كشفت لجنة التحقيق الروسية، أمس الثلاثاء، عن رفع قضية جنائية بحقّ المحاور الروسي الشهير على منصة يوتيوب يوري دود الذي تُصنّفه وزارة العدل الروسية "عميلاً للخارج"، وذلك بموجب الجزء الثاني من المادة 330.1 من القانون الجنائي الروسي، المعنية بـ"التنصّل من الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في قانون العملاء الأجانب".

وجاء رفع القضية بعدما بادرت نيابة موسكو، يوم الاثنين، إلى ملاحقة دود جنائياً، موضحةً في بيان رسمي أنّ المحاور، الذي يتجاوز عدد مشاهدات مقاطعه على "يوتيوب" ملياري مشاهدة، خضع لمساءلة إدارية مرتين خلال أقل من عام بسبب تخلفه عن تعريف متابعيه بصفته "عميلاً للخارج"، وإصراره على مواصلة نشر محتواه من دون وضع الوصم القانوني المطلوب.

ويتمتع يوري دود بشهرةٍ واسعة في روسيا نتيجة حواراته الجريئة والأسئلة المباشرة التي يوجّهها إلى شخصيات عامة روسية، سواء من مؤيدي الكرملين أو معارضيه، ما جعله من أبرز الوجوه المؤثرة في المشهد الإعلامي الروسي. وعام 2022، أعلن معارضته للحرب الروسية على أوكرانيا منذ بداياتها، وغادر البلاد ليستقرّ في إسبانيا.

ومنذ مغادرته، واصل إجراء مقابلاته مع شخصيات روسية بارزة خارج البلاد، حاصدةً ملايين المشاهدات، من بينها لقاءات مع الروائي والمؤرّخ المعارض بوريس أكونين، وبطل العالم السابق في الشطرنج غاري كاسباروف، والمالك السابق لشركة النفط العملاقة يوكوس ميخائيل خودوركوفسكي، وآخرها مقابلة مع رئيس تحرير إذاعة "إيخو موسكفي" (صدى موسكو) ذات التوجّه الليبرالي المعارض، أليكسي فينيديكتوف، الذي حضر من موسكو إلى فرنسا خصيصاً لتسجيل اللقاء.

يُذكر أنّ مفهوم "عميل للخارج" أُدخل إلى القانون الروسي لأول مرة عام 2012، مع تشديد القيود على المدرجين في القائمة، التي تضمّ حالياً أسماء بارزة من السياسيين والإعلاميين والفنانين. ومن أبرز الأسماء المدرجة على هذه القائمة: الفنان الساخر مكسيم غالكين، زوج مغنّية البوب الروسية آلا بوغاتشوفا، ومؤسس فرقة "آلة الزمن" أندريه ماكاريفيتش، إضافةً إلى العديد من الشخصيات التي عبّرت عن معارضتها الصريحة للحرب في أوكرانيا.