مزايا وعيوب نظام الري الفقاعي
تقارير وتحليلات
منذ أسبوع
مشاركة

يمثّل شح المياه وتراجع الموارد المائية أحد أخطر التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، خصوصاً في المناطق الجافة وشبه الجافة مثل اليمن، وقد دفع ذلك إلى البحث عن نظم ري حديثة ترفع كفاءة استخدام المياه وتحسّن إنتاجية الأشجار والمحاصيل البستانية.

ويُعد الري الفقاعي من أنظمة الري الموضعي الحديثة التي لاقت انتشاراً ملحوظاً، لا سيما في المناطق الساحلية وزراعة أشجار الفاكهة، لما يوفّره من كفاءة جيدة مقارنة بطرق الري التقليدية.

مفهوم الري الفقاعي

الري الفقاعي هو نظام ري موضعي يتم فيه إيصال مياه الري إلى النباتات على شكل فقاعات مائية ذات تدفق مرتفع، باستخدام أجهزة خاصة تُعرف بالفوّارات والتي تُثبت داخل أحواض الأشجار وعلى سطح التربة، بالقرب من منطقة الجذور، بحيث تُضاف المياه مباشرة إلى الحيز الجذري الفعّال.

يتراوح معدل تصريف الفوّارة الواحدة عادة بين 225 و500 لتر في الساعة، وهو أعلى من تصريف أنظمة الري بالتنقيط، ما يسمح بإضافة كميات كبيرة من المياه خلال فترة زمنية قصيرة، وتصل كفاءة النظام إلى نحو 80% عند حسن التخطيط والتصميم والتركيب والتشغيل.


مواد ذات صلة

نظام الري بالرش الثابت
– نظام الري المحوري.. تقنية حديثة لتحسين الإنتاج الزراعي
– الأمهات الكاذبة في النحل.. الأسباب وطرق العلاج


آلية عمل النظام ومجالات استخدامه

يتكوّن نظام الري الفقاعي من مضخة ذات ضغط عالٍ نسبياً، وشبكة أنابيب رئيسية وفرعية، إضافة إلى الفوّارات التي تقوم بتوزيع المياه داخل أحواض الأشجار، ومن ثم تخرج المياه من الفوّارة بشكل تدفق مستمر أو نابضي، لتنتشر محلياً داخل الحوض ثم تتسرب إلى منطقة الجذور.

يُستخدم هذا النظام بشكل أساسي في:
– زراعة أشجار الفاكهة والنباتات المعمّرة مثل النخيل والحمضيات والمانجو والجوافة.
– المناطق الساحلية ذات الترب الرملية أو الخفيفة.
– المزارع التي تتطلب تزويد الأشجار بكميات كبيرة من المياه خلال وقت قصير.
– المواقع التي تعاني من مشاكل انسداد متكررة في أنظمة الري بالتنقيط التقليدية.

الخصائص الفنية وكفاءة الري

يتميّز الري الفقاعي بعدة خصائص فنية، من أبرزها:
– الاعتماد على ضغط تشغيل أعلى نسبياً من التنقيط.
– إيصال المياه إلى حوض الشجرة مباشرة بدلاً من قطرات دقيقة.
– تغطية مساحة أوسع حول الجذور مقارنة بالمنقطات.
– عدم الحاجة إلى فلاتر عالية الدقة بسبب كِبر فتحات الفوّارات.

وتعود كفاءة النظام المرتفعة إلى تقليل الفاقد بالجريان السطحي مقارنة بالري بالغمر، وخفض الفاقد بالتسرب العميق عند ضبط زمن الري، إضافة إلى تركيز المياه في منطقة الجذور النشطة.

مزايا الري الفقاعي

– إضافة كميات كبيرة من المياه في وقت قصير، وهو أمر مهم خاصة في الترب الرملية.
– ملاءمته العالية للأشجار المعمّرة، حيث يوفّر ترطيباً جيداً لحجم تربة مناسب حول المجموع الجذري.
– انخفاض متطلبات الصيانة مقارنة بالري بالتنقيط الدقيق.
– قلة مشاكل الانسداد نتيجة كِبر فتحات الفوّارات وعدم الحاجة إلى فلاتر دقيقة.
– مرونة التشغيل وإمكانية تعديل عدد الفوّارات أو زمن الري حسب عمر الشجرة واحتياجاتها المائية.
– ترشيد استهلاك المياه مقارنة بالري السطحي التقليدي.

عيوب الري الفقاعي

رغم مزاياه، يواجه الري الفقاعي عدداً من التحديات، من أبرزها:
– تحكم أقل في دقة معدل التدفق مقارنة بالري بالتنقيط، خاصة عند تفاوت الضغوط داخل الشبكة.
– فاقد بالتبخر لأن المياه تُضاف على سطح التربة.
– خطر الجريان السطحي وتعرية الأحواض إذا كان معدل الإضافة أعلى من نفاذية التربة.
– ارتفاع استهلاك الطاقة بسبب الحاجة إلى ضغط تشغيل عالٍ.
– ارتفاع التكاليف الرأسمالية للشراء والتركيب مقارنة ببعض الأنظمة الأخرى.
– عدم ملاءمته لبعض أنواع الترب الثقيلة ما لم يتم ضبط معدل التدفق وزمن الري بعناية.

أسس التصميم السليم

لضمان نجاح النظام واستدامته، يجب مراعاة ما يلي:
– إجراء دراسة أولية لخصائص التربة (القوام، النفاذية) وتضاريس الموقع.
– تحديد عدد الفوّارات المناسب لكل شجرة وفق نوعها وعمرها وحجمها.
– اختيار معدل تدفق يتناسب مع نفاذية التربة لتجنّب الجريان السطحي.
– توزيع الفوّارات داخل الحوض بشكل متوازن.
– تصميم الأحواض بطريقة تمنع التعرية.
– توفير ضغط تشغيل مناسب وثابت في الشبكة.

نصائح التشغيل والإدارة

– تشغيل الري على دفعات قصيرة ومتقطعة بدلاً من فترات طويلة.
– مراقبة رطوبة التربة بانتظام وتعديل برنامج الري حسب الحاجة.
– صيانة الأحواض حول الأشجار لمنع التآكل.
– فحص الفوّارات والشبكة بشكل دوري، خاصة في فترات الذروة الحرارية.
– ضبط فترات ومدة الري وفق الظروف الجوية واحتياجات النبات الفعلية.

مما سبق توصلنا إلى أن الري الفقاعي يُعد نظاماً فعالاً وعملياً لري الأشجار، خاصة في البيئات الساحلية والترب الخفيفة، حيث يوفّر كفاءة جيدة في استخدام المياه وسهولة في التشغيل مقارنة بالطرق التقليدية، غير أن نجاحه يعتمد بشكل أساسي على التخطيط والتصميم الدقيقين، وحسن الإدارة والتشغيل.

ومع الالتزام بالأسس الفنية السليمة، يمكن لهذا النظام أن يسهم بفاعلية في ترشيد المياه وتحسين الإنتاج الزراعي على المدى الطويل.


هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاداً بشأن الزراعة أو الماشية، أو النحل، أو الصيد البحري، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد الالكتروني – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي التالية: –
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية