
أفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأنّ عدد سكان قطاع غزة تراجع بنسبة 10% حتى منتصف عام 2025، وحذّر من "تشوّهات في الهرم السكاني" للفلسطينيين بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتعمّد لفئة الشبّان في خلال الإبادة المتواصلة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأوضح الجهاز، في تقرير أصدره بمناسبة اليوم العالمي للسكان الموافق غداً، أنّ قطاع غزة سجّل انخفاضاً غير مسبوق في عدد السكان، نتيجة تزايد أعداد الشهداء والمفقودين، ومغادرة الآلاف القطاع المستهدف بحرب إسرائيلية مدمّرة منذ أكثر من 21 عاماً، إلى جانب تراجع معدّلات المواليد.
و"تشير التقديرات السكانية"، بحسب ما جاء في تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إلى أنّ عدد سكان قطاع غزة انخفض إلى نحو 2 مليون و129 ألفاً و724 نسمة أي بنسبة 6% مقارنة بتقديرات منتصف عام 2024، كذلك تراجع العدد إلى 2 مليون و114 ألفاً و301 نسمة أي بانخفاض نسبته 10% مقارنة بالتقديرات المتوقّعة لمنتصف عام 2025. وفي عام 2023، قبل بداية الحرب الإسرائيلية التي انطلقت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من ذلك العام، بلغ عدد سكان القطاع نحو مليونَين و226 ألفاً و544 نسمة، وفقاً لبيانات جهاز الإحصاء نفسه.
#الإحصاء_الفلسطيني يستعرض أوضاع السكان في فلسطين بمناسبة اليوم العالمي للسكان، 11/07/2025
— PCBS (@PCBSPalestine) July 10, 2025
⬅️ تحت شعار 8" مليارات نسمة وإمكانات لا متناهية: قضية الحقوق والواجبات"https://t.co/nDS4atjEY5 pic.twitter.com/JAx2KsSMtm
وبيّن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في تقريره الأخير، أنّ حرب الإبادة الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد أكثر من 57 ألف فلسطيني في قطاع غزة المنكوب، فيما غادر نحو 100 ألف آخرين القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023. أضاف أنّ من بين القتلى نحو 18 ألف طفل و12 ألف امرأة و66 وفاة بسبب التجويع، إلى جانب نحو 11 ألف مفقود. يُذكر أنّ منظمات حقوقية دولية ومؤسسات بحثية تشير إلى أنّ عدد الفلسطينيين الذين سقطوا بصواريخ الاحتلال وقذائفه ورصاصه في قطاع غزة قد يكون تخطّى 100 ألف شهيد.
في سياق متصل، أفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأنّ نحو مليونَي شخص اضطرّوا إلى النزوح من منازلهم، من بين نحو 2.2 مليون نسمة كانوا يقيمون في القطاع عشيّة بدء العدوان الإسرائيلي، بعدما هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية.
وتوقّع الجهاز أن يطرأ تغييراً جذرياً على تركيبة السكان لجهة العمر والنوع في قطاع غزة "نتيجة الاستهداف المتعمّد من قبل الجيش (الاحتلال) الإسرائيلي للفئات العمرية الشابة، ولا سيّما الأطفال والشبّان". وشدّد على أنّ هذا الاستهداف "يهدّد بتشويه شكل الهرم السكاني، خصوصاً في قاعدته التي تمثّل أساس النموّ الطبيعي لأيّ مجتمع".
وحذّر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني من أنّ "التأثير لا يقتصر على الحاضر فقط، بل يمتدّ إلى المديَين المتوسّط والبعيد، إذ يُتوقَّع أن يؤدّي فقدان نسبة كبيرة من النساء والرجال في سنّ الإنجاب إلى تراجع مستقبلي في معدّلات المواليد"، الأمر الذي "يُحدث فجوة ديموغرافية متفاقمة تمسّ قاعدة الهرم السكاني مستقبلاً وتؤثّر على التركيبة السكانية لعقود مقبلة".
من جهة أخرى، ذكر الجهاز الفلسطيني في تقريره نفسه أنّ عدد الفلسطينيين في العالم بلغ في منتصف عام 2025 نحو 15.2 مليون نسمة، يعيش نصفهم تقريباً في خارج فلسطين التاريخية. أضاف أنّ عدد السكان في دولة فلسطين قُدّر بنحو 5.5 ملايين نسمة، من بينهم 2.8 مليون من الذكور و2.7 مليون من الإناث، إلى جانب نحو 1.9 مليون فلسطيني يقيمون في الأراضي المحتلة في عام 1948 أو الداخل الفلسطيني. أمّا في الشتات، فقد بلغ عدد الفلسطينيين نحو 7.8 ملايين نسمة، من بينهم 6.5 ملايين يعيشون في الدول العربية.
(الأناضول، العربي الجديد)

Related News

