
مع الدعم الأميركي غير المحدود للاحتلال، يشكّل معرض "غزة تبقى القصة" الذي افتتحه "متحف الشعب الفلسطيني" في العاصمة واشنطن نافذة مختلفة للإطلال على الجوانب الإنسانية والثقافية للشعب الفلسطيني، ضمن جهود مواجهة الإبادة الثقافية. ويستمر المعرض، الذي افتتح في 11 إبريل/نيسان، حتى 2 نوفمبر/تشرين الأول، ويعرض الحياة اليومية والثقافة الفلسطينية في غزة.
إلى جانب الأعمال الفنية المعاصرة التي تُصوّر الحصار والإبادة، يعرض المتحف مجموعة من الصور التاريخية التي توثق الحياة اليومية في فلسطين على مدار قرن كامل. ويضم المعرض مختارات من المتحف الفلسطيني في بيرزيت، وهي تملأ جدران المعرض بالكامل -بمساحته القليلة- وتُصوّر مشاهد عائلية، وأطفالاً يلعبون على شواطئ غزة. صورٌ قديمة، تُقرأ بما يقابلها بعد الإبادة، حيث الدمار والخراب وانقطاع الحياة.
تتوزع الأعمال المعروضة إلى عدة محطات من تاريخ غزة وفلسطين، منها أعمال تعرض الاستعمار والتطهير العرقي بدءاً بالانتداب البريطاني حتى الحرب الأخيرة، وصور تعرض تدمير التراث الثقافي -وقد دمرت حرب الإبادة أربعة متاحف رئيسية في غزة- وأخيراً صور أرشيفية لصيادين، وأمهات وأطفال في مخيمات اللجوء. كما تحضر الرموز الثقافية الفلسطينية، مثل الدبكة والتطريز، وشهادات حية وقصائد.
بعض الأعمال المعروضة لفنانين ما زالوا يعيشون في غزة، ومنهم من قُتل في حرب الإبادة، مثل محمد سامي قريقع، وهبة زقوت.
الأعمال المعروضة في المتحف ليست أصلية، بل نسخ مطبوعة أتاحها متحف فلسطين في بيرزيت لمتاحف ومنظمات حول العالم، لنقل تجربة غزة إلى العالم عبر معارض متنقلة أو محلية. وقد نُظّمت نسخ مختلفة من المعرض في 65 موقعاً حول العالم، منها بلفاست وبرلين وكاب تاون وبراغ وطهران وفانكوفر.
مع تدمير الأعمال الأصلية في حرب الإبادة، تبدو الصور الرقمية والأرشيفية الطريقة الوحيدة للحفاظ على التراث الفلسطيني في غزة، ولمنع محو الهوية الفلسطينية.

Related News

