
يزور رئيس الوزراء الأرميني، نيكولا باشينيان، اليوم الجمعة، تركيا بدعوة شخصية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهي الدعوة الأولى من نوعها التي توجهها أنقرة إلى أعلى مسؤول أرميني. واللافت أن أردوغان استبق استقبال باشينيان بلقاء مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، ما زاد من التكهنات بأن أنقرة قد تحتضن مفاوضات أرمينية - أذربيجانية تمهيداً لتوقيع اتفاقية السلام، إلا أن يريفان سارعت إلى نفي هذه الشائعات.
وهذه الزيارة الثانية التي يقوم بها باشينيان لتركيا بعد حضوره مراسم تنصيب أردوغان في أنقرة عام 2023. وأوضح أمين مجلس الأمن الأرميني، أرمين غريغوريان، أن سلطات بلاده تواصل العمل على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا وفتح الحدود، قائلاً: "هذا ليس النسخة المثالية مما كنا نتمنى تحقيقه، ولكننا نرصد تقدماً".
وانطلقت عملية تطبيع العلاقات الأرمينية - التركية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، والتقى جميع قادة أرمينيا ما بعد السوفييتية نظراءهم الأتراك، إلا أن جميع هذه الزيارات السابقة لتركيا لم تجرِ في إطار العلاقات الثنائية، بل لحضور فعاليات دولية أو مباريات كرة قدم أو جنازات.
وتتصدر قضية فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ عام 1993 أجندة المفاوضات حالياً. ورغم التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص في عام 2022، لم يُحرز أي تقدم عملي حتى الآن، إذ تربط أنقرة تطبيع العلاقات بإبرام يريفان اتفاقية السلام مع باكو أولاً.
وكانت أرمينيا قد أعلنت في منتصف مارس/آذار الماضي جاهزية مشروع اتفاقية "إقامة السلام والعلاقات الدولية بين جمهورية أرمينيا والجمهورية الأذربيجانية"، التي من شأنها وضع نهاية لعقود من الخصومة. وتتضمن الاتفاقية 17 بنداً تنص على الاعتراف بوحدة أراضي البلدين وحصانة حدودهما، وإجراء عملية ترسيم الحدود، وإقامة علاقات دبلوماسية، وسحب الدعاوى المرفوعة أمام المحاكم الدولية، والامتناع عن الطعن في القضايا الخلافية قبل توقيع الاتفاقية.
إلا أن الاتفاقية لا تزال تواجه مصيراً مجهولاً في ظل إصرار باكو على حل مجموعة مينسك المنبثقة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وتعديل الدستور الأرميني الذي يتضمن إشارة إلى قرار "استعادة الوحدة بين جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفييتية وناغورنو كاراباخ"، رغم اعتراف يريفان بأن هذا الإقليم المتنازع عليه سابقاً أصبح جزءاً من أذربيجان بعد إحكام باكو السيطرة عليه عقب عملية عسكرية خاطفة في سبتمبر/أيلول 2023.
