
حظرت بكين تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج إلى ثماني شركات تايوانية لصناعة الطيران وبناء السفن، بما في ذلك الموردون للجيش التايواني. وأشاد مكتب شؤون تايوان في البرّ الرئيسي بهذه الخطوة باعتبارها "تحذيراً صارماً ضد الاستفزازات المتكررة من قبل القوى الانفصالية". وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان، اليوم الأربعاء، إن شركات الصناعات العسكرية في تايوان المستهدفة، والتي تضمّ شركة تطوير الصناعات الفضائية الجوية (AIDC) الموردة للمعدات الدفاعية، جرى وضعها على قائمة مراقبة الصادرات، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي ومنع الانتشار. وأضافت الوزارة، في بيانها، أن هذه الخطوة تهدف إلى حماية الأمن والمصالح الوطنية والوفاء بالالتزامات الدولية المتعلقة بمنع الانتشار.
وتحظر القواعد الجديدة التي دخلت حيّز التنفيذ فوراً، تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج إلى الكيانات المذكورة، وهو مصطلح يشير إلى المواد أو التقنيات أو المعدات التي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية. وجاء في البيان الذي نُشر على موقع وزارة التجارة الصينية الإلكتروني: "يجب إيقاف جميع عمليات التصدير الجارية ذات الصلة فوراً". وأضافت: "في الحالات الاستثنائية التي تستدعي التصدير، يجب على الشركات التقدم بطلب إلى وزارة التجارة للحصول على الموافقة". وتعد شركة AIDC أحد الموردين الرئيسيين لصناعة الدفاع المحلية في تايوان، بما في ذلك برنامج تطوير الطائرات المقاتلة.
عقب ذلك، تساءلت وسائل إعلام صينية إلى أي حدّ يمكن أن تؤثر القواعد الجديدة المتعلقة بالعناصر ذات الاستخدام المزدوج في الصناعات العسكرية في تايوان. يشار إلى أن تايبيه تعتمد على الولايات المتحدة في مسألة التسليح، ولكن في ظلّ إدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية، واجهت الجزيرة التي تؤكد الصين عزمها استردادها، تحديات كبيرة تتعلق بمسألة الإنفاق الدفاعي، ما جعلها تتجه نحو تعزيز قدراتها الدفاعية الذاتية.
نقص مكونات النظام المستوردة في تايوان أدّى إلى تأخير إنتاج طائرات تدريب
انتكاسات في تايوان لتسليم الإنتاج
وكانت وزارة الدفاع التايوانية قد أعلنت في مارس/آذار الماضي، أنها طوّرت المكونات الرئيسية اللازمة لتسليم طائرات التدريب المتقدمة المنتجة محلياً في وقت لاحق من العام الحالي. ويهدف إنتاج 66 طائرة تدريب من طراز تي أس برايف إيغل T-5 Brave Eagle، وهو عنصر أساسي في برنامج الدفاع التايواني، إلى تحسين تدريب الطيارين على الطائرات المقاتلة المتقدمة مثل أف- 16، وذلك رداً على التهديدات العسكرية المتزايدة من بكين. لكن نقص مكونات النظام المستوردة على مدى العام الماضي أدّى إلى تأخير الإنتاج، ما منع شركة تطوير الصناعات الجوية والفضائية المدعومة من الحكومة من تلبية جدول التسليم لعام 2024، بحسب ما شرحت وزارة الدفاع التايوانية.
وبحسب تقرير قُدّم إلى الهيئة التشريعية في تايبيه مطلع العام الحالي، كان من المقرر في الأصل أن تقوم شركة AIDC بتسليم 47 طائرة إلى القوات الجوية بحلول مارس الماضي، لكنها سلّمت 43 طائرة فقط، ما جعلها متأخرة عن الجدول الزمني بأربع طائرات. وقالت وزارة الدفاع في حينه، إن التأخير في تسليم مكونات النظام المستوردة تسبب في حدوث انتكاسات، وأن القوات الجوية تقوم بالتنسيق بشكل نشط مع الموردين للحفاظ على عمليات التسليم على المسار الصحيح.
وجرى تحديد سبعة مكونات رئيسية على أنها تعاني من نقص في عمليات الإنتاج: المحرك، نظام التحكم البيئي، نظام تحرير المتفجرات، معدات الهبوط، خزانات الزيت الهيدروليكي، مشغلات العجلات، صمّامات إغلاق الهواء في حالات الطوارئ. ولمعالجة هذا النقص، تعاون معهد تشونغ شان الوطني للعلوم والتكنولوجيا المدعوم من الجيش، أكبر شركة لصناعة الأسلحة في تايوان، مع AIDC، لتطوير ثلاثة مكونات رئيسية محلياً: خزان الزيت الهيدروليكي، مشغل العجلات، صمام إغلاق الهواء في حالات الطوارئ، بحسب الوزارة.

Related News

