واصل نادي فلومينينسي البرازيلي مفاجآته في كأس العالم للأندية 2025، ونجح في بلوغ المربع الذهبي في النسخة الأولى من البطولة بحلّتها الموسعة بـ32 فريقاً، بفضل خبرة وروح قائده المخضرم تياغو سيلفا، الذي بات أحد أبرز رموز الفريق داخل وخارج الملعب.

ولعب المدافع البرازيلي البالغ من 40 عاماً، الذي سبق له تمثيل ميلان وباريس سان جيرمان وتشلسي، دور القائد الحقيقي داخل الملعب، ليس بأدائه الدفاعيّ فحسب، بل من خلال توجيهاته المستمرة لزملائه، خصوصاً خلال فترات توقف اللعب من أجل التبريد، إذ رُصد وهو يصرخ مشجعاً وموجّهاً، في دور مدربٍ ثانٍ في الفريق، في وقت كان الهلال السعودي يمارس ضغطاً كبيراً وكان الأقرب للتسجيل في مناسبات عدّة.

وتجلّت بصمة سيلفا التكتيكية والنفسية، في شحنه لزملائه بالروح القتالية، رغم أعمار بعضهم المتقدمة، أبرزهم الحارس فابيو لوبيز، صاحب الـ44 عاماً، الذي يُعد أكبر لاعب في البطولة، إذ قدّم رغم سنّه، مستوى لافتاً ودافع عن مرماه في لحظات حرجة أمام كبار الخصوم.

Thiago Silva asking to change formation in-game.

Future manager in the making 🫡 pic.twitter.com/yuEIQdrqYA

— CFC-Blues (@CFCBlues_com) July 3, 2025

ولم تكن الروح القتالية التي تسلّح بها الفريق، وليدة اللحظة، بل تعود إلى الخطاب الملهم الذي ألقاه تياغو سيلفا في غرفة الملابس خلال مواجهة إنتر ميلان في الدور السابق، إذ شدّد على أهمية التفاني وعدم تأجيل العمل أو الاستهتار في أي لحظة، كلمات قائد "السيليساو" السابق تركت أثراً واضحاً في المجموعة، التي خاضت مباريات البطولة بعقلية صلبة وشغف كبير، ولم يأتِ فلومينينسي بوصفه أحد المرشحين لبلوغ نصف النهائي، لكنّه قلب التوقعات بإقصائه لإنتر ميلان أولاً، ثم تجاوزه للهلال في مباراة صعبة، أظهر فيها الفريق قدرة بدنية وفنية تُكذّب أعمار عناصره.

المفارقة أن تياغو سيلفا، القائد الحالي لفلومينينسي، سبق له اللعب في نادي ميلان، وهو الفريق الغريم لإنتر، ليحسم مرة أخرى "التفوق الرمزي" أمام الغريم التقليدي السابق له، بعد إقصاء فريقٍ يقوده المدرب السابق للإنتر، سيموني إنزاغي (48 عاماً)، بالتالي ويحلم الفريق البرازيلي بمواصلة مشواره وكتابة فصل جديد في تاريخه، مدفوعاً بخبرة الكبار وشغف الشباب، وبين حكمة سيلفا وبراعة فابيو وروح المجموعة، فهل يكون النادي البرازيلي "الحصان الأسود" في هذه النسخة؟