ويمبلدون والفوضى.. التكنولوجيا تقع في فخ الأخطاء
Arab
6 days ago
share

أصبحت بطولة ويمبلدون في حالة فوضى كبرى بعدما رفع نجوم التنس أصواتهم عالياً متهمين تقنية "عين الصقر"، معتبرين أن الإصرار على الاعتماد على التكنولوجيا بدلاً من حُكام الخطوط أمر لا يُمكن السكوت عنه بعدما كثرت الأخطاء في ثالث بطولات "الغراند سلام"، وباتت حديث الجماهير الرياضية ووسائل الإعلام العالمية، التي ترصد سخط اللاعبين واللاعبات أيضاً.

وذكرت صحيفة ديل ميل البريطانية، أمس الأحد، أن تكنولوجيا الخطوط الآلية المُسماة "عين الصقر" تسببت في فضيحة تحكيمية خلال بطولة ويمبلدون للتنس، بعد خلل أضاع على النجمة الروسية أنستاسيا بافليوتشينكوفا نقطة حاسمة في مباراتها بالدور ثمن النهائي أمام منافستها البريطانية سوناي كارتال، التي أطلقت ضربة بدت بوضوح خارج الملعب، لكن لم يكن هناك قرار، وتوقفت اللاعبة الروسية عن اللعب بعد انطلاق صوت آلي يقول "توقف توقف"، وساد الارتباك في حين طلب الحكم الرئيس نيكو هيلويرث نصيحة منظمي البطولة عبر الهاتف، لتظهر الإعادة التلفزيونية بوضوح أن تسديدة كارتال كانت خارج الملعب، لكن هيلويرث أوضح أنه بسبب عدم تمكن تقنية عين الصقر من تتبع التسديدة يجب إعادة النقطة.

وتعرضت بافليوتشينكوفا لكسر إرسالها، وكانت غاضبة بشدة عند تبديل الملعب، وقالت للحكم: "لأنها بريطانية وتلعب على أرضها، يمكنهم قول ما يحلو لهم. لقد حرمتموني من الفوز بالشوط. سرقوا الشوط مني، سرقتم الشوط مني"، لكن صاحبة الـ34 عاماً تعافت سريعاً وأظهرت الصمود، الذي ميّز مسيرتها الطويلة بالتأهل لدور الثمانية، بعد فوزها 7-6 و6-4، إلا أن النقطة الرئيسة كانت الخلل الكبير في نظام تكنولوجيا تحديد الخطوط الآلية في "ويمبلدون"، الذي حلّ مكان حُكام الخطوط هذا العام.

وبدورهم، قال مسؤولو البطولة لاحقاً: "إن المشكلة نجمت عن خلل فني في نظام التقنية الجديدة في اللعبة، وإن الحكم الرئيس اتبع البرتوكولات الصحيحة"، رغم أن بافليوتشينكوفا شعرت بأنه كان ينبغي عليه التدخل لتصحيح خطأ واضح، وأكدت في حديثها مع الصحافيين قائلة: "كنا في انتظار قرار، لأن النظام كان متوقفاً، لكنني كنت أتوقع أن أسمع ما إذا كانت الكرة داخل الملعب أم خارجه. بدلاً من ذلك قرروا إعادة الكرة. كان الأمر صعباً، خاصة أنها كانت لحظة حاسمة للغاية في المباراة. توقعت قراراً مختلفاً. كنت أعتقد أن الحكم الرئيس قادر على المبادرة باتخاذ القرار. لهذا السبب يجلس على الكرسي. أبلغني عقب المباراة بأن الكرة خارج الملعب. اعتقدت أنه سيفعل ذلك لكنه لم يفعل. أعتقد أن الأمر صعب عليه أيضاً. ربما كان يخشى اتخاذ مثل هذا القرار المهم".

ولم تكن بافليوتشينكوفا، التي شعرت بأنه من الضروري توفير نظام بديل، أول شخص يُشكك في التكنولوجيا الآلية لتحديد الخطوط، بل شككت فيه العديد من بطلات اللعبة أيضاً، وأبرزهن البريطانية إيما رادوكانو، التي زعمت وجود أخطاء في التكنولوجيا خلال خسارتها أمام البيلاروسية أرينا سابالينكا، بعدما قالت أمام الصحافيين، عقب خروجها من بطولة ويمبلدون: "لا أثق في هذه التكنولوجيا، لأنني أعتقد أن باقي اللاعبين سيقولون الشيء نفسه، كانت هناك بعض الأشياء المشكوك في صحتها للغاية، لكن ماذا يمكن أن تفعل؟".

وتعتقد نجمة التنس البريطانية أن عمل تكنولوجيا الخطوط الآلية ليس دقيقاً بنسبة 100%، فيما قالت النجمة السويسرية بيلندا بنشيتش إن هذا الموضوع كان الأكثر نقاشاً بين لاعبي كرة المضرب، مؤكدة أن على مسؤولي المسابقات العمل على إصلاح أخطاء التكنولوجيا المؤثرة، مضيفة: "أعتقد أنه مع توافر نظام التكنولوجيا الآلية لتحديد الخطوط الذي استثمرنا فيه الكثير، فربما يتعين علينا البحث عن شيء آخر لاتخاذ قرارات أفضل بهذا الشأن".

وأما شبكة سي أن أن الأميركية، فأكدت أن ما يحدث للمرة الأولى منذ 148 عاماً في بطولة ويمبلدون، عبر الاعتماد على عمل تكنولوجيا الخطوط الآلية بدلاً من الحُكام الحقيقيين، يفقد البطولة طابعها الإنساني، خاصة أن الحُكام تظاهروا مُطالبين بعودتهم، لأنهم جزء أساسي من إحدى أهم المسابقات في كرة التنس، خاصة بعد التصريحات القوية التي خرجت من نجوم عديدين، باتوا يشتكون بشكل علني من أخطاء هذه التكنولوجيا.

وختمت الشبكة الأميركية تقريرها بأنها استطاعت التواصل مع حُكام الخطوط، الذين عبروا عن غضبهم الشديد من قرار منظمي بطولة ويمبلدون بالاعتماد على عمل تكنولوجيا الخطوط الآلية، معتبرين أن ثالث بطولة في "الغراند سلام"، التي كانت تتفاخر خلال 148 عاماً بأنها تزخر بالتاريخ والعراقة والقيم وينظر إليها باعتبارها كياناً منفصلاً عن باقي منافسات التنس، أصبحت حالياً دون روح أو إحساس إنساني، لأن النجوم يتعاملون مع تكنولوجيا تم اعتمادها بدلاً من البشر، وهذا الشيء يُفقد المعنى الأساسي للرياضة، وهو المنافسة والتعامل بشكل مباشر مع الأخطاء البشرية، على عكس ما حدث حتى الآن في هذه النسخة، التي تمت مهاجمتها وبشدة، فهل يعود القائمون عليها إلى النظام القديم في الموسم المقبل؟

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows