
أبلغ المنسق الأميركي للشؤون الأمنية في الضفة الغربية المحتلة مايكل آر. فينزل الجانب الفلسطيني بانتهاء العدوان الإسرائيلي على مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، وذلك بعد أشهر من تخريب وتجريف شوارع ومنازل المخيم وإجبار سكانه على النزوح.
وقال محافظ طولكرم اللواء عبد الله كميل، لـ"العربي الجديد"، إن "المنسق الأميركي للشؤون الأمنية في الضفة الغربية مايكل آر. فينزل أبلغني رسمياً بأن العملية العسكرية الإسرائيلية قد انتهت في مخيم نور شمس، لكن لا انسحاب رسمياً من المخيم حتى الآن، وأن إسرائيل تمنع أي بناء في الشوارع التي شقتها في المخيم". وأضاف: "المنسق الأميركي أبلغنا، خلال اجتماع في طولكرم يوم أمس، بأن الجانب الإسرائيلي أبلغهم بانتهاء أهدافهم في مخيم نور شمس، وأن العملية العسكرية في المخيم قد انتهت، وأن الهدم انتهى، ولكن جيش الاحتلال لم ينسحب بعد".
وكان فينزل قد زار مخيم نور شمس يوم أمس، وقام بجولة فيه مع وزير الداخلية الفلسطيني زياد هب الريح، ومحافظ طولكرم اللواء عبد الله كميل، فيما قاطعت اللجنة الشعبية المسؤولة عن المخيم الزيارة. وبشأن متى تبدأ إعادة إعمار المخيم، قال كميل: "الأمر مرتبط بالاحتلال، نحن مطلبنا أن يقوم الاحتلال بإعمار ما قام بتدميره، هذا مطلب أبلغنا فينزل به في الاجتماع". وتابع كميل: "الجانب الأميركي سيقوم بتحضير تمويل لشبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء".
وحول الهندسة الجديدة للمخيم التي قام بها الاحتلال، وإن كانت ستصبح أمرا واقعا، أجاب كميل: "الإسرائيليون يهددون بقصف أي مكان تجري فيه عملية بناء.. لذلك ماذا يمكن أن نفعل؟". ورداً على سؤال "العربي الجديد" بشأن الشوارع التي فتحها الاحتلال على أنقاض بيوت مدمرة وكيف سنقنع الناس بعدم إعادة بناء بيوتهم في مكانها الأصلي، أجاب كميل: "الأهم لن نبقي أي عائلة دون سكن".
وبشأن ما إذا كانت السلطة الفلسطينية تعترف بالوضع القائم من إعادة هندسة المخيم بعد التدمير، قال كميل: "لا نعترف بالوضع القائم من إعادة الهندسة، لكن جرى تهديدنا من الاحتلال بأن أي إعادة بناء على الشوارع التي شقها الاحتلال سيتعرض البناء للقصف". وفي ما يتعلق باللقاء مع المنسق الأمني فينزل، قال كميل: "نحن لكوننا سلطة نلتقي مع أي أحد يساهم في تحقيق أهدافنا، المهم الموقف الفلسطيني وليس المهم مع من نلتقي، إن تطلّب الأمر أن نلتقي مع الأميركان والأوروبيين لرفع الأذى عن الشعب الفلسطيني سنلتقي".
وأشار كميل إلى أن المنسق الأميركي دائم اللقاءات مع المؤسسة الأمنية الفلسطينية، وقال: "التقيت به بحكم منصبي محافظا لمدينة طولكرم". وتابع: "تمكنّا عبر اللقاءات الدورية مع الأميركان من إحداث تقدم نوعا ما في مجال وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية. الآن توقفت العملية الإسرائيلية في نور شمس، والحديث بعد ذلك عن مخيم طولكرم، وهناك بحث جدي وحديث عميق وإشارات إيجابية بواسطة الأميركان حول فتح محافظة طولكرم أمام الفلسطينيين في داخل الخط الأخضر وفتح الحواجز على الأقل لفترات أطول".
ورداً على سؤال عما إذا كانت إسرائيل قد حققت هدفها في مخيمات طولكرم، أوضح كميل أن "إسرائيل دمرت وفتحت الشوارع التي تريدها في المخيمات ولم تُطلَق على جنودها رصاصة واحدة، وفي الوقت نفسه اعتقلوا جزءاً كبيراً من المطلوبين، وبالتالي للأسف إسرائيل حققت أهدافها من العملية العسكرية في مخيمات طولكرم". وحتى الآن يقدر أن الاحتلال هدم 280 وحدة سكنية في مخيم نور شمس بشكل كلي، و320 وحدة سكنية بشكل كلي في مخيم طولكرم، بينما تم هدم أكثر من 4500 وحدة سكنية بشكل جزئي في المخيمين، بحسب معطيات حصل عليها "العربي الجديد" من بلدية طولكرم.
وتواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها على مدينة ومخيمي طولكرم ونور شمس، وكذلك مخيم جنين منذ نحو ستة اشهر وسط إجبار أهل تلك المخيمات على النزوح منها وهدم مئات المنازل، حيث جرى تهجير أكثر من 40 ألف شخص من هذه المخيمات. وأسفر العدوان المتواصل على طولكرم ومخيميها عن استشهاد 14 مواطناً، وتهجير ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل تدميراً كلياً، و2573 منزلاً تضررت جزئياً، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة، بحسب اللجنة الإعلامية في طولكرم.
وتسبب العدوان على مخيم جنين بنزوح قرابة 22 ألف مواطن قسراً، أجبرهم الاحتلال على مغادرة منازلهم ويمنع عودتهم إليها حتى اللحظة، فيما استشهد 42 مواطناً، بينهم اثنان برصاص أجهزة السلطة، بحسب اللجنة الإعلامية لمخيم جنين.

Related News

