نزوح محدود للإيرانيين إلى تركيا هرباً من الحرب
Arab
3 hours ago
share

نفت مصادر عدّة متطابقة لـ"العربي الجديد" ما أُشيع، عبر بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل، عن نزوح إيرانيين بأعداد كبيرة إلى تركيا، عبر الحدود البرية، خوفاً من تطوّرات الحرب والقصف المستمر من إسرائيل، مشيرين إلى أن دخول الإيرانيين عبر معبر "كابي كوي" بين ولاية فان التركية وتبريز الإيرانية هو الأكبر، مقدرين العدد اليومي للدخول من إيران ما بين 2000 و2500 شخص، "ما يوازي ضعف العدد ما قبل الحرب".

وتنبه مصادر إعلامية خاصّة من الحدود أن حركة الدخول من تركيا إلى إيران لم تتوقف، بل نشطت هذه الفترة أيضاً، مشيرة إلى أن الحجاج الإيرانيين يعودون عبر تركيا، وكذلك الإيرانيون الموجودون في تركيا، سواء السياح أو التجار الذين قدموا قبل يوم الجمعة الماضي بغرض التجارة، أو حتى الإيرانيون في دول العالم، الذين يعودون إلى داخل إيران وليس لهم سوى المعابر البرية التركية، لأن المعابر مع العراق "ليست آمنة"، حسب المصادر.

ويقول المحلل التركي طه عودة أوغلو إنه "من الطبيعي أن نرى زيادة عدد الهاربين من الحرب باتجاه تركيا، خاصة من مدينة تبريز الإيرانية ذات أغلبية التورك الإيرانيين، ولا تبتعد تبريز عن مدينة فان التركية الحدودية أكثر من 400 كيلومتر، وقد يرى سكان تبريز في تركيا ملاذاً آمناً، خاصة أن المطارات مغلقة والوصول إلى الشمال الإيراني، شبه الآمن، صعب".

وحول "مزاج تركيا"، يضيف عودة أوغلو أن "تركيا تتعاطى مع القضية بدون تهويل وتسويق اللجوء كارثةً، ولا تتنكر للموضوع أو تمنع الحديث أو التغطية له، لكن الشارع التركي يمتلك حساسية عالية تجاه اللجوء، خاصّة إن كان كبيراً وبلغ الملايين، لأن لجوء السوريين خاصة، ولاجئي الدول المجاورة، خلال الثورات والربيع العربي، شكّل فوبيا، وبات كثير من الأتراك يعزون تردي الواقع الاقتصادي والمعيشي للاجئين، لذا رأينا بعض التهويل والتخويف على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما نفته دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية وتوعدت المروجين".

وكان مركز مكافحة التضليل التابع لرئاسة الاتصالات في تركيا قد أصدر، أول من أمس، بياناً رسمياً نفى فيه صحة الأنباء المتداولة على وسائل الإعلام الرقمية حول "بدء موجة هجرة من إيران إلى تركيا"، مؤكداً أن هذه الادعاءات غير صحيحة، وأن حدود البلاد تحت السيطرة الكاملة. وذكر المركز أن المنشورات التي جرى تداولها بعد الهجوم الذي شنّته إسرائيل على إيران، والتي تزعم وجود موجة هجرة من إيران إلى تركيا، ما هي إلّا "محاولة لنشر معلومات كاذبة بهدف إثارة القلق بين المواطنين"، موضحاً أن وزارة الداخلية التركية "لم ترصد أي نشاط غير معتاد على الحدود الشرقية للبلاد، ولم تسجل أي زيادة في الهجرة غير النظامية من إيران".

من جهته، يرى الباحث التركي بمركز "اكوبلتيك" بإسطنبول، إسلام أوزجان، أن تصوير اللجوء الإيراني تجاه تركيا "مبالغ فيه قليلاً، لأن الإيرانيين ربما يفضلون باكستان وأفغانستان أو أرمينيا وجورجيا وأذربيجان وجهاتٍ بديلة، عبر المعابر البرية في الشمال الغربي"، مشيراً لـ"العربي الجديد" إلى أن دخول الإيرانيين إلى تركيا لا يحتاج تأشيرة، وتركيا تعامل إيران بالمثل، مضيفاً أن من يدخل تركيا من المعابر ليس شرطاً أن يكون إيرانياً، لأن كثيراً من رعايا الدول بدأت تغادر إيران، إضافة إلى البعثات السياسية والدبلوماسية وأسرهم، وهؤلاء، ربما لا مجال لهم سوى تركيا.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا وإيران تتشاركان حدوداً مشتركة تمتد لنحو 540 كيلومتراً تقريباً، يوجد خلالها أربعة معابر حدودية؛ " كربو لاك" و"كابي كوي" و"أساندرا" و"بورو آلان"، لكن النشط والمفتوح منها هما معبران، أحدهما "كابي كوي" أو بازركان القريب من مدينة فان التركية وتبريز الإيرانية. وتزيد الحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل منذ أيام من توقعات تدفق الإيرانيين باتجاه تركيا، كما إلى دول الجوار/ أو الذهاب إلى شمالي البلاد المتاخم لبحر قزوين.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows