
تشهد محافظة السويداء جنوب سورية تصاعداً في حوادث العنف والانفلات الأمني، بالتزامن مع انتشار السلاح عشوائياً، وازدياد خطر الألغام المزروعة من مخلفات الحرب في البادية الشرقية ومنطقة اللجاة الوعرة غرب المحافظة.
وسُجّلت خلال الساعات الماضية، اليوم الثلاثاء، حادثة خطف في وضح النهار، طاولت شاباً عاد حديثاً من العراق، وسط حالة من القلق الشعبي المتزايد. وفي حادثة منفصلة، قُتل الشاب حسين قاسم نعمان، المنحدر من بلدة عتيل شمال المحافظة، فجر اليوم الثلاثاء، بعدما أُصيب بعدة طلقات نارية نافذة أودت بحياته على الفور، أثناء وجوده مع أشخاص مجهولين في شارع قنوات داخل مدينة السويداء.
وأكد مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أن أصوات الطلقات النارية التي سُمعت صادرة من سيارة من نوع "أفانتي" سوداء اللون كانت متوقفة بالقرب من تقاطع المتحف، قبل أن تغادر المكان بسرعة، وقد رُميت الجثة على قارعة الطريق. وأضاف المصدر أن نعمان كان موقوفاً في سجن صيدنايا لأسباب جنائية إبان حكم النظام السابق، وخرج مؤخراً ضمن دفعات من المساجين الذين أُطلق سراحهم.
وفي سياق متصل، أُصيب ستة شبان، تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاماً، بجروح متوسطة وطفيفة، جراء انفجار قنبلة يدوية كانت بحوزة أحدهم خلال شجار في مضمار الملعب البلدي وسط مدينة السويداء. وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن أحد المتشاجرين أقدم على طعن زميله بسكين، ما دفع الآخر إلى استخدام قنبلة كانت بحوزته، وأدى انفجارها إلى إصابة جميع من في المكان، بمن فيهم رجل يبلغ من العمر نحو 60 عاماً كان يحاول فضّ الاشتباك، وقد أُصيب بشظية في عنقه.
وفي حادثة منفصلة صباح اليوم أيضاً، قُتل الشابان كاسم عواد وأحمد مطاوع، إثر انفجار لغم أرضي أثناء تنقلهما على دراجة نارية شرق منطقة قاع البنات في بادية السويداء الشرقية. ووفقاً لمصادر "العربي الجديد"، فإن الضحيتين ينحدران من قرية الجديدة التابعة للغوطة الشرقية بريف دمشق، فيما تضاربت الأنباء حول سبب وجودهما في المنطقة، التي تُعرف بكونها ممراً لعمليات تهريب السلاح والمخدرات باتجاه الحدود الأردنية، وبنشاط خلايا تابعة لتنظيمات إرهابية.
وتجدر الإشارة إلى أن فرع الأمن الجنائي بدأ قبل فترة قصيرة مزاولة عمله مجدداً في محافظة السويداء، بعدما توقف عن العمل منذ حرق مقره في اليوم الأول لسقوط نظام الأسد، وشرع فعلياً بإجراء التحقيقات والتحريات في القضايا الأمنية المتزايدة.

Related News
