
وجد لاعبو فريق يوفنتوس الإيطالي أنفسهم في موقف محرج وغريب نوعاً ما، خلال زيارتهم إلى البيت الأبيض، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب (79 عاماً)، على هامش مشاركتهم في كأس العالم للأندية، قبل المباراة التي جمعتهم فجر اليوم الخميس بنادي العين الإماراتي وانتهت بالفوز 5-0.
وبدأت الحادثة حين كان أعضاء الفريق، أمثال الإيطالي مانويل لوكاتيلي، والصربي دوسان فلاهوفيتش وآخرين، يلتقطون الصور مع الرئيس، فسألهم ترامب من دون سابق إنذار عن رأيهم في مشاركة النساء المتحولات جنسياً في الرياضة، وذلك عبر طرح سؤال محرج لهم بقوله: "هل يُمكن لامرأة الالتحاق بفريقكم"، وبعد صمت وصدمة، ارتبك خلاله اللاعبون والمسؤولون الإداريون، كرر السؤال هذه المرّة على المدير العام داميان كومولي الذي حاول التملّص بإجابة دبلوماسية: "لدينا فريق نسائي ممتاز"، لكن ترامب لم يتوقف عند هذا الحدّ وقال: "لكن ينبغي أنّ يلعبن مع النساء، أليس كذلك؟".
وانتقل ترامب بذلك من التصريحات المثيرة والكثيرة في الأيام الأخيرة بعالم السياسة، المعنية بالأحداث الدائرة في الشرق الأوسط، إثر العدوان الإسرائيلي على إيران، وإمكانية انخراط الولايات المتحدة فيه، إلى عالم الرياضة وموضوعٍ حساس طرحه منذ وصوله إلى البيت الأبيض، وذلك حين وقّع في شهر فبراير/شباط 2025 أمراً تنفيذياً يحظر مشاركة المتحولات جنسياً في مسابقات الرياضة النسائية، ما سبب جدلاً واسعاً في البلاد.
وحاول ترامب استغلال زيارة يوفنتوس من أجل إثارة موضوع حساسٍ حول أحقية المتحولات جنسياً في ممارسة الرياضة مع النساء، ليؤدي طرحه للموضوع في هذا الوقت إلى حالة من الجدل في الصحف العالمية، إذ قالت "إندبندنت" البريطانية حول ذلك: "لاعبو يوفنتوس يتعرضون لموقف محرج من دونالد ترامب"، أما فوكس نيوز فقد عبّرت عن موقفها بشكل مساند لترامب بعدما عنونت: "ترامب يواجه فريق يوفنتوس لكرة القدم بشأن "لعب الرجال في الرياضات النسائية" في البيت الأبيض" (استخدمت القناة كلمة "MEN" في سياق طرح القضية)، أما موقع سبورت بيبل الإنكليزي فقال: "أثار دونالد ترامب غضباً بتعليق "فظيع" و"محرج" أمام فريق يوفنتوس في البيت الأبيض"، بينما عنونت "ذا غارديان": "تورط لاعبو ومديرو يوفنتوس بموقف محرج في البيت الأبيض".
ولم يفوّت ترامب هذه الفرصة للدخول في الشؤون السياسية، وهو الذي أطلق سلسلة من التصريحات في الأيام الأخيرة حول إيران والاحتلال الإسرائيلي، إذ قال خلال مداخلة عشوائية خارج سياق الحديث الرياضي: "لدينا مشاكل مع إيران، لا تعرف أبداً ما يُمكن أن تفعله إيران، أليس كذلك؟"، وهذا الأمر أيضاً أثار جدلاً، إذ قالت الصحافية الإسبانية - المغربية المعنية بمجال الرياضة ليلى حامد على حسابها في إكس: "ترامب يتحدث عن إيران، ويشيد بإسرائيل، وفريق يوفنتوس بأكمله يقف خلفه، يا له من قرار سيء ومخزٍ من النادي"، أما صحيفة "Rompipallone" الإيطالية فقد كتبت خبراً قالت فيه: "دونالد ترامب يتحدث عن احتمال شنّ حرب على إيران، بينما يقف لاعبو يوفنتوس خلفه. حتى الذكاء الاصطناعي لن يستطيع توليد شيء كهذا".
ولم يتوقف لقاء ترامب مع لاعبي فريق يوفنتوس الذين قدّموا له قميص النادي العريق، ووقفوا خلفه كمرافقين له، بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، السويسري جياني إنفانتينو، عند هذا الحدّ، بل امتدّ إلى محاولة تلميع صورة مونديال الأندية من الناحية الجماهرية رغم فقر المدرجات في العديد من المباريات التي بدت فيها المقاعد خالية، وذلك على خلفية حظر السفر وقيود التأشيرات التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على مواطني ما يقرب من عشرين بلداً، بينها دول عربية على غرار السودان واليمن وليبيا".
وفي اللحظة الذي كان يتحدّث فيها إنفانتينو عن "التعاون الممتاز مع الرئيس"، ولكن بشكل خاص مع مجموعة العمل الخاصة بكأس العالم (للمنتخبات) العام المقبل، تدخل ترامب من دون سابق إنذار، وقاطع رئيس فيفا ليقول له: "إن تذاكر كأس العالم نفدت تقريباً"، وهو تصريح في الحقيقة بعيدٌ كلّ البعد عن الحقيقة بحسب ما وصفته وكالة الأنباء الإسبانية "إفي"، التي أشارت أيضاً إلى أن أحد أسباب انخفاض حجز التذاكر قد يكون حملات الهجرة المكثّفة التي نفذتها الإدارة الأميركية، بعدما حذّرت إدارة الهجرة والجمارك من أنّها ستزور ساحات الملاعب للتحقق من وثائق الحضور، إذ تعهّد الجمهوريون بترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدّة.
Juventus squad in the background as Trump answers questions on Iran….. what a time to be alive pic.twitter.com/2jGompOJTA
— Juventus News Live (@juvenewslive) June 18, 2025

Related News
