
تشهد صناعة النشر العربية نموّاً واتساعاً في سوقها، لكنها في المقابل تواجه تحديات عديدة، ربما تتمثّل أبرزها في تحديد السياسات العمومية للكتاب، والتي تُعرَّف عادةً بأنها "مجموع التدابير والأطر القانونية والمعايير والآليات التي تُهيكل وتدعم سلسلة إنتاج الكتاب". انطلاقاً من هذا الإطار العام، يُنظِّم، يوم الاثنين المُقبل، "التحالف الدولي للناشرين المستقلين" فعاليةً في "مدينة الثقافة الشاذلي القليبي" في تونس العاصمة، لإطلاق "خريطة السياسات العمومية للكتاب في العالم العربي"، بغاية إضاءة مشهد النشر في المنطقة العربية.
يُنظِّم الحدث، بالإضافة إلى "التحالف الدولي للناشرين المستقلين"، كلٌّ من: وزارة الثقافة في تونس، و"المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" (الألكسو)، و"المنظمة الدولية للفرنكوفونية"، وتُشارك فيه نحو 30 دار نشر من دول عربية وأُخرى ناطقة بالفرنسية، من بينها: تونس والجزائر والمغرب ولبنان وسورية وفلسطين والسعودية ومصر وبوركينا فاسو والكاميرون وغينيا ومالي والسنغال.
تحديد مسارات دعم الكتاب
تُشرف منسِّقة المشروع، الناشرة سمر حداد من "دار أطلس" السورية، على تقديم "خريطة السياسات العمومية للكتاب في العالم العربي"، بالإضافة إلى مُعدّ الدراسة الناشر والباحث هاني الطلفاح. وإلى جانب إطلاق الخريطة، يلتقي الناشرون الناطقون بالعربية والفرنسية، في ورشة عمل، تُنظَّم في اليوم نفسه، تتمحور حول مواضيع مثل التنوّع البيبليوغرافي، مع التركيز على مسألة الاستقلالية، وكذلك على الأعمال المخصصة لفلسطين. كما سيجري تقديم الخريطة، مرّة أُخرى، خلال "الصالون الدولي للنشر المستقل عبر الإنترنت" الذي ينعقد في سبتمبر/ أيلول المقبل.
ووفقاً للمنظّمين، يهدف مشروع "خريطة السياسات العمومية للكتاب في العالم العربي" إلى توفير بيانات حول السياسات العمومية للكتاب في البلدان المعنية، وتعزيز الحوار والتبادل بين الناشرين والمؤسسات، وتطوير أدوات مناصرة للناشرين المستقلين، وتشجيع استيعاب أفضل للأدوات الرقمية، وتأكيد دور الناشرين المستقلين، وضمان وصول الجميع إلى الكتاب، من خلال وضع تدابير تنظيمية وجبائية ملائمة، وكذلك عبر زيادة فضاءات القراءة العمومية.
"التحالف الدولي للناشرين المستقلّين" هو تجمّع مهني تأسّس عام 2002، ويضمّ قرابة ألف دار نشر من ستين دولة. ينقسم التحالف إلى ستّ شبكات لغوية ناطقة بالإنكليزية والعربية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والفارسية.

Related News
