تهنئة من ترامب لتبون تحيد مخاوف سياسية سابقة
Arab
5 days ago
share

في خطوة تعكس تحوّلًا إيجابيًا في الموقف الأميركي تجاه الجزائر، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة تهنئة إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون بمناسبة عيد استقلال الجزائر، حملت إشارات واضحة إلى عمق الشراكة بين البلدين في مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي. تأتي هذه التهنئة لتزيح المخاوف التي سادت في الجزائر منذ تولي ترامب السلطة وتعيين ماركو روبيو وزيرًا للخارجية، في ظل مواقف الأخير المتشددة سابقًا تجاه السياسات الجزائرية وعلاقاتها مع موسكو.

وأفاد ترامب في رسالة تهنئة بمناسبة عيد استقلال الجزائر، بأن "الولايات المتحدة الأميركية والجزائر في ذكرى الاستقلال تستحضران بهذه المناسبة الشراكة المستدامة"، مضيفًا: "لقد حققنا معًا إنجازات لمصلحة الاستقرار الإقليمي ومجهودات في مجال مكافحة الإرهاب وأخرى من أجل تأمين الحدود لفائدة أمننا المشترك وعلاقاتنا الاقتصادية". واعتبر ترامب، مخاطبًا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن "تعاوننا اليوم في مرحلة خلق مستقبل أكثر ضمانًا وأكثر ازدهارًا للأميركيين كما للجزائريين. إننا نطمح إلى أن تواصل علاقتنا الازدهار، وعلى وجه الخصوص في المجالات التجارية والمبادلات الثقافية، إذ نستطيع رسم معالم مستقبل أكثر إشعاعًا لبلدينا".

ويؤشر هذا التقدير السياسي إلى موقف إيجابي أميركي من الجزائر، بالرغم من التباين الكبير للمواقف بين الجزائر وواشنطن إزاء بعض القضايا الدولية والإقليمية، خاصة القضية الفلسطينية وإسرائيل والعلاقة مع طهران وموسكو. ويحيّد هذا الموقف حزمة مخاوف كانت قد طُرحت عشية تسلم ترامب السلطة في يناير/ كانون الثاني الماضي، ثم تعيينه ماركو روبيو وزيرًا للخارجية، والذي عُرفت عنه قبل تعيينه حدة انتقاداته تجاه الجزائر، خاصة في ما يتعلق بعلاقاتها مع موسكو، وكان قد طرح في أغسطس/ آب 2024 لائحة تطالب وزير الخارجية حينها أنطوني بلينكن بإدراج الجزائر ضمن لائحة قانون أعداء أميركا.

وفي الفترة الأخيرة، بدأت العلاقات والتفاهمات الاقتصادية وفي مجال التعاون الأمني والعسكري تتطور بشكل لافت بين البلدين، إذ كان سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة الأميركية صبري بوقادوم (وكان وزير خارجية سابقًا) قد عبّر، في حوار لصحيفة "ناشونال جورنال" الأميركية، في فبراير/ شباط الماضي، عن توجه جزائري ورغبة في تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية "بدون سقف"، وخاصة في قطاع الطاقة، وقال بوقادوم إن "الجزائر هي أكبر دولة في أفريقيا، نحن في البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي. لدينا موقف استراتيجي في ما يتعلق بقطاع الطاقة بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة، هذه أرض الفرص، لذا آمل أن تنظر الإدارة الأميركية الجديدة في هذا الاتجاه".

وفي 26 يونيو/ حزيران الماضي، زار الجزائر وفدان من قادة كبرى الشركات الأميركية العاملة في مجال الطاقة، "شيفرون" و"إكسون موبيل"، والتقيا تبون، لبحث مشاريع شراكة في قطاع الطاقة والمحروقات والمناجم والتفاوض حولها، في سياق توجه جزائري لتعزيز استقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى الجزائر، خاصة بالنسبة للشركات التي تملك التكنولوجيات المتطورة والمساعدة على تطوير القدرات الجزائرية.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows