نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الثلاثاء، ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توجيه طهران طلباً لعقد لقاء مع مسؤولين أميركيين، وأكد بقائي: "لم يتم من جانبنا توجيه أي طلب لعقد لقاء مع الجانب الأميركي"، وأعلنت الحكومة الإيرانية الأسبوع الماضي أنه لم يُحدَّد أي موعد للمفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي، وكانت المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين توقفت إثر العدوان الإسرائيلي على إيران، في 13 يونيو، والذي استمر لـ12 يوماً.

وصرح ترامب، أمس الاثنين، أثناء استقباله رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن هناك اتفاقا على استئناف المحادثات مع إيران، وقال إن الولايات المتحدة "تود ألا تكون هناك ضربة ثانية ضد إيران، ونحن جدولنا المفاوضات وهم يريدون لقاءنا"، ثم أضاف: "آمل أن تكون الحرب بين إسرائيل وإيران قد انتهت. أود رفع العقوبات عن طهران في الوقت المناسب". وأكد مبعوث واشنطن للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن الاجتماع المقبل مع الإيرانيين قد يُعقد الأسبوع المقبل، دون أن يكشف عن مكانه انعقاده.

وكانت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أعلنت، الثلاثاء الماضي، أنه لم يُحدَّد أي موعد للمفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي، مضيفة أنه "من غير المتوقع أن يحصل ذلك قريباً". وعقدت الولايات المتحدة وإيران خمس جولات من مفاوضات غير مباشرة بخصوص ملف طهران النووي بوساطة عمانية بدأت في 12 إبريل/نيسان 2025، وأُلغيت الجولة السادسة التي كان من المقرر عقدها في عُمان في 14 يونيو/حزيران الماضي بسبب العدوان الذي بدأته إسرائيل على طهران فجر الـ12 من حزيران.

وهاجمت إسرائيل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين، وردّت إيران باستهداف مقارّ عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. كما شاركت الولايات المتحدة في العدوان وهاجمت ثلاث منشآت نووية في إيران (نطنز، وأصفهان، وفوردو)، مستخدمة صواريخ خارقة للتحصينات.

مباحثات عسكرية إيرانية قطرية

وفي سياق آخر، أجرى وزير الدولة لشؤون الدفاع في قطر، خالد بن محمد العطية، مباحثات هاتفية مع رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، وبحسب التلفزيون الإيراني أكد موسوي أن "دولة قطر تُعتبر من البلدان الصديقة لإيران وتربطهما علاقات سياسية وثيقة للغاية"، وقال: "من الواجب أن أعرب عن شكري وتقديري لمواقف حكومة قطر القيّمة في إدانة المعتدين على سيادة إيران، كما أن قطر من الدول التي أبدت دعما حاسما لنضال الشعب الفلسطيني المظلوم".

وأضاف رئيس الأركان العامة الإيراني أن "الشعوب الإسلامية وحكومات الدول الإسلامية وكل أحرار العالم أعلنوا دعماً صريحاً لمواقف إيران خلال العدوان، وثبت للعالم أن أميركا والكيان الصهيوني لا يلتزمان بأي مبدأ أو معيار دولي". وأضاف موسوي أن الولايات المتحدة خلال هذه الحرب "لم تبخل بأي دعم للكيان الصهيوني، وقدمت له دعماً استخباراتياً ولوجستياً كاملاً في التصدي لهجمات إيران الصاروخية والمسيّرة مستخدمة كل إمكاناتها".

من جهته، أعرب خالد بن محمد العطية في بداية الاتصال عن تعازيه لإيران في استشهاد القادة الإيرانيين العسكريين الذين اغتالتهم إسرائيل في بداية العدوان، وقال: "منذ البداية أدانت دولة قطر العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأبلغت الأطراف المعنية بأن حكومة قطر لن تسمح باستخدام أجوائها وأراضيها لأي عمليات عسكرية، مؤكدة دوما ضرورة حل النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية". وبحث الجانبان تطورات العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والدفاعية، وأكدا تعزيزها، وفق التلفزيون الإيراني.