
أعلنت السلطات الأوكرانية أنّ كييف تعرّضت ليل الأربعاء-الخميس لهجوم روسي بطائرات مسيّرة أوقع سبعة جرحى على الأقلّ، فيما طلبت الإدارة العسكرية من سكان العاصمة الاحتماء في الملاجئ إثر رصدها صواريخ باليستية روسية.
وقال رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو في منشور على تطبيق تلغرام إنّ "جريحا نُقل إلى المستشفى... في منطقة سولوميانسكي"، قبل أن يعلن بعد بضع دقائق سقوط جريح آخر في المنطقة نفسها. وأضاف أنّ "الهجوم على العاصمة متواصل. لا تزال طائرات العدو المسيرة تقترب من المدينة". وبحسب رئيس البلدية فإنّ الحطام المتساقط أشعل حرائق في مبانٍ في منطقتي سولوميانسكي وشيفشينكيفسكي. كما تسبّب حطام الطائرات المسيّرة باندلاع حرائق في مرائب ومحطة وقود في منطقة دارنيتسكي في كييف.
وأفاد صحافيو وكالة فرانس برس في كييف بأنّهم سمعوا طوال الليل دويّ انفجارات قوية تهزّ المدينة وشاهدوا سماءها تضاء بنيران المضادات الأرضية. من جهتها، طلبت الإدارة العسكرية في كييف من جميع السكّان "التوجّه فورا إلى أقرب ملجأ" بسبب خطر تعرض العاصمة لقصف روسي بصواريخ باليستية. وأفاد مراسل لـ"فرانس برس" بأنّ عشرات من سكان العاصمة لجأوا إلى محطة للمترو في وسط العاصمة خلال الهجوم.
وأمس الأربعاء أكدت أوكرانيا أن روسيا شنّت خلال الليل أوسع هجوم بصواريخ ومسيّرات منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، وذلك في سياق تصاعد الضربات الروسية. ويأتي هذا الهجوم بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع هذا الأسبوع إرسال "مزيد من الأسلحة" إلى كييف للدفاع عن نفسها في مواجهة القصف الروسي.
وأوضح سلاح الجو الأوكراني أن روسيا هاجمت الأراضي الأوكرانية مستخدمة 728 مسيّرة و13 صاروخاً، مضيفاً أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت 711 مسيرة، ودمرت ما لا يقل عن سبعة صواريخ. وأشار المصدر العسكري إلى وجود "أربعة مواقع" تعرضت للقصف من دون أن يحدد حتى الآن الأضرار الدقيقة الناجمة عن هذه الهجمات الروسية. وأضاف "الهدف الرئيسي للهجوم كان منطقة فولينيا في مدينة لوتسك!".
واتخذ ترامب، الذي تعهد بنهاية سريعة للحرب، نبرة أكثر تصالحية تجاه موسكو في انحراف عن الدعم القوي لإدارة سلفه جو بايدن لكييف. ولكن الجولات الأولية من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا لم تسفر حتى الآن عن نتائج تذكر، إذ لم تقبل موسكو بعد بوقف إطلاق النار غير المشروط الذي اقترحه ترامب وقبلته كييف.
ويبدو أن وعد الرئيس الأميركي بتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة الدفاعية يمثل تراجعا عن قرار اتخذته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قبل أيام بوقف بعض إمدادات الذخيرة الحيوية لأوكرانيا، على الرغم من الهجمات الروسية التي أسفرت عن مقتل العشرات في الأسابيع القليلة الماضية.
وأول من أمس الثلاثاء، قال ترامب إنه يفكر في دعم مشروع قانون من شأنه فرض عقوبات شديدة على روسيا، بما في ذلك فرض رسوم جمركية بنسبة 500 بالمئة على الدول التي تشتري النفط والغاز واليورانيوم وغيرها من الصادرات الروسية. وأضاف ترامب في اجتماع لمجلس الوزراء "نتعرض لكثير من الهراء الذي يقذفه علينا (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين... إنه لطيف للغاية طوال الوقت، لكن اتضح أن كل هذا لا معنى له". وعندما سأله أحد الصحافيين عن الإجراء الذي سيتخذه ضد بوتين، قال "لن أخبرك. نريد مفاجأة صغيرة".
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

Related News


