
حظرت جمهورية التشيك استخدام منتجات شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديبسيك" (DeepSeek) في جميع المؤسسات والجهات الحكومية، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وأعلن رئيس الوزراء بيتر فيالا القرار بعد اجتماع لمجلس الوزراء في براغ، يوم الأربعاء، مؤكّداً أن هذه الخطوة ستُسهم في تعزيز الأمن السيبراني للبلاد. وقد جاء الحظر عقب تقييم أجرته الوكالة الوطنية للأمن السيبراني وأمن المعلومات، حذرت فيه من أن الدولة الصينية قد تتمكن من الوصول إلى بيانات حساسة مخزنة أو معالجة على خوادم داخل الصين، وهو ما اعتُبر تهديداً مباشراً للبنية الرقمية للدولة.
وفي الولايات المتحدة، تتخذ السلطات الفيدرالية موقفاً مشابهاً، إذ حظرت وكالات كبرى، مثل وكالة ناسا ووزارة الدفاع، استخدام "ديبسيك"، وهو روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي ويُصمّم للتفاعل مع المستخدمين عبر محادثات بلغة طبيعية.
ولم يقتصر الحظر على المستوى الفيدرالي، بل امتد ليشمل عدداً من الولايات، مثل تكساس وفيرجينيا ونيويورك، حيث عبّر حكّام هذه الولايات عن قلقهم من احتمالية استخدام التطبيق أداةً للتجسس من قبل الحزب الشيوعي الصيني. واعتبر حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، أن المعلومات الشخصية "يجب حمايتها من عمليات التجسس الخبيثة"، في إشارة مباشرة إلى الاتهامات الموجّهة للشركة الصينية.
وكانت إيطاليا أول دولة أوروبية تتّخذ خطوات رسمية ضد التطبيق، حين فتحت تحقيقاً بشأنه في نهاية يناير/كانون الثاني، بهدف منع وصوله إلى بيانات المستخدمين الإيطاليين. وكان لافتاً أن هيئة حماية البيانات الإيطالية سبق أن فرضت حظراً مؤقتاً على تطبيق "تشات جي بي تي" في عام 2023، مما يشير إلى تشددها في ما يتعلّق بحماية الخصوصية الرقمية.
وفي الأول من فبراير/شباط، حظرت تايوان استخدام "ديبسيك" داخل مؤسسات القطاع العام ومرافق البنية التحتية الحيوية، مستندة إلى كونه منتجًا صينيًا قد يُستخدم أداةَ اختراق لأمن الدولة.
أما أستراليا، فقد أصدرت قراراً مماثلاً في الخامس من الشهر نفسه، منعت بموجبه استخدام التطبيق على الأجهزة الحكومية كافة، في حين أعلنت كوريا الجنوبية بعد أيام حظراً على استخدام "ديبسيك" داخل الوزارات وقوات الشرطة، وأكدت أن التطبيق لن يكون متاحاً على متاجر التطبيقات في البلاد حتى استكمال مراجعة رسمية لكيفية تعامله مع البيانات الشخصية. وتُظهر هذه الإجراءات المتسارعة توجّهاً عالمياً متنامياً لتقييد استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي القادمة من الصين، مدفوعة بمخاوف تتعلّق بالسيادة الرقمية والأمن القومي.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

Related News


