
استدعت السلطة القضائية الإيرانية مديري عدد من الوكالات والمواقع الإخبارية والقنوات على "تليغرام" وصحافيين، إذ أنذرت بعضهم واعتقلت البعض الآخر، ما يعكس تعزيز الرقابة على الإعلام الإيراني في ظل الحرب.
ووفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية، فقد شمل ذلك وكالة إيسنا للأنباء، وموقعي دیده بان إيران وعصر إيران، وقناة سلام على تطبيق تليغرام، وعدداً من الناشطين في الفضاء السيبراني، منهم مصطفى مهر آییان، ومطهره كونهاي، وصادق الحسیني، وعلي شريف زارجي، وعسل إسماعيل زاده، وحسن أسدي لاري، وعطيه راد، وعلي طارمي، وعاطفه چهارمحاليان، وهادي طباخ غر، وهادي كسائي زاده. وقد تلقّى بعضهم إنذارات رسمية، فيما فُتِحت تحقيقات قضائية بحق آخرين، كما اعتقل بعضهم بموجب أوامر قضائية.
وفي هذا السياق، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن مراسل صحيفة شرق، علي باكزاد، الذي كان في عداد المفقودين منذ أمس الاثنين، أبلغ شقيقته عبر اتصال هاتفي عن اعتقاله، أثناء تغطيته الهجوم الإسرائيلي على مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون في إيران دون توضيح الأسباب.
إنشاء مقر قضائي لمراقبة الإعلام الإيراني
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران، أصدر رئيس السلطة القضائية والنائب العام تعليمات مشددة للتصدي لمن يهددون "الأمن النفسي للمجتمع"، وأُنشئ مركز عمليات خاص في نيابة طهران لرصد الإعلام الإيراني ومنصات التواصل وتوفير الأمن العام.
وأضافت السلطة القضائية، الثلاثاء، في بيان جديد، أنها تراقب الإعلام والفضاء السيبراني بدقة، مؤكدة أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، أنشأت مقراً خاصاً في نيابة طهران لمتابعة الإعلام والمنصات الافتراضية وحماية أمن المجتمع. ويقوم هذا المركز بمتابعة دقيقة للأحداث الإعلامية والوكالات الرسمية، وتصنيف القضايا وتحويلها للنيابات المتخصصة بحسب الموضوع.
وفي بيان آخر، أعلنت قيادة الأمن السيبراني الإيرانية حظر استخدام المسؤولين والمرافقين لهم لأي أجهزة متصلة بالشبكات الإلكترونية مثل الهواتف الذكية أو الساعات الذكية أو الحواسيب المحمولة طبقاً للتعليمات الصادرة عنها. ودعت القيادة السيبرانية المواطنين لتقليل استخدام الأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
مقتل ثلاثة من موظفي الإذاعة والتلفزيون
أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي أمس على مقر الهيئة في طهران أسفر عن "استشهاد ثلاثة من كوادرها، من بينهم رئيس تحرير الأخبار، نيماء رجب بور". وقد أثار الهجوم إدانة واسعة في الداخل والخارج، وبثت وسائل الإعلام لحظة قصف مبنى الهيئة خلال بث حي على قناة الأخبار.
ووصف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في بيان الثلاثاء، ما حدث بأنه "جريمة مخزية للنظام الصهيوني في استهداف قناة الأخبار التابعة للإذاعة والتلفزيون الإيراني أثناء البث المباشر، مما يُجسد نموذجاً جديداً من العنف السافر والهمجية المنفلتة لهذا الكيان غير الشرعي أمام أنظار العالم".
وأثناء بدء الهجوم على قناة الخبر، كانت المذيعة سحر إمامي تقرأ بياناً على الهواء مباشرة. لكنها، وفور سماعها أصوات الغارات الإسرائيلية بدأت تلقي كلمات حماسية ولم تغادر الاستوديو حتى لحظة القصف. وقد حظي تصرف إمامي باهتمام واسع داخل إيران، واعتبرها كثير من المعلقين "مذيعة شجاعة وعظيمة".

Related News

