
عربي
قد يكون الحدث الأبرز في افتتاح الدورة السابعة والسبعين من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب لهذا العام هو غياب الكاتب الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي، الفائز حديثاً بـ"جائزة نوبل للآداب"، عن فعاليات الافتتاح، كما أعلنت اللجنة المنظمة عشيّة انطلاق المعرض في مدينة فرانكفورت الألمانية.
ورغم غياب كراسناهوركاي، الذي كان من المقرر أن يُلقي الكلمة الأدبية الافتتاحية، افتُتِحت أمس الثلاثاء فعاليات المعرض وسط حضور ثقافي دولي واسع، لتؤكّد فرانكفورت مجدداً مكانتها باعتبارها أكبر منصة عالمية لتجارة الكتب وتبادل الأفكار الأدبية.
الفيليبين ضيف شرف
تحلُّ الفيليبين ضيف شرف على دورة هذا العام التي تمتد حتى التاسع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول، حيث تقدّم برنامجاً متنوعاً من العروض الأدبية والفنية تحت شعار "حكايات الجزر"، يعكس التنوع الثقافي للفيليبين: الفُيليبين أرخبيل يتكوّن من آلاف الجزر، وتُستخدم فيه لغات متعددة، والتأثر بالتقاليد الأصلية، وروح السرد القصصي بين القديم والمعاصر.
حضور عالمي
يشارك في المعرض هذا العام أكثر من ألف كاتب وكاتبة، إلى جانب عارضين من 92 دولة، وفق ما أعلن المنظمون.
وخُصِّص يومان من المعرض (الأربعاء والخميس) للمهنيين في قطاع النشر والتوزيع، قبل أن تُفتح الأبواب أمام الجمهور اعتباراً من يوم الجمعة. ويُختتم المعرض الأحد بتسليم جائزة السلام لتجارة الكتب الألمانية للمؤرخ الألماني كارل شلوغل، المعروف بدراساته عن التاريخ الأوروبي الحديث.
مشاركة عربية
الحضور العربي في فرانكفورت هذا العام يُعد من أبرز المشاركات الإقليمية، حيث تشارك مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة ومركز أبوظبي للغة العربية ضمن جناح إماراتي يُبرز مبادرات الترجمة والنشر الرقمي.
ومن المقرر أن يقدّم المركز جلسات أدبية تضم الكاتبة هدى بركات الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب، إلى جانب الكاتبتين الإماراتيتين إيمان اليوسف ونادية النجار، اللتين تناقشان تطور المشهد الأدبي في الإمارات تحت عنوان "الأدب الإماراتي بين الذاكرة والتجديد".
كما تُشارك سلطنة عُمان بجناحها الرسمي الذي يعرض إصدارات متنوعة من مؤسسات حكومية ومجتمعية، ومنصة "عين" للمحتويات الرقمية والكتب الصوتية والمرئية، بالإضافة إلى الترويج للتراث الثقافي والبيئي العُماني.
ويشارك عدد من الكتّاب العرب في ندوات المعرض وفعالياته، أبرزهم الروائية العمانية جوخة الحارثي التي ستشارك في جلسة بعنوان "سيدات القمر" مع المترجمة كلوديا أوت، كذلك الباحث حسام الدين درويش بندوة تحمل عنوان "تحديات الهوية الوطنية في زمن العولمة"، والشاعرة السورية وداد نبي لتقديم كتابها مع الكاتبة الألمانية أنييت غروشنير، والذي يعالج موضوعات الهوية والعنصرية والانتماء والكتابة، إلى جانب كتّاب عرب مثل العراقيين نجم والي وأسامة الشحماني، والسوري حليم يوسف وغيرهم.
كما يُشارك عدد من الناشرين العرب من مصر والمغرب ولبنان ضمن برنامج الدعوة للناشرين، الذي يتيح فرص تواصل مهنية مع دور نشر أوروبية وأميركية.
ويُعد معرض فرانكفورت، الذي انطلق لأول مرة قبل أكثر من سبعة عقود، مرآةً تعكس التغيرات في صناعة النشر، من التحول الرقمي إلى قضايا حرية التعبير والملكية الفكرية. لكنَّ القائمين عليه، وعلى غرار السنوات الماضية، لم يضعوا ضمن البرامج أي فعاليات أو إشارات أو برامج تتعلق بقطاع غزة أو بالكتاب الفلسطيني، ما يعكس استمرار تجاهل هذه القضايا، بما في ذلك الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزة، ضمن أنشطة أكبر منصة عالمية لتجارة الكتب حتى الآن، رغم تنوع المشاركات العربية والدولية الأخرى.
