
أثارت الغارات العسكرية بين إيران وإسرائيل القلق إزاء الأضرار المحتملة، وتعطيل مصادر الطاقة المهمة، لا سيّما حقول النفط والغاز المهمة في المنطقة وبنيتها التحتية. وقد رصدت رويترز تفاصيل عن تلك المواقع وكيف تأثرت منذ بداية الصراع، ولعلّ أبرزها حقل بارس الجنوبي للغاز الطبيعي ومستودع وقود ومصفاة في طهران ومصفاة نفط حيفا.
حقل بارس الجنوبي للغاز الطبيعي
قصفت إسرائيل منشأةً في حقل بارس الجنوبي للغاز في 14 يونيو/حزيران، ما دفع إيران إلى تعليق الإنتاج جزئياً. وحقل بارس الجنوبي جزء من أكبر مكمن غاز طبيعي في العالم، وتتقاسمه إيران مع قطر. وأصاب الهجوم أربع وحدات من المرحلة 14 من حقل بارس الجنوبي، على بعد 200 كيلومتر تقريباً من منشآت قطر التي يعتبر العديد منها مشروعات مشتركة مع شركات دولية، من بينها العملاقان الأميركيان إكسون موبيل وكونوكو فيليبس.
ويشكل حقل بارس الجنوبي نحو ثلث أكبر مكمن للغاز الطبيعي في العالم. وتشترك إيران فيه مع قطر المصدر الرئيسي للغاز، التي تطلق على حقلها اسم القبة الشمالية. وأدت العقوبات والقيود التقنية إلى استخدام معظم الغاز الذي تنتجه طهران محلياً، لكنّها تُصدِّر بعضاً منه أيضاً. وأظهرت بيانات منتدى الدول المصدرة للغاز أن إيران صدرت نحو 15.8 مليار متر مكعب من الغاز في 2023.
ويحتوي المخزون بأكمله على نحو 1800 تريليون قدم مكعبة من الغاز القابل للاستخدام، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات العالم لمدة 13 عاماً، أو لتوليد ما يكفي من الكهرباء لتزويد الولايات المتحدة لأكثر من 35 عاماً.
مستودع وقود ومصفاة في طهران
قالت إيران إنّ إسرائيل قصفت مستودع وقود ومصفاة نفط في طهران بالقرب من العاصمة في 14 يونيو حزيران، لكنّ السلطات الإيرانية قالت إن الوضع تحت السيطرة. وإيران هي ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك وتستخرج نحو 3.3 ملايين برميل يومياً من النفط الخام، و1.3 مليون برميل يومياً من المكثفات والسوائل الأخرى، أي ما يعادل 4.5% تقريباً من الإمدادات العالمية.
ووصلت صادراتها في الأشهر القليلة الماضية وفقاً لبيانات كبلر إلى 1.8 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى لها منذ 2018، مدفوعة بالطلب الصيني القوي. وتقع منشآت الإنتاج الإيرانية بالأساس في منطقي خوزستان وبوشهر في الجنوب الغربي. وتصدر طهران 90% من نفطها الخام عبر جزيرة خرج، وشدّدت الولايات المتحدة العقوبات على طهران في 2018، بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي.
وانخفضت صادرات النفط الإيرانية إلى ما يقرب من الصفر، لكنّها انتعشت في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن. ويقول محلّلون إن تطبيق العقوبات لم يكن بالصرامة الكافية، وإن إيران نجحت في الالتفاف عليها. وإيران معفاة من القيود المفروضة على إنتاج أوبك+، بينما لا تعترف الصين بالعقوبات على طهران، ما أدى إلى إدراج بعض شركات التكرير الصينية الخاصة على قائمة عقوبات وزارة الخزانة، ويقول محلّلون إن السعودية وأعضاء أوبك الآخرين يمكنهم تعويض أي انخفاض في الإمدادات الإيرانية باستخدام طاقتهم الفائضة.
مصفاة نفط حيفا من أهداف مصادر الطاقة
أغلقت مجموعة بازان الإسرائيلية مصفاة حيفا لتكرير النفط، وهي الأكبر في البلاد، في 16 يونيو، بعدما تضرّرت محطة الطاقة التابعة لها في هجوم إيراني. وتبلغ طاقة معالجة النفط الخام في المصفاة 197 ألف برميل يومياً.
(رويترز)

Related News

