يستعدّ المشرّعون في اليونان للتصويت على مشروع قانون من شأنه أن تعليق طلبات اللجوء للوافدين من دول شمال أفريقيا، اليوم الخميس، في خطوة وصفتها جماعات حقوق الإنسان بأنّها غير قانونية. ويأتي التصويت المنتظر في ظلّ ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين إلى جزيرة كريت في جنوب اليونان عبر البحر الأبيض المتوسط، ومع إلغاء المحادثات الرامية إلى الحدّ من تدفّق المهاجرين مع الحكومة الليبية في بنغازي هذا الأسبوع.
وكان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قد صرّح، أخيراً، بأنّ بلاده في صدد "إغلاق الطريق إلى اليونان"، مهدّداً بـ"توقيف واحتجاز أيّ مهاجر يدخل البلاد بطريقة غير قانونية". وكانت اليونان قد اتّخذت موقفاً أكثر تشدّداً بشأن الهجرة، منذ وصول حزب من يمين الوسط بزعامة ميتسوتاكيس إلى السلطة في عام 2019، وعمدت إلى إقامة سياج على حدودها البرية الشمالية وتعزيز الدوريات البحرية في الشرق. يُذكر أنّ اليونان تُعَدّ إحدى البوابات الرئيسية إلى الاتحاد الأوروبي للمهاجرين وطالبي اللجوء من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
ومنذ بداية العام الجاري، راحت ترتفع أعداد المهاجرين الوافدين عن طريق البحر من شمال شرقي ليبيا إلى جزيرتَي كريت وغافدوس الجنوبيّتَين، علماً أنّ اليونان هي أقرب منطقة أوروبية إلى شمال أفريقيا. فمنذ مطلع عام 2025، وصل 7.300 مهاجر غير نظامي إلى جزيرتَي كريت وغافدوس في مقابل 4.935 طوال عام 2024. ومنذ بداية يونيو/ حزيران الماضي، تسارعت وتيرة وصول المهاجرين ليبلغ عدد الوافدين 2.550 مهاجراً. ووصف وزير الهجرة اليوناني ثانوس بليفريس ما يحصل بأنّه "اجتياح من شمال أفريقيا"، مؤكداً أنّ رسالة رئيس الوزراء "واضحة". أضاف الوزير، العضو السابق في حزب يميني متطرّف، في تدوينة نشرها على موقع إكس، متوجّهاً إلى المهاجرين "ابقوا حيث أنتم، لن نقبل بكم".
ومن المتوقّع أن يصوّت المشرّعون اليونانيون على القانون المعروض، الذي يسمح للسلطات بترحيل المهاجرين سريعاً من دون أيّ عملية تحديد هوية مسبقة، في وقت لاحق من اليوم الخميس أو في وقت مبكر من غدٍ الجمعة.
في المقابل، رأت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان أنّ حظر اللجوء من شأنه أن ينتهك القانون الدولي كما القوانين الأوروبية، ودعت حكومة اليونان إلى إبطال مشروع قانون وقف النظر مؤقتاً في طلبات اللجوء للوافدين من دول شمال أفريقيا. وفي الإطار نفسه، ذكرت لجنة الإنقاذ الدولية، في بيان، أنّ "البحث عن ملجأ حقّ من حقوق الإنسان، ومنع الناس من القيام بذلك أمر غير قانوني وكذلك غير إنساني".
نقل مئات المهاجرين من كريت إلى مراكز احتجاز قرب أثينا
في سياق متصل، وصل أكثر من 500 مهاجر إلى ميناء لافريو القريب من العاصمة أثينا، اليوم الخميس، بعدما اعترضت السلطات اليونانية المعنية قارب صيد كان هؤلاء على متنه جنوبي جزيرة كريت، وذلك في إطار تنفيذ اليونان إجراءات طارئة لمواجهة ارتفاع أعداد الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط انطلاقاً من سواحل ليبيا. ونُقِل المهاجرون، معظمهم من الشبّان، ليلاً على متن ناقلة بضائع، فيما ساعدت سفن الخدمات في إنزالهم إلى البرّ في الميناء الرئيسي، قبل نقلهم إلى مراكز احتجاز بالقرب من العاصمة اليونانية.
وقد صدر قرار نقل المهاجرين إلى البرّ الرئيسي بعدما بلغت مراكز الاستقبال المؤقتة في جزيرة كريت طاقتها الاستيعابية القصوى، مع وصول نحو 500 مهاجر جديد يومياً في الفترة الأخيرة. وتعاني سلطات جزيرة كريت من أجل توفير الخدمات الأساسية للمهاجرين، وتُستخدَم مرافق مؤقتة لإيواء هؤلاء، علماً أنّهم بمعظمهم من الصومال والسودان ومصر والمغرب.
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)
Related News

