تركيا توافق على زيادة تدفق مياه دجلة والفرات نحو العراق
Arab
1 week ago
share

أعلنت السلطات العراقية عن موافقة تركيا على رفع إمدادات العراق من المياه بواقع 420 متراً مكعباً في الثانية الواحدة، لمساعدته في تجاوز أزمة شح المياه التي بدأت تؤثر على الحياة في عدد كبير من محافظات البلاد. ومنذ عدة أسابيع يشهد العراق أزمة مياه حادّة، نتيجة تراجع مستوى نهري دجلة والفرات، كما تسببت بارتفاع نسب الملوحة في شط العرب بمحافظة البصرة المطلة على الخليج العربي جنوبي البلاد. وحذر مرصد بيئي مختص في بغداد من انخفاض مستويات البحيرات وجفاف مساحات واسعة من منطقة الأهوار جنوبي العراق، من جراء شح المياه.

وقال بيان لرئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، الذي يزور تركيا على رأس وفد نيابي وسياسي عراقي، إنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وافق على إطلاق كميات إضافية من المياه للعراق. وأوضح البيان، أمس الثلاثاء، أنّ المشهداني التقى أردوغان لبحث العلاقات بين البلدين والملفات ذات الاهتمام المشترك، و"كانت قضية المياه أولوية مهمة في هذا اللقاء، إذ وافق أردوغان على إطلاق 420 متراً مكعّباً في الثانية من المياه في اليوم، تبدأ من يوم الأربعاء".

وطالب المشهداني، وفقاً للبيان، بأن "يحظى ملف المياه باهتمام القيادة التركية وبزيادة إطلاق دفعات المياه في نهري دجلة والفرات، وذلك لإيصاله الى جميع سكان العراق، وخصوصاً المناطق التي تعاني من الجفاف والشحّ في الجنوب". وأكد البيان، أنّ "المشهداني طالب أيضاً بحلّ ملف مشاكل الإقامة للعراقيين في تركيا وتسهيل إجراءاته وعدم ترحيل المقيمين بشكل مفاجئ، ما يعرّضهم لمشاكل وأزمات اجتماعية واقتصادية". 

وفي وقت سابق أكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية، خالد شمال، لـ"العربي الجديد"، بلوغ مستويات الخزين المائي الحد الأدنى في تاريخ البلاد، موضحاً أن العراق يعتمد حالياً على إطلاقات محدودة من سد الموصل، الذي يبلغ منسوبه 320 متراً مكعباً في الثانية، إلى جانب كميات أخرى قادمة من سد حديثة، بالإضافة إلى ضخ المياه من بحيرة الثرثار، والتي يبلغ منسوبها حوالي 41 متراً مكعباً في الثانية. وأشار إلى أن وزارته تسعى إلى إدارة النقص الحاد في الموارد المائية من خلال توزيع الخزين على مشاريع ري استراتيجية، من ضمنها سد دوكان الذي يرفد مشروع ري كركوك، وسد دربندخان الذي يدعم نهر ديالى، إلى جانب كميات محدودة من واردات نهر الزاب الكبير.

ولفت شمال إلى أنّ دول جوار العراق تمرّ هي الأخرى بظروف مائية حرجة، مشيراً إلى أن سورية تعاني من جفاف حاد في الينابيع والعيون، ما أثّر سلباً على واردات نهر الفرات، التي تبلغ حالياً نحو 300 متر مكعب في الثانية، وقد تتراجع دون المستوى المطلوب خلال الصيف بسبب انخفاض خزين سد الطبقة. وبخصوص الإطلاقات المائية من تركيا، بيّن المتحدث أنها تتراوح حالياً بين 140 و200 متر مكعب في الثانية لنهر دجلة، نتيجة ضعف الأمطار في حوض النهر داخل تركيا، لكنه توقّع زيادة تدريجية في الإطلاقات بعد منتصف يونيو/ حزيران، مع بدء تشغيل محطة توليد الطاقة في سد أليسو، ما قد يرفع الكمية إلى 300 متر مكعب في الثانية.

تراجع تدفقات نهري دجلة والفرات

وتناول تقرير لمجلة فوربس، أخيراً ، أزمة الجفاف المتفاقمة في منطقة الشرق الأوسط، مع تسليط الضوء على العراق كإحدى أكثر الدول تأثراً. وحذر التقرير، من أنّ "ظاهرة إل نينو" وانتهاءها أواخر 2024 أسهما في تقليص كميات الأمطار، في وقت تسجل المنطقة ارتفاعاً في درجات الحرارة بمعدل ضعف المعدل العالمي. وظاهرة إل نينو (El Niño) هي ظاهرة مناخية طبيعية تحدث كل عدة سنوات في المحيط الهادئ الاستوائي، وتؤثر بشكل كبير على الطقس والمناخ العالمي، بما في ذلك مستويات الأمطار، ودرجات الحرارة، وتوزيع الجفاف والفيضانات حول العالم.

وذكر التقرير، أنّ تدفقات نهري دجلة والفرات تشهد تراجعاً غير مسبوق، ما أدى إلى انخفاض الاحتياطات الاستراتيجية المائية إلى 10 مليارات متر مكعب فقط، أي نصف حاجته الصيفية المقدرة بـ18 مليار متر مكعب، وقد ساهمت السدود في دول الجوار، إلى جانب شح الأمطار وسوء الإدارة المحلية، في تفاقم الأزمة.

وحول ذلك قال المستشار السابق لوزارة الموارد المائية العراقي أحمد ماجد لـ"العربي الجديد"، إنّ "الزيادة الجديدة من الممكن أن تُحدث فرقاً مهماً في أزمة المياه الحالية، خاصة في مدن الوسط والجنوب التي تعتبر الأكثر تأثراً بالأزمة باعتبار أنها آخر محطات وصول نهري دجلة والفرات، مضيفاً أنّ العراق مطالب بجهد مماثل مع إيران، لإقناعها بالعدول عن مشاريع سدود وأخرى لتغيير مجرى عدد من روافد نهر دجلة التي تنبع من أراضيها، لمنع دخولها الأراضي العراقية، وهو ما أثر بشكل مباشر على مياه دجلة أيضاً"، لافتاً إلى أنّ "سيناريو التوجه إلى مياه الآبار واستخدام المخزون المائي الجوفي مطروح بقوة في عدد من المحافظات خاصة في مجال تأمين مياه الاستخدام اليومي للمدن السكنية".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows