
عربي
شهدت مدينة أريكويبا البيروانية، مسقط رأس الروائي ماريو بارغاس يوسا، احتفالاً ثقافياً أعاد اسمه إلى واجهة المشهد الأدبي العالمي، مع تسليم رمزي لإرثه إلى معهد ثربانتس في مدريد وإعادة افتتاح بيته - المتحف بعد أعمال توسيعية وصيانة.
وأودِع قلم بارغاس يوسا الشهير الذي حصل عليه عام 1985 إثر فوزه بجائزة "ريتز هيمنغواي" في خزائن معهد ثربانتس، ضمن مشروعه الثقافي "صندوق الحروف" الذي يحتفظ بآثار المبدعين الإسبان واللاتينيين. ويروي القائمون على الحدث أن هذا القلم حمل قصة طريفة؛ إذ كان الأديب يستعد حينها للمشاركة في لجنة التحكيم، قبل أن يتبين أنه من بين المتأهلين لنيل الجائزة عن روايته "حرب نهاية العالم"، لينال التكريم بدلاً من أن يمنحه. القلم، الذي رافقه في سنوات الكتابة الأخيرة، أصبح اليوم رمزاً للصلة بين الكاتب واللغة التي أسهم في تجديدها.
وفي لفتة موازية، قُدم تمثال فرس النهر الذهبي من مقتنيات الكاتب الخاصة إلى الأكاديمية الملكية الإسبانية. وقد كان فرس النهر الأفريقي بالنسبة ليوسا استعارة للكاتب نفسه: مخلوق يجمع بين الهدوء والمهابة، بين الرغبة والفكر، بين التوحش والغموض. ومع هذا التبادل الرمزي بين القلم والتمثال، بدا التكريم وكأنه حوار مفتوح بين مؤسستين لغويتين من خلال إرث يوسا.
ترافق هذا الاحتفاء مع إطلاق مشروعين جديدين يوسّعان من حضور يوسا في المشهد الثقافي: إصدار "قاموس ماريو بارغس يوسا: سكنَ الكلمات" وإعادة افتتاح البيت المتحف في أريكويبا. يتألف القاموس، الذي أعدّه معهد ثربانتس بمشاركة نخبة من الكتّاب والأكاديميين، من مئة مدخل لغوي يعكس كل منها جانباً من حياة الأديب ورؤيته الفكرية، من مفردات مثل "الحب" و"الحرية" و"الجنون" إلى مفاهيم "السلطة" و"الثورة" و"المدينة". يسرد المشاركون تأملاتهم في كلمات كانت جوهرية في أدب يوسا، فيما كتبت ابنته مورغانا مدخل "الأم"، لتمنح القاموس بعداً شخصياً وإنسانياً عميقاً.
أما البيت - المتحف فقد استعاد مكانته بوصفه فضاءً للذاكرة والتجربة الأدبية، إذ جرى تحديثه بتقنيات رقمية تفاعلية، منها مجسم هولوغرام للكاتب يستقبل الزوار عند المدخل، وغرفة تعرض مشهد ولادته في عام 1936، إلى جانب فضاءات تستحضر المدن التي عاش فيها وكتب عنها من باريس إلى مدريد وليما. كما افتُتحت قاعة جديدة تحمل اسم "الخالِد" احتفاء بانضمامه إلى الأكاديمية الفرنسية للغة، في إشارة إلى بعده العالمي.

أخبار ذات صلة.

تحدّيات لا بد من مواجهتها
العربي الجديد
منذ 18 دقيقة

اللاتواصل في زمن التواصل
العربي الجديد
منذ 19 دقيقة

أيام الجوع العالمية في غزّة والسودان
العربي الجديد
منذ 19 دقيقة