ماذا يحدث لو منع ترامب المساعدات عن إسرائيل بسبب محاكمة نتنياهو؟
Arab
1 week ago
share

منذ تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإسرائيليين بتعليق المساعدات العسكرية لتل أبيب لو استمرت محاكمتهم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتهمة الفساد، والصحف الاقتصادية والمحللون يتساءلون عن جدوى وتداعيات ذلك لو حدث. ولطالما اعتبر رؤساء الولايات المتحدة المساعدات المقدمة إلى إسرائيل لا سيما العسكرية، التزاماً مقدساً ومشتركاً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، غير أنّ تدخل ترامب غير المسبوق ربط ذلك بملاحقة رجل جنائي هو نتنياهو.

وهدد ترامب الإسرائيليين والقضاة والسياسيين للمرة الثانية، عبر موقع "تروث سوشال" من محاكمة وسجن نتنياهو، وطالبهم بإنهاء محاكمته علي غرار ما حدث مع ترامب نفسه حين أصدرت المحكمة العليا عام 2024 أمراً بوقف محاكمته بحجة أن الرؤساء لديهم "حصانة". ووصف ترامب محاكمة نتنياهو بأنها تشبه ما حدث له من حملة وصفها بـ"الصيد السياسي"، أو "مطاردة الساحرات" تتداخل مع المفاوضات مع إيران وحركة حماس.

مجلة كالكاليست الإسرائيلية كتبت، في 25 يونيو/ حزيران الماضي، أنّ تعليق ووقف المساعدات العسكرية الأميركية "سيكون مكلفاً للاقتصاد الإسرائيلي". ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "من الأفضل ألا نتجاوز حدودنا، حيث تبلغ قيمة المساعدات الأمنية الأميركية لإسرائيل 3.8 مليارات دولار سنوياً، وبدونها، سنضطر إلى إيجاد مصدر تمويل آخر لشراء الأسلحة الأميركية". كما حذر مسؤول مُطلع على علاقات الصناعة العسكرية الإسرائيلية مع الأميركيين لـ"كالكاليست" من أنّ "الاقتصاد الإسرائيلي لن يصمد أمام هذا التعليق أو الوقف للمساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل".

وبحسب "كالكاليست"، فإنّ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية والصناعات الحربية صُدمت بتصريحات ترامب بشأن وقف المساعدات الحربية الأميركية، إذ إنّ وقف أميركا المساعدات العسكرية (المجانية) معناه تحمّل الموازنة الإسرائيلية دفع ثمن أي عمليات شراء عسكرية، وبالتالي تقديم تنازلات مؤلمة في مجالات أخرى، مثل التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، وتقليص المخصصات لها.

وقال المحلل الاقتصادي يوفال أزولاي، إنّ إسرائيل تتلقى أسلحة من الولايات المتحدة بقيمة تقارب 4 مليارات دولار سنوياً، وحين حاول نتنياهو خلال حرب غزة الإيحاء بـ"أننا سنصل إلى مرحلة نتوقف فيها عن هذا الدعم، تماماً كما حدث مع توقف المساعدات الاقتصادية"، هاجمته المؤسسة العسكرية. وأوضح أنه بالإضافة إلى الأسلحة التي تقدمها أميركا لأسرائيل بموجب اتفاقية المساعدة العسكرية الأمنية، تم تحويل 5.2 مليارات دولار أخرى إلى إسرائيل في الأشهر الأخيرة وحدها، بموجب منحة خاصة قدمها الرئيس الأميركي السابق جو بايدن لتل أبيب، لتمكينها من الحصول على كميات هائلة من الصواريخ الدفاعية لأنظمة القبة الحديدية ومقلاع داود من شركة رافائيل، وللحصول على نظام اعتراض الليزر الذي تطوره "ماغن أور"، ما يعني حصول إسرائيل على  قرابة 9 مليارات دولار مساعدات عسكرية في عام واحد من أميركا.

22 مليار دولار منذ "طوفان الأقصى"

وبحسب الموقع الرسمي للكونغرس الأميركي، حصلت إسرائيل، منذ عملية "طوفان الأقصى" التي قادتها حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وما تلاها من حروب في غزة ولبنان وإيران، على مساعدات عسكرية تكميلية طارئة (بخلاف المعونة العسكرية السنوية 3.8 مليارات دولار)، منها 3.5 مليارات دولار، تمويلا عسكريا في إبريل/ نيسان 2024، و3.5 مليارات دولار تمويلا عسكريا في نفس العام، و5.2 مليارات دولار من مخصصات الدفاع الصاروخي، و4 مليارات دولار لنظام الدفاع الليزري الإسرائيلي الجديد، و1.2 مليار لنظام "الشعاع الحديدي"، أي بإجمالي 21.2 مليار دولار.

70 % من تكاليف حرب إسرائيل تتحملها أميركا

وبحسب مشروع "تكاليف الحرب" بجامعة براون الأميركية، تحمّلت واشنطن 70% من تكاليف إسرائيل العسكرية منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، ويشمل ذلك 17.9 مليار دولار من المساعدات المباشرة، و4.86 مليارات دولار من العمليات الإقليمية للبنتاغون، و20.3 مليار دولار من صفقات الأسلحة المؤجلة، ومليارات أخرى من خسائر الشحن، ونقل المخزونات، والمساعدات من الشركات. ووفقاً لمحلل المشروع توماس كيث، أخذت إسرائيل 124 مليون دولار يومياً من وزارة الخزانة الأميركية لمدة عام كامل، بحجة الحرب، وكان معظم هذا المبلغ مخفياً وراء مخصصات غامضة وثغرات في الكونغرس، وذلك في حين يتجادل الأميركيون حول زيادات الإيجارات، والبقالة، وقروض الطلاب. وقال إن الحرب على غزة 30% من تكاليفها إسرائيلية، 70% أميركية.

صنبور مليارات من واشنطن سنوياً

وتم توقيع اتفاقية المساعدات الأمنية الحالية، والتي بموجبها تقدّم الولايات المتحدة لإسرائيل منحة سنوية قدرها 3.8 مليارات دولار، في عام 2016 وستنتهي في نهاية عام 2028. وتشكّل المساعدات العسكرية الأميركية عنصراً أساسياً في أمن إسرائيل، وهي تستخدم لتمويل استحواذها على أنظمة قتالية رئيسية مثل الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية، بحسب تقارير اقتصادية إسرائيلية. وتشترى إسرائيل جميع الطائرات المقاتلة وقطع غيارها، وجزءاً كبيراً من أنظمة الأسلحة التي تحملها، بالإضافة إلى مروحيات النقل وطائرات التزويد بالوقود التي تُجهزها إسرائيل، من شركات الأسلحة الأميركية العملاقة، بموجب أموال المساعدات العسكرية الأميركية المخخصة لتل ابيب، وهو ما يعني أنّ "إسرائيل تحصل على هذه الأسلحة الباهظة الثمن من الولايات المتحدة مجاناً، بينما تشتري العديد من الدول الأخرى طائرات إف-35 من شركة لوكهيد مارتن أو النسخة الجديدة من إف-15 من شركة بوينغ لقواتها الجوية، وذلك على حساب ميزانياتها العسكرية"، وفق "كالكاليست". وبحسب المجلة، تتباهى إسرائيل بقدرة سلاحها الجوي على ضرب إيران واليمن، لكنها في ذلك تدين بالامتنان لصنبور المليارات الذي تفتحه لها واشنطن سنوياً.

ومن المتوقع أن تستلم إسرائيل من الولايات المتحدة عام 2031، أول طائرة مقاتلة جديدة من طراز F-15 IA، بمعدل 4-6 طائرات سنوياً، وهذه الصفقة الضخمة بقيمة 5.2 مليارات دولار، ممولة بالكامل من أموال المساعدات الأميركية. وقبل بضعة أشهر، وقعت وزارة الدفاع مع الحكومة الأميركية اتفاقية شراء سرب ثالث من طائرات F-35، على أن يبدأ تسليمها في عام 2028 ضمن صفقة تبلغ قيمتها حوالي 3 مليارات دولار، وتُضاف هذه الطائرات إلى حوالي 25 طائرة مقاتلة اشترتها إسرائيل خلال العقد الماضي، والبالغ عددها 50 طائرة، واستخدمتها لقصف إيران ولبنان.

وسارعت إسرائيل أيضاً في السنوات الأخيرة إلى شراء طائرات بوينغ KC-46 للتزود بالوقود جواً، والتي تهدف إلى تحسين قدرات سلاح الجو الإسرائيلي على مهاجمة إيران واليمن، إلى جانب شراء مروحيات النقل الحديثة سيكورسكي CH-53K، التي تتحكم بها حالياً شركة لوكهيد مارتن، كما ستُزود إسرائيل بـ12 مروحية لتحل محل مروحيات "يَسُور" وكل هذا بموجب أموال المعونة العسكرية الأميركية وصفقات جانبية أغلبها مجانية.

ربع مليار دولار لضربة إيران

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي حغاي عميت في صحيفة هآرتس، في 29 يونيو/حزيران الماضي، إنه بخلاف المعونة العسكرية الأميركية لإسرائيل، ساعدت أميركا إسرائيل في قصف إيران بقرابة 40 مليون دولار. وقال إن سعر إنتاج كل واحدة من قاذفات B-2 السبع التي وُجّهت نحو إيران، يبلغ 2.1  مليار دولار، وتكلفة كل ساعة طيران ما بين 130 و150 ألف دولار، وإجمالي تكلفة ساعات الطيران التي قامت بها هذه الطائرات من الولايات المتحدة إلى إيران، في طريقها لقصف المفاعلات النووية (نحو 36 ساعة، ذهاباً وإياباً) تقارب الـ 40 مليون دولار.

وأوضح أن الطائرات التي قصفت المفاعلات لم تحلّق وحدها، بل شاركت أكثر من 100 طائرة أميركية في العملية في المجمل، وتكلفة تشغيل كل منها تقارب الـ 10.000 دولار لكل ساعة طيران. أيضا تكلفة القنابل التي ألقاها الأميركيون على إيران خيالية، إذ إن "أم القنابل" في الولايات المتحدة – GBU-57 – تكلفتها ما بين 400 و500 مليون دولار، وتكلفة كل قنبلة 5 ملايين دولار، ونظراً إلى أن الأميركيين ألقوا 14 قنبلة من هذا النوع، فإن الحديث يدور حول نفقات إضافية تقارب الـ70 مليون دولار، بخلاف إطلاق 24 صاروخ توماهوك، يبلغ سعر كل منها مليوني دولار، أي أن أميركا انفقت ما يزيد عن ربع مليار دولار لضرب إيران لصالح إسرائيل.

وأنفقت إسرائيل قرابة 12 مليار دولار خلال 12 يوما من الحرب على إيران فقط، ونحو 5 مليارات دولار في الأسبوع الأول من الهجمات على إيران، بحسب موقع "فاينانشال إكسبريس"، في حين بلغت النفقات اليومية للحرب 725 مليون دولار، استخدم 593 مليون دولار منها للهجمات و132 مليون دولار مخصصة للإجراءات الدفاعية والتعبئة العسكرية. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن التكلفة اليومية لنفقات أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي لصد صواريخ إيران تراوحت بين 10 ملايين دولار و200 مليون دولار بالنسبة لإسرائيل.

وكان من الممكن أن تصل التكلفة الإجمالية إلى أكثر من 12 مليار دولار لو استمرت الهجمات لمدة شهر، وفقاً لمعهد آرون للسياسة الاقتصادية ومقره إسرائيل. وقال ناصر عبد الكريم، أستاذ مساعد في المالية بالجامعة الأميركية في فلسطين، لوكالة الأناضول، إن الهجمات لم تؤثر فقط بشكل مباشر على الإنفاق العسكري الإسرائيلي، بل أثرت أيضاً على أنشطة الإنتاج في البلاد، مشيرا إلى أن الحرب قد تكلف إسرائيل بشكل مباشر وغير مباشر ما يصل إلى 20 مليار دولار.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows