يمن مونيتور/ مأرب/ من عبدالله العطار:
تخوض الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب (شرق اليمن) مواجهة معقدة ومتعددة الأبعاد ضد شبكات تهريب المخدرات، تتجاوز الجانب الجنائي لتصل إلى كشف ارتباطات وثيقة بين عصابات الترويج وتمويل أنشطة جماعة الحوثي وسط جهود ميدانية نجحت مؤخراً في تفكيك شبكات منظمة وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة.
وكشف مدير إدارة مكافحة المخدرات بمحافظة مأرب، العقيد عبدالرزاق الروافي، في حوار خاص لـ”يمن مونيتور”، عن استراتيجية أمنية مزدوجة تتبعها المحافظة لمواجهة الآفة التي باتت تهدد السلم الاجتماعي.
ضبطيات وتفكيك شبكات
وأعلن العقيد الروافي عن نجاح الإدارة في ضبط أكثر من 300 كيلوجرام من مادة الحشيش وإحالتها مع المتهمين إلى القضاء، مؤكداً تفكيك شبكتين إجراميتين منفصلتين؛ إحداهما تخصصت في ترويج الحشيش، والأخرى في توزيع حبوب “الكبتاجون” ومادة “الشبو” شديدة الخطورة.
وأشار إلى أن المهربين يبتكرون أساليب معقدة للتمويه، تشمل الإخفاء داخل المنقولات التجارية، واستغلال النساء والأطفال لتجاوز نقاط التفتيش، وهي أساليب باتت تحت رصد اليقظة الأمنية.
وأوضح العقيد الروافي أن عمل الهيئة التي يقودها أن العمل ينطلق من مسارين متوازيين لا ينفصل أحدهما عن الآخر: الأول أمني يركز على خفض العرض عبر الرصد والملاحقة، والثاني وقائي يهدف لخفض الطلب عبر التوعية المجتمعية.
وأشار إلى أن المسار الأول أمني بحت، يتمثل في مكافحة عرض المخدرات، من خلال الرصد والمتابعة والمراقبة، وتعقّب التجار والمروجين، وضبط المتورطين في الاتجار أو الترويج أو التعاطي، واستكمال الإجراءات القانونية بحقهم، وصولًا إلى إحالة القضايا إلى النيابات المختصة وإيداع المتهمين السجون بمحبوسيات قانونية.
أما المسار الثاني، فيرتكز على خفض الطلب، وهو الجانب الوقائي والتوعوي الذي ترى فيه الإدارة حجر الزاوية في المعركة طويلة الأمد. فبحسب الروافي، “لا يمكن للأمن وحده أن ينتصر ما لم يكن المجتمع شريكًا في الوعي والمواجهة”.
وأشار مدير إدارة مكافحة المخدرات في محافظة مارب إلى أنه: من هذا المنطلق، نفذت الإدارة خلال العام الجاري عدة أنشطة توعوية، تزامنًا مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، شملت محاضرات توعوية حول مخاطر العقاقير الطبية المخدرة بالشراكة مع الهيئة العليا للأدوية، وفعاليات رياضية رمزية كان أبرزها مباراة كأس مكافحة المخدرات على ملعب مأرب، إضافة إلى فعاليات توعوية موجهة للنساء، بالتعاون مع مكتب الصحة العامة والسكان، إلى جانب التنسيق مع خطباء المساجد لتخصيص خطب تحذيرية حول خطر المخدرات وآثارها المدمرة.
ارتباط الجريمة بالسياسة
وفي سياق الربط بين الجريمة والسياسة، أكد الروافي وجود ارتباط عضوي بين تجارة المخدرات وغسل الأموال وتمويل الأنشطة التخريبية. واتهم بوضوح جماعة الحوثي بالاعتماد على هذه التجارة كمصدر رئيسي لتمويل عملياتها العسكرية، معتبراً أن إغراق المحافظات المحررة بالسموم يمثل جزءاً من الحرب الممنهجة ضد المجتمع اليمني.
وفي توصيفه لواقع المخدرات في محافظة مأرب، يوضح العقيد الروافي أن المحافظة تعد – في الأساس – منطقة عبور للمخدرات، شأنها شأن عدد من المحافظات اليمنية، غير أن الخطورة تكمن في تسرب التعاطي إلى بعض الأوساط، مشيرا إلى أن أكثر المواد المخدرة التي يتم ضبطها هي مادة الحشيش، سواء كمواد عابرة أو لأغراض التعاطي، تليها حبوب الكبتاجون، إضافة إلى مواد أشد خطورة مثل الشبو.
وبالرغم من الإنجازات الميدانية، لم يخفِ الروافي حجم التحديات التي تواجه الإدارة، ملخصاً إياها في: اتساع الرقعة الجغرافية لمأرب كمنطقة عبور دولية. و شح الإمكانيات المادية والبشرية ونقص الآليات وأجهزة الفحص الحديثة. والحاجة الماسة لمبنى مستقل يتناسب مع حجم المهام الأمنية المتصاعدة.
واختتم مدير مكافحة المخدرات حديثه بدعوة الوحدات العسكرية والأمنية إلى سرعة تسليم المضبوطات للجهة المختصة قانوناً لضمان عدم إرباك ملفات القضايا، محذراً الشباب من الانزلاق في فخ التعاطي، ومؤكداً أن “العدالة ستطال المروجين مهما طال الزمن”.
تُعد محافظة مأرب نقطة ارتكاز استراتيجية في خارطة الصراع اليمني، وبحكم موقعها الجغرافي القريب من خطوط التماس والمناطق الصحراوية المفتوحة، تعتبر ممراً لشحنات المخدرات القادمة عبر المنافذ البحرية والبرية والمتجهة نحو المحافظات الكثيفة سكانياً أو دول الجوار. ومنذ سنوات، تشير تقارير دولية وأمنية إلى تورط فاعلين غير رسميين وفصائل مسلحة في إدارة تجارة المخدرات كـ “اقتصاد حرب” بديل لتغذية الجبهات، وفي مقدمتهم الحوثيون.
The post مدير مكافحة المخدرات بمأرب لـ”يمن مونيتور”: فككنا شبكات منظمة والحوثيون يمولون أنشطتهم بالاتجار بالسموم appeared first on يمن مونيتور.
