
يستعد قادة مجموعة بريكس في ريو دي جانيرو، لتبنّي موقف مناوئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية التجارية، وعدد من قضايا الشرق الأوسط، فضلاً عن أهمية مواجهة التغير المناخي. ووفقاً لمسودة بيان جرى إعدادها لاجتماع القادة الذي يُعقد بدءاً من يوم الأحد، فإن الزعماء سيعبرون عن "قلق بالغ" إزاء الإجراءات الأحادية المتعلقة بالرسوم الجمركية وغير الجمركية، بحسب ما نقلت بلومبيرغ عن مسؤولين من حكومات مشاركة مطلعين على المداولات الجارية.
وتضم مجموعة بريكس كلاً من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إلى جانب أعضاء جدد هم مصر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا والإمارات. ومن المرتقب أن يرحّب البيان بانضمام 10 دول شريكة جديدة، بينها كازاخستان ونيجيريا وفيتنام وتايلاند.
وأضاف المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما نظراً لخصوصية المناقشات وإمكانية تعديل نص البيان النهائي، أن القادة سيُدينون كذلك فرض الإجراءات القسرية الأحادية التي تتعارض مع القانون الدولي. ورغم أن إدارة ترامب لم تُذكر بالاسم، فإنّ البيان يلمّح بوضوح إلى الولايات المتحدة، في أعقاب فرض الرئيس الأميركي رسوماً جمركية أحادية الجانب على دول عدّة حول العالم. وتواجه بعض الدول المؤسّسة لبريكس، مثل الهند، ضغوطاً لإبرام اتفاقات تجارية مع واشنطن قبل التاسع من يوليو/ تموز الجاري، وهو الموعد النهائي الذي حدّده ترامب لدخول الرسوم حيز التنفيذ.
ومع ذلك، فإن تردّد بعض الدول في مواجهة ترامب مباشرةً يعكس انقسامات داخل التكتل، لا سيّما مع تقارب دول مثل الهند مع واشنطن، وسط مخاوف من أن تصبح بريكس أداة لصالح أكبر اقتصاد داخلها، وهو الصين.
بريكس وقضايا المناخ والذكاء الاصطناعي
كما من المتوقع، بحسب بلومبيرغ، أن يعرب قادة بريكس عن دعمهم لاتفاق باريس للمناخ الذي انسحب منه ترامب من جانب واحد، إضافة إلى الدعوة لوضع إطار عالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي بهدف تقليل المخاطر المحتملة، علماً أن الولايات المتحدة في طليعة الدول المطوّرة للذكاء الاصطناعي، وتعارض محاولات الاتحاد الأوروبي وبعض الدول لفرض ضوابط تنظيمية عليه.
خلافات دول بريكس بشأن الشرق الأوسط
في جانب آخر، فإنّ قادة بريكس الذين يستضيفهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يتعارضون مع سياسة واشنطن في ملفات عدّة، أبرزها قضايا الشرق الأوسط، إذ تتضمن مسودة البيان إشارات عدّة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة. وبحسب المسؤولين، قد يعبر الزعماء عن "قلق بالغ" حيال الوضع في الأراضي الفلسطينية، مشيرين إلى استئناف الهجمات الإسرائيلية ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما يناقش البيان إدانة استخدام التجويع سلاحَ حرب. ويناقش القادة كذلك الدعوة إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، مع رفض التهجير القسري لأي من السكان الفلسطينيين من أراضيهم.

Related News
