جائزة كتارا للرواية العربية.. تنافس جغرافي واستعراض للأرقام
Arab
1 week ago
share

على ساحات التواصل الاجتماعي، انشغل الكتّاب والناشطون طوال الساعات الماضية بنتائج قوائم الـ18 لأفضل الأعمال المشاركة في الدورة الحادية عشرة لجائزة كتارا للرواية العربية. ويبدو أنَّ فرز المرشحين بحسب انتسابهم لبلدانهم هو المُسيطر على طبيعة الأخبار التي تصدّرت المشهد. تُعنون معظم الأخبار في كل بلد عربي بإبراز عدد المترشحين منه في القوائم الطويلة، بحيث بدا أن أساس المفاضلة بين هذه البلدان.

تطفو على السطح أهمية إبراز هذا التنافس بين دولٍ بات جزء كبير منها لا تحظى جوائزها المحلية بأهمية لدى جمهور كتّابها وكذلك قرّائها. بل يجدر الاعتراف بأنَّ الجوائز التي أُطلقت خلال العقدين الأخيرين في بلدان الخليج أصبحت محطّ جذب الأدباء في المنطقة العربية. والقول أيضاً إن تراكم أثرها ليس منبعه القيمة المالية فحسب، وإنما غياب التقدير لنتاجات أغلبية المبدعين العرب في بلدانهم.

هذه خلاصة لا تُخفي حقائق أخرى تتعلّق بإبقاء التنافس ضمن حدوده الجغرافية، في ظلّ غياب مدونة نقديّة جادة تقارب هؤلاء المرشحين في القوائم الطويلة وكذلك القوائم القصيرة والفائزين النهائيين، وتؤطّرهم في تيارات واتجاهات، ولا تتركهم مجرّد أسماء في قائمة تضع عناوين أعمالهم مرفقة ببلدانهم، وكأن تمثيلهم لها هو أساس التنافس وغايته!

منْح فائزين كُثر في حقول مختلفة كلّ عام ما زال موضع نقدٍ

إعلان "المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا" في قطر للجائزة عام 2014 سد فراغاً في مسألة الاعتراف التي تشغل بال المنخرطين في الأدب على امتداد العالم العربي، لكن منح فائزين كُثر في حقول مختلفة كل عام بقي موضع نقد حول ما إذا كانت هذه الكثرة تؤدّي مبتغاها بحسب هدفها المنشور على موقعها الإلكتروني، والمتمثّل في "رفع مستوى الاهتمام والإقبال على قراءة الرواية العربية وزيادة الوعي الثقافي والمعرفي".

يصبح التساؤل هنا مستحقاً حول ما راكمته الجائزة خلال نحو عقد. فمقابل قيمتها العالية التي تصل في مختلف فروعها إلى نحو 375 ألف دولار أميركي، منها 90 ألف دولار لفئة الروايات المنشورة (يحصل الفائزون الثلاثة على 30 ألف دولار لكل واحد منهم)، و90 ألف دولار أخرى لفئة الروايات غير المنشورة (تُمنح ثلاث جوائز بمجموع 30 ألف دولار لكل فائز)، لم تُنشر حتى اليوم إحصائيات وبيانات بأرقام توزيع الكتب الفائزة أو تقييمات لطبيعة الاختيارات خلال الدورات الماضية. وينسحب التساؤل كذلك على هدف آخر للجائزة وهو "بناء روح التقارب بين الأمم من خلال ترجمة الروايات إلى لغات متعددة"، بالنظر إلى عدم قدرتها على تكريس حضور الفائزين في لغات أخرى حتى اليوم.

تطوير الموقع الإلكتروني من أجل التعريف بالروايات الفائزة 

هذه الملاحظات لا تحجب مدى الاهتمام بهذه الجائزة، حيث حجم الترشيحات آخذ في الارتفاع، وإن كان جزء منه يتصل بنمو الإصدارات الروائية في المنطقة العربية، فقد بلغ عدد المشاركات نحو 700 في الدورة الأولى من الجائزة، بينما تجاوزت الدورة الحالية حوالي 1600 ترشيح. كما تجدر الإشارة إلى التعديلات المستمرة، إذ تم إرساء عرف إعلان القوائم الطويلة والقصيرة بدءاً من الدورة الماضية، وأضيفت فئة الرواية التاريخية غير المنشورة.

على موقع الجائزة الإلكتروني، يُنشر دليل الروائيين العرب الذي يضم معلومات شخصية ونبذة من السيرة الذاتية لكل منهم ونتاجاته الأدبية، مع تثبيت ملاحظة أنّ التحديث مستمر لهذه البيانات. وعند التدقيق فيها، يتبيّن عدم إضافة الكثير من الإصدارات الحديثة لهؤلاء الروائيين. كما يحتوي الموقع أيضاً على عشرة أعداد من مجلة كتارا الدولية للرواية "سرديات"، التي صدر عددها الأول في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وعددها العاشر في سبتمبر/ أيلول 2024، حيث يمكن الاطلاع على كامل موادها من قراءات في روايات وكتب نقدية ودراسات في السرد.

يُشكّل تطوير الموقع الإلكتروني ضرورة لتعريف زوّاره بالروايات الفائزة خلال الأعوام الماضية، بدلاً من الاكتفاء بنشر الأخبار وقوائم الفائزين وصورهم.

تُطرح هذه التساؤلات على طاولة النقاش في الدورة الحادية عشرة لجائزة كتارا للرواية العربية، التي تُمنح ضمن فئات الروايات المنشورة، والروايات غير المنشورة، وروايات الفتيان، والرواية التاريخية، والدراسات النقدية. وتُنشر قوائمها القصيرة في أغسطس/ آب المقبل.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows