قالت قوة بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، إن هجوماً نفذته جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن على سفينة بالبحر الأحمر أسفر عن مقتل 3 بحارة وإصابة شخصين، وذلك بعد أن نفذت الجماعة هجوماً سابقاً على سفينة أخرى أمس الاثنين. ويمثل الهجومان المزدوجان أول هجمات حوثية على الملاحة البحرية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ويحتمل أن يشير الهجومان إلى بداية حملة جديدة تهدد الممر الملاحي الذي بدأ يشهد مرور المزيد من السفن في الأسابيع الأخيرة. 

من جهتها، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم الثلاثاء بأن سفينة تعرضت لأضرار جسيمة وفقدت كل قدرتها على الإبحار بعد تعرضها لهجوم بخمس قذائف صاروخية على بعد 51 ميلاً بحرياً (94 كيلومتراً) إلى الغرب من ميناء الحديدة اليمني. وفي تحديث لتقريرها عن الحادث، قالت الهيئة إن سفينة الشحن تتعرض لهجوم متواصل منذ أمس الاثنين في البحر الأحمر، مؤكدة أنه قد "تعرضت السفينة لأضرار جسيمة وفقدت قوة الدفع... وهي محاطة بزوارق صغيرة وتتعرض لهجوم متواصل"، ومضيفة أن "السلطات تحقق في الأمر".

كما أعلنت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء أنها رصدت صوراً تؤكد تعرض أرصفة خرسانية في ميناء الحديدة لأضرار جراء غارات إسرائيلية. وأضافت الشركة في مذكرة استشارية أن سفينتين تحملان علم باربادوس، على الأرجح، تضررتا جراء انفجار نتيجة الهجمات. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين أنه قصف أهدافا تابعة لجماعة الحوثيين في ثلاثة موانئ يمنية ومحطة كهرباء، في أول هجوم له على اليمن منذ قرابة شهر.

وأمس الاثنين، أصيب فردان من طاقم سفينة تديرها شركة يونانية وفُقد اثنان آخران في هجوم بمسيّرات قبالة اليمن، وذلك بعد ساعات من إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن هجوم على ناقلة بضائع سائبة في البحر الأحمر وقولهم إن السفينة غرقت. وقال مسؤول في العملية "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي، والمكلفة بالمساعدة في حماية الشحن في البحر الأحمر، إن هجوم الاثنين الذي وقع على بعد 50 ميلاً بحرياً قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليمن هو ثاني هجوم يشنه الحوثيون في ممر الشحن الحيوي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وقالت شركة "كوزموشيب مانجمنت" المشغلة لناقلة البضائع السائبة "إتيرنيتي سي" إن الناقلة التي ترفع علم ليبيريا تعرضت لهجوم من زوارق مسيّرة ووحدات بحرية أخرى قبالة ميناء الحديدة. وأضافت أن فردين من الطاقم أصيبا بجروح خطيرة فيما فقد اثنان آخران، مشيرة إلى أنه يوجد حراس أمن مسلحون على متنها. وذكر مسؤول في كوزموشيب أن قمرة القيادة في السفينة تضررت في الهجوم، ما أثر على الاتصالات وجعل من الصعب التواصل مع الطاقم.

وقال مسؤول في أسبيدس لاحقاً إن السفينة انجرفت بعد هجوم شنته مسيّرات بحرية وأربعة زوارق سريعة على متنها أفراد أطلقوا ما لا يقل عن أربع قذائف صاروخية. وأضاف المسؤول أن السفينة لم تطلب حراسة أو حماية من القوة البحرية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

في وقت سابق، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم يوم الأحد على ناقلة البضائع السائبة "ماجيك سيز" قبالة سواحل جنوب غرب اليمن. وشملت الغارة إطلاق نيران وقذائف صاروخية من ثمانية زوارق، بالإضافة إلى صواريخ وأربع وحدات بحرية مسيرة. وقالت مصادر إن الطاقم المكون من 19 فرداً إلى جانب ثلاثة حراس مسلحين اضطر إلى إخلاء السفينة التي ترفع علم ليبيريا وذلك بعد أن بدأت المياه تتسرب إليها. وأضافت المصادر أن سفينة مارة أنقذتهم ووصلوا إلى جيبوتي.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إنّ السفينة "ماجيك سيز" غرقت "بعدما استهدفتها قواتنا المسلحة ردّاً على انتهاكات الشركة المالكة لها المتكرّرة لقرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، وكان آخر هذه الانتهاكات دخول ثلاث سفن تابعة لها موانئ فلسطين المحتلة خلال الأسبوع الماضي رغم التحذيرات والنداءات التي وجهتها لها قواتنا البحرية".

ونفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليل الأحد، ضربات جوية على مواقع في محافظة الحديدة بعد دقائق من تحذيرات أطلقها للموجودين في موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، إضافة إلى محطة كهرباء الحديدة - رأس الخطيب، التي وصفها بأنها "تحت سيطرة نظام الحوثي"، في حين قال الحوثيون إن دفاعاتهم الجوية نجحت في التصدي للعدوان الإسرائيلي بإجبار عدد من الطائرات المشاركة على مغادرة الأجواء دون شنّ غارات، مشيرة إلى استهداف إسرائيل بأحد عشر صاروخاً وطائرة مسيَّرة.

(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)