
كشفت وزارة الصحة السورية عن اتفاقية تعاون مشترك وقّعها وزير الصحة مصطفى العلي ونظيره التركي كمال ميمش أوغلو، تهدف إلى دعم عدد من المنشآت الصحية الحيوية وتشغيلها في سورية. وقالت الوزارة، اليوم الخميس، إن الاتفاقية التي وقعت الأربعاء في العاصمة التركية أنقرة تأتي ضمن خطة وزارة الصحة لتأهيل المستشفيات وتجهيزها وتطوير بنيتها التحتية بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المُقدّمة للمواطنين، مشيرة إلى أنها تتضمن "تشغيل مستشفى الأورام في مدينة حلب، بسعة 150 سريراً، منها 25 سرير عناية مشددة، على أن يستكمل تجهيزه بالكامل خلال مدة لا تتجاوز 180 يوماً".
تشمل الاتفاقية، وفق ما أوضحت الوزارة، دعم مستشفى دمر لجراحة القلب في دمشق، وتجهيزه، والذي يضم 310 أسرّة و68 سرير عناية مركزة، إذ سيزود بأحدث الأجهزة الطبية، إلى جانب دعم الكوادر المتخصصة، بما يسهم في تقديم خدمات نوعية وشاملة في مجال جراحة القلب والرعاية القلبية.
وأوضح مسؤول المكتب الإعلامي في مديرية صحة حلب وريفها منير المحمد لـ"العربي الجديد"، أن مستشفى الأورام في حلب بناؤه موجود، لكنه في حاجة إلى استكماله، مشيراً إلى أن المشفى لم يكن يعمل في السابق أو يقدم الخدمات للمواطنين، غير أنه سيساهم بعد تفعيله في التخفيف عن المرضى في محافظة حلب، إضافة إلى مناطق سورية أخرى، لأنه سيكون مستشفى تخصصياً بإمكانيات متطورة.
ويترقب السوريون نقلة في القطاع الصحي، خصوصاً في أمراض السرطان والقلب وعلاج الأمراض المزمنة، ولا سيما مناطق شمال وشمال غرب سورية، والتي كان المرضى من مصابي السرطان فيها يعتمدون بشكل شبه رئيسي على تلقي العلاج في المشافي التركية، بعد الحصول على تحويلات صحية.
ولفت علي إبراهيم الخمسيني المقيم في مدينة حلب، إلى أنه خسر الكثير من أملاكه خلال السنوات الماضية خلال رحلة علاج مرض السرطان. وذكر في حديثه لـ"العربي الجديد" أنه ينحدر من بلدة راجو في عفرين، وقد ظهرت لديه كتلة على الدماغ وبدأت رحلة العلاج قبل نحو 3 سنوات "عانيت كثيراً التكاليفَ الباهظة للعلاج، وفي الوقت الحالي أرجو أن يتاح لنا مكان في المشفى التخصصي وهذا قد يساهم في التخفيف من الأعباء عني وعن عائلتي".
بدورها، قالت فريال الفريج التي تنحدر من ريف حلب الجنوبي لـ"العربي الجديد": "أنا مريضة بسرطان القولون من مدينة حلب، وأتحدث إليكم ليس فقط بلسان حالي، بل باسم مئات المرضى الذين يعانون في صمت ويخوضون معركة يومية مع الألم والخوف وتكاليف العلاج". وأضافت الفريج: "حين يُشخّص أحدنا بالسرطان، لا يكون المرض وحده هو الصدمة، بل تبدأ رحلة قاسية من البحث عن العلاج في مدن بعيدة، في دمشق أو خارج البلاد، حيث يصبح التنقل عبئاً إضافياً مادياً ونفسياً وجسدياً. كثيرون منا لا يستطيعون تحمل تكاليف السفر أو الإقامة، فكيف لهم أن يستكملوا العلاج كما يجب؟".
وأوضحت الفريج أن وجود مشفى متخصص في علاج السرطان في حلب لم يعد خياراً، بل ضرورة إنسانية ملحة لكونه سيوفر فرصاً متساوية للعلاج لكل مريض بغض النظر عن وضعه المادي، وتخفيفاً كبيراً من الأعباء النفسية والجسدية الناتجة عن السفر المتكرر، ودعماً نفسياً واجتماعياً للمرضى وعائلاتهم من خلال طواقم مؤهلة، وتسريعاً في تقديم العلاج مما يزيد من فرص الشفاء. وأردفت: "نحن لا نطلب المستحيل، بل فقط الحق في العلاج بمدينتنا، بين أهلنا، وبكرامة، وأتمنى من كل قلبي أن يصل صوتي إلى من يستطيع إحداث هذا الفرق، لأن كل يوم تأخير هو فرصة شفاء تُفقد وروح تُرهق وعائلة تثقلها الهموم".
ووقّع الطرفان السوري والتركي الاتفاقية بعد زيارة رسمية لوزير الصحة السوري إلى العاصمة السورية أنقرة، ناقش خلالها مع نظيره التركي التجربة التركية في مجال التحول الرقمي في القطاع الصحي، كما اطلع العلي على "أبرز الأنظمة الرقمية التي تم تطبيقها في تركيا، مثل نظام السجل الصحي الإلكتروني، وآليات عملها وتأثيرها على تحسين كفاءة الخدمات الصحية". كما بحث الطرفان إمكانية التعاون والاستفادة من التجربة التركية في سورية، لدعم تحول القطاع الصحي في سورية إلى الرقمنة وتطوير البنى التحتية للمعلومات الصحية للتماشي مع التوجهات الحديثة.

Related News

