
تتوجه أنظار الجماهير الجزائرية، السبت، إلى ملعب نيلسون مانديلا (براقي) الذي سيحتضن نهائي كأس الجمهورية في نسخته الـ58 بين اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد، في ديربي تقليدي يعد بالكثير من الإثارة، وكان من المقرر أن تُلعب هذه المباراة في ملعب 5 يوليو 1962 الذي احتضن أغلب النسخ الماضية، لكن الفاجعة التي وقعت قبل أسبوعين خلال مواجهة مولودية الجزائر ونجم مقرة، وأسفرت عن وفاة أربعة مشجعين وسقوط عشرات الجرحى، دفعت المنظمين إلى تغيير الملعب، واختيار ملعب براقي حرصاً على السلامة العامة.
وسيدخل الفريقان المباراة في وضعية متباينة من حيث الجهوزية والظروف المحيطة بهما. فنادي اتحاد العاصمة عانى من أزمة نتائج مستعصية خلال مرحلة الإياب من الدوري الجزائري لكرة القدم، ترافقت مع عدم استقرار فني وإداري. البداية كانت بإقالة المدرب التونسي نبيل معلول (62 عاماً)، ثم خلفه البرازيلي ماركوس باكيتا (66 عاماً)، قبل أن يُسلَّم الفريق إلى المدرب المحلي محمد لاسات (58 عاماً) الذي لم يُحدث الفارق. واحتل الفريق المركز الثامن في جدول الترتيب رغم التعاقدات القوية الصيف الماضي. كما شهد الموسم مغادرة الفريق من ربع نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية أمام شباب قسنطينة، إضافة إلى إقالة مجلس الإدارة بقيادة عثمان سحبان (45 عاماً)، وعودة الرئيس التاريخي سعيد عليق (77 عاماً)، وفي ظل هذه الظروف، سيكون اللقب المحلي الفرصة الأخيرة لإنقاذ الموسم.
على الجانب الآخر، يدخل شباب بلوزداد المباراة بوجه مختلف، كونه حامل اللقب وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج (تسعة ألقاب)، وهو الذي يُراهن على تتويج جديد يؤكد سيطرته على المسابقة في السنوات الأخيرة، بعدما بلغ النهائي الخامس في آخر ست نسخ. الفريق استفاد من التحول الإيجابي في نتائجه تحت قيادة المدرب الألماني وصاحب الأصول الصربية سيد راموفيتش (46 عاماً)، رغم إخفاقه في الفوز بكأس السوبر أمام مولودية الجزائر، وتضييع المركز الثاني في الجولة الأخيرة من الدوري لصالح شبيبة القبائل. وسيستفيد النادي من خدمات مهاجمه أيمن محيوص (27 عاماً)، الذي حصل على ترخيص استثنائي من فريقه الأصلي إيفردون سبور السويسري للمشاركة في النهائي، وهو نفس الوضع بالنسبة للمدافع عماد الدين عزي (27 عاماً) من اتحاد العاصمة، المعار من نادي كاظمة الكويتي.
ويحمل النهائي نكهة تاريخية خاصة، إذ يُعد سادس نهائي يجمع الفريقين في تاريخ الكأس، حيث فاز شباب بلوزداد بالألقاب في أعوام 1969، 1970، و1978، بينما تُوّج اتحاد العاصمة عامي 1988 و2003. ويمتلك اتحاد العاصمة ثمانية ألقاب، ويخوض النهائي للمرة الـ17 في تاريخه، بينما سيسجل شباب بلوزداد ظهوره الـ14، باحثاً عن لقبه العاشر، في وقت يسعى فيه أبناء سوسطارة لاستعادة اللقب بعد غياب دام 11 سنة.
وأعلنت اللجنة التنظيمية عن تخصيص 20 ألف تذكرة لنهائي كأس الجزائر، حُددت بنسبة متساوية بين الفريقين، أي عشرة آلاف لكل نادٍ، في ظل توقعات بإقبال جماهيري كبير وتحضيرات متواصلة في معاقل الفريقين. وأوكلت لجنة التحكيم التابعة للاتحاد الجزائري لكرة القدم مهمة إدارة اللقاء للحكم يحيى دهار، بمساعدة كل من حاج يحيى حسين، غزلي أنور، وبوجمعة الطهار حكماً رابعاً. كل هذه المعطيات تُمهّد لنهائي من العيار الثقيل قد يُعيد أحد العملاقين إلى منصات التتويج أو يعزز سطوة الآخر على لقب "السيدة الكأس".

Related News

