
اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد أن إسرائيل "لم تعد لديها أي مصلحة في مواصلة الحرب في غزة"، وذلك خلال اجتماع كتلته البرلمانية الأسبوعي. وقال لبيد أمام نواب من حزبه "يش عتيد" أو (يوجد مستقبل) الوسطي، اليوم الاثنين، "إن دولة إسرائيل لم تعد لديها أي مصلحة في مواصلة الحرب في غزة؛ لا نجني منها سوى أضرار أمنية وسياسية واقتصادية".
كما أكد أن الجيش يُشاركه الرأي، مشيرا إلى أن الجنود الإسرائيليين يُقتلون في القطاع الفلسطيني، حيث قضى 442 على الأقل منذ بدء الهجوم البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب مسؤولين. وأضاف لبيد: "مثل رئيس الأركان إيال زامير أمام مجلس الوزراء أمس (الأحد) وأعلن أن على الهيئات السياسية تقرير الهدف التالي. هذا يعني أن الجيش لم يعد لديه أي هدف في غزة".
وتعهدت إسرائيل في بداية حربها على قطاع غزة بالقضاء على حركة حماس، ولكن بعد أكثر من 20 شهرا من الحرب، لا تزال الحركة موجودة في القطاع. وأشار لبيد إلى أنه "لن يتم القضاء على حماس ما لم تُشكّل حكومة بديلة في غزة"، داعيا إلى التشاور مع دول عربية، بينها مصر، لتسيطر على قطاع غزة، ولم تعرب أي دولة عن رغبتها في القيام بذلك حتى الآن. ولبيد معروف بموقفه المناهض لحكومة بنيامين نتنياهو وهي الأكثر تشددا في تاريخ إسرائيل.
ويأتي كلام لبيد بعد يومين من دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينت، للمرة الأولى، إلى إنهاء حرب الإبادة التي تشنّها تل أبيب في قطاع غزة، من جرّاء عجز الحكومة عن "الحسم". جاء ذلك في مقابلة مع القناة 12 العبرية الخاصة أول من أمس السبت، في وقت يبرز اسمه بوصفه أحد أكبر المرشّحين لخلافة نتنياهو.
وقال بينت الذي شغل منصب رئيس الوزراء في إسرائيل بين عامَي 2021 و2022: "يجب على إسرائيل أن توافق على صفقة شاملة لتحرير جميع المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين) تؤدي إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة"، وأضاف: "في ظلّ عجز الحكومة عن الحسم، وفي ظل الارتباك على المستوى السياسي وفي ظل التعثّر الرهيب (في غزة)، أقترح الآن التوجه إلى صفقة شاملة: إخراج جميع المختطفين، ثم التمركز في منطقة المحيط الأمني بالقطاع".
وبعد بدء سريان وقف إطلاق النار المعلن مع إيران في 24 يونيو/حزيران الحالي، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "الآن عاد التركيز على غزة، لإعادة الرهائن (المحتجزين في غزة) إلى ديارهم وتفكيك نظام حماس". وتحدث نتنياهو، أمس الأحد، عن "فرص" للإفراج عن المحتجزين في غزة. ولكن لم يظهر أي مؤشر على ذلك حتى الآن.
وأمس الأحد، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى صفقة في غزة وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، وذلك بعد ساعات من قوله إن نتنياهو سيجري مفاوضات مع حركة حماس لإبرام اتفاق ينهي الحرب. وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال": "أبرموا صفقة في غزة. وأعيدوا الرهائن!". كما نشر ترامب عبر المنصة ذاتها أن نتنياهو "في طور التفاوض على صفقة مع حماس، ستشمل استعادة الرهائن"، قبل أن يضيف: "دعوا (بنيامين نتنياهو) بيبي يمضي، لديه مهمة كبيرة ليقوم بها!"، وذلك في سياق دفاعه عن الأخير بسبب المحاكمات التي يتعرض لها بتهم الفساد.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة التي تدعمها واشنطن، أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
(فرانس برس، العربي الجديد)

Related News


