
عبّرت وزارة داخلية إقليم كردستان العراق، عن قلقها من تجدد الاتهامات للإقليم بوجود مواقع تابعة لإسرائيل على أراضيه، وأن موقعا "إسرائيليا" تعرض لاستهداف بطائرة مسيّرة قرب مطار أربيل، معتبرة أن تلك الاتهامات التي نقلتها وسائل إعلام إيرانية وأطراف عراقية تمثل تهديدا لأمن الإقليم، داعية حكومة بغداد الى التدخل ومنع استهداف الإقليم.
وليل الخميس-الجمعة، أعلنت مديرية مكافحة الإرهاب بإقليم كردستان، إسقاط طائرة مسيّرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي، من دون أن تُسفر عن أي أضرار بشرية أو مادية. وفي وقت متأخر من ليل أمس الجمعة، أصدرت وزارة الداخلية في حكومة الإقليم بيانا شديد اللهجة، نفت فيه صحة الأنباء بشأن تعرض موقع "تابع لإسرائيل" لهجوم بطائرة مسيّرة، مبينة أن تلك الأنباء "عارية تماما عن الصحة ولا تمت إلى الواقع بصلة".
وأكدت أنه "لا توجد أي قواعد أو مقار تابعة لإسرائيل في إقليم كردستان"، مشددة على أن "أي عملية من هذا النوع لم تنفذ في الإقليم". وأوضحت أن "ما حدث فعليا هو سقوط طائرة مسيرة مفخخة في منطقة صحراوية قرب أربيل، دون أن تسفر عن أي أضرار بشرية أو مادية"، متهمة فصائل "مرتبطة بالحشد الشعبي بتنفيذ الهجوم، بهدف خلق حالة من الفوضى والارتباك الأمني". ودعت الجهات المعنية في حكومة بغداد، إلى "وضع حد لهذه التجاوزات، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتورطين".
ميدانيا، وبحسب مصدر في وزارة داخلية الإقليم، فإن الأجهزة الأمنية في أربيل اتخذت إجراءات مشددة لمنع أي استهداف جديد قد تتعرض له مواقع حيوية، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "عودة تلك الاتهامات تؤشر على وجود مخطط لاستهداف مواقع حيوية في أربيل تحت ذريعة وجود مواقع إسرائيلية، وهو ما استدعى وضع خطة أمنية مشددة". وأكد أن "الخطة دخلت حيز التنفيذ، وتم تشديد المراقبة والتحركات الأمنية والجهد الاستخباري"، مشيرا إلى "وجود جهات في بغداد تحقق أجندات خاصة من تلك الاتهامات، وتريد استهداف أربيل للتأثير على علاقة حكومة الإقليم ببغداد".
وهذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها حكومة الإقليم هكذا اتهامات، إذ سبق أن وجهت طهران وفصائل عراقية موالية لها اتهامات متكررة بوجود مقار أو مواقع للموساد الإسرائيلي في أربيل، وأنها تستخدم للتجسس أو التخطيط لعمليات استهداف دول الجوار، وقد تبعت هذه الاتهامات هجمات صاروخية إيرانية كما حدث في مارس/ آذار 2022 حين أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن قصف ما وصفه بـ"مركز استخباري إسرائيلي" في أربيل، كما تكرر استهداف الإقليم بطائرات مسيرة في السنوات 2022 -2024 شملت مواقع قريبة من مطار أربيل، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وأضرار مادية.
وكان السياسي العراقي عائد الهلالي، وهو مقرب من رئيس الوزراء العراقي، قد أكد في حديث مع "العربي الجديد"، أمس الأول الخميس، أن تجدد الهجمات يمثل حربا غير معلنة تُدار عن بُعد وبأدوات متقدمة، وتحاول تشكيل معادلة الأمن بالعراق، معتبرا أنها تكشف هشاشة المنظومة الدفاعية أمام أدوات تكنولوجية منخفضة التكلفة لكنها عالية الأثر. وأضاف "المُسيّرات التي باتت تجوب السماء دون رادع، قد لا تكون مجرد رسائل تكتيكية، بل أدوات لضرب الاستقرار، وإعادة إنتاج الصراع داخل الحدود العراقية".
وجاءت تلك الهجمات والاتهامات بالتزامن مع وقف الحرب الإيرانية – الإسرائيلية في ظل ما تواجهه الحكومة العراقية، اختباراً محرجاً، بسبب اختراق الطيران الإسرائيلي لأجواء البلاد، وهو ما يكشف خللاً واضحاً بمنظومة الدفاع الجوي العراقية، وعدم جاهزيتها للتعامل مع أي تطورات أو تهديدات، بينما توجه أطراف سياسية وشعبية في البلاد، انتقاداتها لضعف الإجراءات الحكومية بهذا الاتجاه.

Related News

