أثير جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعد وصية المطرب الشعبي أحمد عامر الذي توفي صباح الأربعاء بحذف أغنياته، وهو ما أثار غضب البعض في الوسط الفني، متهمين من يقدم على هذه الخطوة بـ"التناقض".

وبدأت القصة مع قيام عددٍ من مغني المهرجانات، وفي مقدمتهم حمو بيكا، بحذف أغنيات أحمد عامر الموجودة على قنواتهم على "يوتيوب"، عقب وفاته، الأربعاء. وكتب بيكا عبر حسابه على "إنستغرام": "تم حذف جميع أغاني أخويا أحمد عامر، من على قناتي... ربنا يرحمك ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته". كما طالب أصحاب شركات الإنتاج بحذف أغاني أحمد عامر، قائلا: "نتمنى من كل أصحاب شركات الإنتاج ومن كل حد عمل ديو مع أحمد، يمسح الأغاني بتاعته وربنا يرحمنا برحمته الواسعة ويغفر لنا جميعا".

كذلك، حذف مغني المهرجانات شحتة كاريكا، كل أغاني عامر، وهو الأمر الذي انتقده البعض حيث كتب الفنان المصري، صبري فواز، عبر حسابه على "فيسبوك": "الفن لو فيه حاجة حرام فهي أنتم"، وعاد وكتب: "لما تقول أمسح أغاني المرحوم تبقى فنان لا تعلم، بل تجهل".

وقرّر المطرب الشعبي طارق الشيخ السير على النهج نفسه، وأكد أنه أوصى أولاده بحذف أغنياته بعد وفاته، وعلّق على وصية عامر، في مداخلة هاتفية بأحد البرامج، قائلاً: "يا بخت اللي عمله علشان سيرته تكون طيبة مش سيرة الفن".

وكتب الناقد الفني أمين خير الله على "فيسبوك": "المطرب الشعبي أحمد عامر، الله يرحمه وللأمانة عمري ما سمعت له حاجة طلب من أسرته وأصدقائه مسح جميع أغانيه وفيديوهاته وإن محدش يسمعها بعد وفاته وبدأ عدد كبير من الفنانين الأحياء يطلبوا نفس الطلب زي طارق الشيخ وحمو بيكا".

وتساءل أمين: "هنا بقى عندي سؤال مهم جداً مش متعلق بالمرحوم أحمد عامر، لوحده لكن له علاقة بالفكرة نفسها، هل أنت كفنان شايف شغلتك حرام وربنا هيحاسبك عليها"، مضيفاً: "طب شغال فيها ليه، طب حضرتك شايف إنك لما تمسح الأغاني اللي غنتها كده ربنا هيرضى عليك، من حقك تشوف الفن حرام، لكن اتساقا مع حرمانيته اتبرع بكل الفلوس والأملاك اللي جمعتها من الفن الحرام، ما ينفعش تعيش بفلوس جمعتها من الحرام بحسب وجهة نظرك".

بدوره، علق الشاعر الغنائي، محمد عاطف، قائلاً: "والنبي لما أموت ميظهر ليش صحاب يمسحوا أغنياتي وأعمالي عشان أدخل الجنة وأترحم دي حاجة تكسف والله، طب انتم عارفين إنكم أصوات أي كلام ورسالتكم في الفن عبارة عن تحريض على سلاح واخصام وخمور ومخدرات ومشاكل، يعني اللي بتعملوه حرام فعلاً، بتمسحوا أغاني الراجل وتراثه وشقاه ليه… ده زمن له العجب".

أما الناقد أحمد فرغلي رضوان فكتب: "إيه موضوع حذف الأغاني بعد ما نموت!!؟ طيب ما تحذفوها وأنتم عايشين في الدنيا وتعتزلوا وتعملوا مشاريع أخرى!؟ طالما مقتنعين أن ما تفعلوه حرام"، وتابع: "الموضوع بسيط ولا مش قادرين تاخدوا القرار وتبعدوا عن النجومية وفلوس الشهرة".

وأعرب الناقد الفني، طارق الشناوي، عن اندهاشه من الجدل المثار، وكتب على "فيسبوك": "حالة من اللاجدوى تجتاح الوسط الغنائي، خاصةً بين المطربين الشعبيين بعد رحيل أحمد عامر، صار القطاع الأكبر منهم يوصي يمنع تداول أغانيه بمجرد الوفاة واعتبروها وصية لا يجوز التفريط فيها علي أساس أن الغناء حرام، ليلقي الله كالثوب الأبيض خاليا من الذنوب".

وأضاف: "حتى نقيب الموسيقيين دخل علي الخط، وبدلاً من أن يدافع عن الفن، قال إنه بدأ يراجع نفسه وتلك هي مع الأسف حقيقة المأساة، بعض المطربين يمارسون الغناء بينما قناعاتهم أنه حرام شرعاً، يتكسبون منه في الدنيا ويحرمونه في الآخرة".

وكان نقيب الموسيقيين، المغني مصطفى كامل، قد قال في مداخلة هاتفية في أحد البرامج إن وفاة أحمد عامر مثّلت بالنسبة له "جرس إنذار داخلي"، مؤكّداً أنه بدأ "يراجع نفسه في هذا العمل الذي يقدمه وفي سلوكياتنا.. وهذه هي النفس اللوامة"، وأوضح أن هذه المراجعة دفعته إلى التساؤل بصدق عما إذا كان ما يسلكه في حياته المهنية يتماشى مع قناعاته أم لا.