
تستمر بطولة مونديال الأندية بنسختها الأولى في أميركا، بطولة استثنائية بالنظام الجديد بمشاركة 32 فريقاً من مختلف القارات. وتتواصل المنافسات في البطولة بين نجاحات وإخفاقات، وقد تأهل 16 فريقاً إلى الأدوار الإقصائية بمباريات متفاوتة على المستوى الفني والإثارة، إلا أن أهم الظواهر في البطولة والتي خطفت الأضواء من كبار نجوم اللعبة هي إيقاف المباريات وتأجيلها لفترات بين 40 -120 دقيقة، بسبب الطقس القاسي والتقلبات الجوية وزيادة درجات الحرارة، فيصبح الهواء دافئاً وتتكون الرطوبة بنسب عالية، ما يزيد من احتمالية هطول الأمطار بغزارة، وحدوث عواصف قوية ورعدية مصحوبة بالبرق والصواعق.
وأمست هذه الظواهر الطبيعية أهم الهواجس لكل الأطراف من منظمين، لاعبين، أجهزة فنية، إعلام، جماهير في الملاعب والمشاهدين والمتابعين عبر الشاشات والتطبيقات، في غياب الملاعب المكيفة والمغطاة والأجواء المناسبة للعب، للمتابعة والاستمتاع بالمباريات. وتزداد المخاوف من التقلبات الجوية في هذه الفترة في الولايات المتحدة الأميركية وخصوصاً ولايات الجنوب الشرقي مثل فلوريدا المشهورة بعاصمة الصواعق، تكساس، كولورادو، كارولاينا، شمال أريزونا، نيوجيرسي وبنسلفانيا وألاباما، وهي "الأزمة" التي أثرت على التنظيم الناجح للحدث الكبير وأثارت قلقاً قبل العرس الكروي القادم بتنظيم كأس العالم 2026 في أميركا وكندا والمكسيك في الفترة الزمنية نفسها.
وطُرحت علامات استفهام وسؤال واضح وصريح للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا "هل أميركا تعد المكان الأنسب لإقامة مباريات كبرى وبطولات وسط موجة التأجيلات والتوقفات للمباريات، لسوء الأحوال الجوية التي تسبب بطلب مغادرة أرض الملعب للاعبين، الحكام، الأطقم الفنية والحضور بالملعب بالاحتماء بالطرقات والمناطق الآمنة بالملعب؟"، وكانت هذه الظاهرة الأبرز على مدار اللقاءات التي توقفت ثم استكملت حفاظاً على أرواح اللاعبين، الأطقم الفنية والجماهير.
ووفقاً لبروتوكول فيفا، تُوقف المباريات على الفور وفقاً لتقارير الأرصاد الجوية، على أن يستأنف اللعب بعد زوال التقلبات المناخية، وهو مشهد تكرر كثيراً وكان له تأثير اقتصادي وخسائر لارتفاع التكاليف ونسبة المخاطر أهمها: الإقبال الجماهيري على الملاعب، البث التلفزيوني بتكاليف إضافية، المخاطر الصحية البدنية والنفسية والتركيز لدى اللاعبين وأطراف اللعبة كافة، إعادة توزيع وقت البث التلفزيوني، ما يؤثر على الإعلانات والفترات الخاصة بالرعاة الرسميين للبطولة والمعلنين، وربما يصل الأمر للتفاوض بشأن تعويضات للخسائر وطول فترة المشاهدة ومغادرة البعض للملعب، المتابعة التلفزيونية والتطبيقات، وتأثير ذلك لاحقاً على شراء الحقوق للبطولات الكبرى، مع ارتفاع تكاليف التشغيل والتوظيف وزيادة تكاليف الإقامة في الفنادق حسب مدة الإقامة وتأجيل التنقلات جواً برحلات الطيران أو الحافلات، بخلاف بعد المسافات بين المدن والملاعب بالبطولة، وفارق التوقيت المزعج بين الولايات المتحدة وأغلب دول الفرق المشاركة بالبطولة.
وشهدت بطولة مونديال الأندية 2025، توقف عدة مباريات وأهمها، ماميلودي صن داونز من جنوب أفريقيا وأولسان الكوري الجنوبي في أورلاندو فلوريدا (توقف 65 دقيقة)، ريد بول سالزبورغ النمساوي وباتشوكا المكسيكي في سينسيناتي (توقفت 97 دقيقة)، بالميراس البرازيلي والأهلي المصري في نيوجيرسي (توقفت 40 دقيقة)، بنفيكا البرتغالي وأوكلاند سيتي في نيوزيلندا (توقفت 120 دقيقة)، بوكا جونيورز الأرجنتيني وأوكلاند سيتي في نيوزلندا (توقفت دقيقة)، تشلسي الإنكليزي وبنفيكا البرتغالي في الدور ثمن النهائي (توقف نحو ساعتين في الدقيقة 86 من المباراة) في تشارلوت في كارولاينا الشمالية.
ويلقي تأثير التقلبات الجوية والمناخية بظلاله على المشهد والحدث الرياضي في الولايات المتحدة الأميركية التي تعد أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، في بلد تأتي لعبة كرة القدم بترتيب متأخر من حيث الشعبية، إذ تجد أولاً كرة القدم الأميركية، كرة السلة، والبيسبول بمكانة جماهيرية ومتابعة أكبر، ليضرب فيفا حالياً برغبات الجماهير عرض الحائط من حيث الطقس والتوقيت، بعد كأس العالم قطر 2022 والتي أبهرت الجميع وردّت على كل منتقديها بذلك الوقت من الحملات الدولية والإعلامية لنيلها حق التنظيم، فقد أثبتت للجميع كفاءتها بتنظيم تاريخي بالملاعب والمرافق وكل المنشآت، بالإضافة لسهولة التنقل، إذ أَمكن مشاهدة ثلاث مباريات في الملاعب في اليوم الواحد.
كيف سيُعالج ما حصل في مونديال الأندية 2025، من المنظمين وفيفا قبل الحدث والعرس الرياضي الأبرز بالعالم ومشاركة 48 دولة في كأس العالم 2026، وتجنب المخاطر والخسائر والتأثير النفسي والبدني للتنافس بأجواء مناخية وطقس غير ملائم معروف مسبقاً؟، علامات استفهام كثيرة تحتاج لإجابات وحلول سريعة من أجل نجاح الحدث الرياضي الأكبر في العالم والاستفادة من درس مونديال الأندية.

Related News


