
لم تكن إصابة نجم بايرن ميونخ الألماني جمال موسيالا (22 عاماً)، خلال مباراة ربع نهائي كأس العالم للأندية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي مجرد واقعة عابرة، بل تحوّلت إلى لحظة إنسانية مؤثرة كشفت عن الجانب النفسي الخفي الذي يعيشه العديد من النجوم في عالم كرة القدم، بمن فيهم من تسببوا في الإصابة دون قصد.
فبعد التحام عنيف بينه وبين موسيالا، بدا الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما (26 عاماً)، متأثراً بشكل واضح، إذ جلس جاثماً على أرضية الملعب لدقائق غير قادر على الوقوف إلا بمساعدة زملائه، بينما كانت النقالة تحمل اللاعب الألماني المصاب إلى خارج الملعب. وبحسب شبكة أر أم سي الفرنسية، فإن تأثر دوناروما لم ينتهِ مع صافرة النهاية، إذ حاول الدخول إلى غرفة ملابس بايرن ميونخ بعد اللقاء، للاطمئنان على موسيالا، الذي غادر لإجراء الفحوصات الطبية، ما دفع حامي العرين الإيطالي إلى التواصل معه عبر الرسائل للاطمئنان على حالته.
ورغم أن التدخل لم يكن متعمداً، فإن شعور الذنب رافق دوناروما، الذي لجأ عقب اللقاء إلى الأخصائي النفسي الرياضي في باريس سان جيرمان خواكين فالديس، المقرب من مدرب "الباريسي"، الإسباني لويس إنريكي (55 عاماً)، للحصول على دعم نفسي. وأكد فالديس، خلال حديث مطوّل مع دوناروما في الممر المؤدي لغرف الملابس أنه ليس مسؤولاً عن الإصابة، في محاولة لتهدئة الاضطراب العاطفي الذي سيطر على الحارس الإيطالي.
وتُبرز هذه الواقعة الدور المحوري المتزايد للأخصائيين النفسيين في الأندية الكبرى، والذين لم يعودوا مجرد داعمين ثانويين بل أصبحوا جزءاً أصيلاً من منظومة الرعاية المتكاملة للاعبين، ليس فقط بدنياً، بل ذهنياً وإنسانياً، وسط ضغوط تنافسية لا ترحم. وفي التقرير التالي سنسلط الضوء على بعض نجوم كرة القدم الذين لجأوا لأطباء نفسيين.
ليونيل ميسي أحد أبرز النجوم
خضع نجم نادي إنتر ميامي الأميركي حالياً، الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، لعلاج نفسي في عام 2020، وذلك خلال فترته الأخيرة مع برشلونة الإسباني. ورغم المسيرة المليئة بالإنجازات والألقاب، فإن الجانب العاطفي لم يكن دائماً مستقراً، فقد واجه لحظات ضاغطة وقاسية، سواء مع منتخب الأرجنتين، أو مع منتخب برشلونة. ودفعت تلك الضغوط "البولغا" إلى اللجوء لطبيب نفسي للمرة الأولى، في خطوة نادرة من لاعب يُعد من أكثر الشخصيات تحفظاً.
رونالدو نازاريو
اعترف أسطورة البرازيل وأحد أبرز المهاجمين في تاريخ كرة القدم رونالدو نازاريو (48 عاماً)، في وقت سابق، بأنه خضع لجلسات علاج نفسي، لفهم ذاته والتعامل مع التحديات التي تراكمت بعد اعتزاله، مشيراً إلى غياب الدعم النفسي خلال الفترة التي كان فيها لاعباً.
أندريس إنييستا
في كتابه الشخصي، كشف أحد أبرز النجوم في عالم كرة القدم، أسطورة برشلونة الإسباني أندريس إنييستا (41 عاماً)، عن صراعه مع الاكتئاب منذ الطفولة، خاصة خلال فترته في النادي الكتالوني، وعن أنه تلقى دعماً نفسياً وعائلياً، وأصبح سفيراً عالمياً لمنظمة الصحة العالمية لنشر الوعي بالأمراض النفسية.
مايكل كاريك
تحدّث نجم مانشستر يونايتد السابق الإنكليزي مايكل كاريك (43 عاماً)، في سيرته الذاتية، عن الاكتئاب الذي عاناه بعد نهائي دوري الأبطال 2009، والذي كاد يدفعه لاعتزال اللعبة، وهو يعمل منذ فترة طويلة لنشر الوعي من خلال مؤسسة ناديه السابق.
توني آدامز
خاض قائد أرسنال السابق الإنكليزي توني آدامز (58 عاماً)، معركة صعبة مع الاكتئاب والإدمان على الكحول، واعتُقل سابقاً بسبب القيادة تحت تأثير الكحول قبل أن يدخل مركز إعادة التأهيل، وأصبح لاحقاً من أبرز المدافعين عن الوعي بالصحة النفسية في كرة القدم، وأسس مركزاً لدعم الرياضيين نفسياً.

Related News
