
عربي
حذّر تقرير فرنسي من تراجع الحريات الأكاديمية في العالم، وذلك من الولايات المتحدة الأميركية "حيث الوضع خطر" في ظلّ إدارة ترامب إلى أوروبا حيث تظهر مؤشّرات مقلقة. وجاء في التقرير الصادر عن مركز البحوث الدولية "سيري" التابع لمعهد الدراسات السياسية في باريس "سيانس بو" أنّ الانتهاكات بحقّ الحريات الأكاديمية ناتجة عن "انحرافات" تحت تأثير "أنظمة استبدادية وحركات شعبوية معاصرة".
والتقرير المذكور الذي أعدّته مديرة مركز البحوث الدولية "سيري" ستيفاني بالم لفائدة جمعية "فرانس أونيفيرسيتيه" (جامعات فرنسا) التي تضمّ رؤساء الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الفرنسية، صدر اليوم الأربعاء في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بمناسبة مؤتمر "فرانس أونيفيرسيتيه" السنوي لعام 2025.
« L’État, les États, doivent permettre l’indépendance de la recherche. Ils doivent accepter que celle-ci s’accompagne nécessairement de liberté et d’autonomie, garanties pour les universités. »
Manuel Tunon de Lara#CongrèsFU2025 pic.twitter.com/LPW5Vik4p7
— France Universités (@FranceUniv) October 15, 2025
في ما يخصّ الجامعات الأميركية، أوضح التقرير أنّ تهديد الحريات الأكاديمية في الولايات المتحدة الأميركية يطاول "الجامعات العريقة كما المتواضعة"، والجامعات "الخاصة كما العامة"، ويأتي ذلك في "مختلف التخصصات؛ من العلوم السياسية والاجتماعية إلى العلوم المناخية"، وكلّه في "مناخ من العداء السياسي".
أمّا في الاتحاد الأوروبي، فقد ذكر تقرير مديرة مركز البحوث الدولية "سيري" التابع لمعهد "سيانس بو" تسع دول يُسجَّل فيها "معدّل من الحريات الأكاديمية أدنى من المعدّل، هي النمسا ومالطا ورومانيا وكرواتيا وبلغاريا وهولندا واليونان وبولندا والمجر"، الأمر الذي يتطلّب "يقظة خاصة". وفي بولندا على سبيل المثال، تعرّض باحثون لملاحقات قضائية على خلفية أبحاثهم حول تواطؤ شرائح اجتماعية معيّنة في المحرقة اليهودية، خلال الحرب العالمية الثانية.
وسجّل التقرير نفسه "تراجعاً ملحوظاً" في مجال الحريات الأكاديمية في فرنسا، ولا سيّما على المستويَين القانوني والسياسي. ولحظ التقرير أنّ ذلك يأتي "بخلاف مجالات أخرى تتعلق بالحريات الأساسية" التي قد تبدو فرنسا رائدة فيها، من قبيل حرية الصحافة أو الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وبيّن التقرير الصادر عن مركز الأبحاث الدولية "سيري" التابع لمعهد الدراسات السياسية في باريس "سيانس بو" أنّ تزايد الانتقادات الموجّهة إلى عدد من الجامعات الأوروبية حيال ما يسمّى بتيار "اليقظة" (ووك)، من قبل وسائل إعلام ومجموعات سياسية، "ساهم في إضعاف الحريات الأكاديمية". وسلّط التقرير الضوء خصوصاً على اتهامات "اليسار الإسلامي" التي وُجّهت إلى عدد من الأكاديميين والباحثين، والجدال الدائر حول الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيين، وذلك على خلفية الحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبالعودة إلى الوضع في فرنسا، شدّد تقرير مديرة مركز البحوث الدولية "سيري"K التابع لمعهد "سيانس بو"، على أنّ ثمّة معاهد، من قبيل المعهد الوطني للبحوث الزراعية والغذائية والبيئية والمعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية، كانت من بين أولى المؤسسات الفرنسية التي تفاعلت مع الهجوم الذي شنّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته على الجامعات الأميركية، وذلك منذ وصوله إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية، في يناير/ كانون الثاني 2025.
(فرانس برس، العربي الجديد)

أخبار ذات صلة.

تحدّيات لا بد من مواجهتها
العربي الجديد
منذ 59 دقيقة

اللاتواصل في زمن التواصل
العربي الجديد
منذ ساعة