اختتم نادي اتحاد العاصمة موسمه المتقلّب بأفضل طريقة ممكنة، بعد أن توّج بلقب كأس الجزائر 2025، إثر فوزه في المباراة النهائية على نظيره شباب بلوزداد بهدفين دون رد، في المواجهة التي أقيمت على ملعب نيلسون مانديلا (براقي)، اليوم السبت، ليرفع "أبناء سوسطارة" الكأس التاسعة في تاريخهم، ويمنح جماهيره جرعة فرح، بعد موسم محبط على جميع الأصعدة.

وجاء الفوز الثمين بفضل هدفَين مبكرَين للمهاجمَين: رياض بن عياد (28 عاماً) وأحمد خالدي (26 عاماً)، اللذين انضما إلى صفوف "سوسطارة" خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وكان لهما الدور الحاسم في هذا النهائي. وبذلك، عزّز الاتحاد رصيده في سجل الكأس إلى تسعة ألقاب، بينما أوقف حلم شباب بلوزداد في الظفر بلقب عاشر وتعزيز رقمه القياسي، ليخرج "السياربي" خالي الوفاض هذا الموسم، بعد احتلاله المركز الثالث في ترتيب الدوري المحلي.

وحقق اتحاد العاصمة رقماً لافتاً خلال هذه النسخة من كأس الجزائر، إذ أنهاها دون اهتزاز شباكه في أي من الأدوار الخمسة التي خاضها، بداية من الدور الـ 32 وحتى النهائي، وهو إنجاز يؤكد الصلابة الدفاعية، التي ميّزت مشوار الفريق في المسابقة، رغم المشاكل الكثيرة التي عاشها في الدوري المحلي باحتلاله المركز الثامن، وخروجه من ربع نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية، ليكون هذا التتويج بمثابة طوق نجاة للفريق، بعد تغييرات كبيرة على المستويين: الإداري والفني، كان أبرزها إقالة مجلس الإدارة السابق وعودة الرئيس التاريخي، سعيد عليق (77 عاماً)، إضافة إلى التعاقد مع المدرب محمد لاسات (58 عاماً) في الأمتار الأخيرة من الموسم.

ويُعد هذا اللقب التاسع في تاريخ اتحاد العاصمة في كأس الجزائر، بعد تتويجات أعوام (1981، 1988، 1997، 1999، 2001، 2003، 2004، 2013)، ما يعزّز مكانته في قائمة أكثر الأندية تتويجاً بالكأس مناصفة مع شباب بلوزداد (تسعة ألقاب). ومن المرتقب أن يشارك اتحاد العاصمة في النسخة المقبلة من كأس الكونفيدرالية الأفريقية بصفته بطلاً للكأس، ما يمنحه فرصة جديدة للظهور قارياً، وتعويض الإخفاق القاري لهذا الموسم. وبين خيبات الدوري والخروج الأفريقي، جاءت "الكأس" لتُعيد بعض الهيبة لنادٍ يبحث عن استعادة أمجاده، في وقت بدأت فيه جماهير الفريق تحلم بموسم قادم يكون أكثر استقراراً وفاعلية، على أمل أن يكون التتويج بالكأس بداية صفحة جديدة.