعبين المخضرمين، فقد شهدت بطولة مونديال الأندية أيضاً تألقاً لافتاً لبعض النجوم، الذين استعادوا بريقهم أو واصلوا ترسيخ مكانتهم في الصفوف الأولى، وعلى رأسهم النجم المغربي، أشرف حكيمي (26 عاماً)، الذي يعتبر الممثل العربي الوحيد في الأدوار المتقدمة من المسابقة، والذي نجح في تقديم أداء قوي ومؤثر رفقة باريس سان جيرمان، سواء من خلال صناعته للأهداف أو انطلاقاته الحاسمة على الرواق الأيمن، مؤكداً استمرارية مستوياته العالية هذا الموسم.

وفي سياق متصل، عاد النجم الإنكليزي، كول بالمر (23 عاماً)، إلى سابق توهجه، حيث قدّم مساهمات هجومية فعّالة مع ناديه تشلسي، وساهم بشكل مباشر في نتائج الفريق خلال "الموندياليتو"، ما جعله يثبت نفسه من جديد مهاجماً واعداً وركيزة أساسية في مشروع "البلوز" المستقبلي، بقيادة المدرب الإيطالي، إنزو ماريسكا (45 عاماً)، الذي يبدو مصمماً على استعادة هيبة الفريق الأزرق على الساحة الأوروبية.

ورغم الظروف المناخية الصعبة، التي جرت فيها بطولة مونديال الأندية 2025، والتوقيت غير المعتاد للمباريات، فإن النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية مثّلت فرصة مثالية لبروز مواهب شابة وتألق لاعبين مخضرمين، كما منحت عدداً من الأندية العالمية فرصة استعادة هيبتها، وتأكيد حضورها القوي على الساحة الدولية، رغم تفاوت مستوياتها خلال الموسم الماضي. هذا الزخم الفني والتنظيمي يوحي بأن النسخ المقبلة ستكون أكثر إثارة وتنافسية، خاصة إذا واصل الاتحاد الدولي لكرة القدم اعتماد هذه البطولة بنسقها الجديد كـ"مونديال تجريبي"، يُقام قبل عام من استضافة كأس العالم للمنتخبات.

وبالنظر إلى أن نسخة 2030 ستُقام بالتناوب بين إسبانيا والبرتغال والمغرب، فإن تنظيم نسخة كأس العالم للأندية 2029 في إحدى هذه الدول، أو بشكل مشترك، قد يمنحها بُعداً خاصاً ويجعلها الأقوى على الإطلاق، سواء من حيث الحضور الجماهيري أو البنية التحتية، ما يعزز من قيمة هذه البطولة بوصفها محطة تحضيرية لكأس العالم المنتظرة.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows