شركات أمن في المكسيك توفر أسطولاً مدرّعاً لحماية مشجعي المونديال
عربي
منذ 3 أيام
مشاركة
بدأت المكسيك الاستعداد لبطولة كأس العالم 2026 بأسلوب غير مألوف، بعدما سارعت شركات أمن خاصة إلى تجهيز أسطول مدرّع لحماية المشجعين الذين سيقصدون البلاد لمتابعة البطولة. وتعكس هذه الخطوة جانباً من التحديات الأمنية التي تواجهها الدولة اللاتينية، في ظلّ ارتفاع معدلات الجريمة وانتشار العصابات المسلحة في مناطق عدّة.  ووفّرت شركات محلية سيارات فاخرة مزوّدة بزجاج مضاد للرصاص وأبواب فولاذية وأجهزة حماية إلكترونية متطورة، وفقاً لما نشره موقع راديو "آر إم سي سبورت" الفرنسي، أمس الثلاثاء، واستعرض رجل الأعمال المكسيكي ليوبولدو سيرديرا قوة تدريع سياراته بإطلاق النار عليها أمام عدسات الكاميرا، في تجربة هدفت إلى طمأنة الزبائن الذين يخشون على سلامتهم خلال المونديال. وتُعرض هذه السيارات للإيجار بأسعار تبدأ من 800 دولار يومياً، مع إمكانية إضافة سائق خاص ومرافقة مسلحة مقابل رسوم إضافية.  وكثّفت السلطات استعداداتها الأمنية في المدن الثلاث التي ستستضيف المباريات وهي العاصمة مكسيكو، وغوادالاخارا غربي البلاد، ومونتيري شمالاً، ونصبت كاميرات مراقبة إضافية في شوارع العاصمة، فيما فُرضت قيود على استخدام الطائرات المسيّرة، لضمان أقصى درجات الأمان خلال البطولة التي ينتظر أن تستقطب ملايين الزوار.  وتستعد مكسيكو لاستقبال المباراة الافتتاحية في 11 يونيو/ حزيران المقبل، وهي التي سبق أن احتضنت نهائيي 1970 و1986. واستفاد قطاع الأمن الخاص من مناخ التوتر السائد، فازدهرت شركات التدريع التي تبيع سيارات وسترات واقية للمدنيين والعسكريين في المكسيك وخارجها. وقال غابرييل هيرنانديز، مدير إحدى أبرز الشركات: "غياب الأمان جعل الصناعة الأمنية تنمو بسرعة كبيرة". وتوفّر بعض المركبات تجهيزات استثنائية مثل مقابض تُطلق صدمات كهربائية على المهاجمين، وإطارات يمكنها الاستمرار بالسير بعد ثقبها لمسافات طويلة.  ويحذّر خبراء أمنيون من تسلل العصابات إلى سوق الحماية، لكنهم يستبعدون أن تشكل تهديداً مباشراً للمونديال، ويرى المستشار الأمني ديفيد ساوسيدو أن العصابات نفسها ستسعى إلى تجنّب المواجهة خلال البطولة، لأنها تستفيد اقتصادياً من توافد الزوار. ويرجّح أن تعقد السلطات "هدنة غير معلنة" مع زعماء العصابات، لضمان أن تمرّ الأسابيع الكروية من دون حوادث تضرّ بصورة البلاد.  وتعكس استعدادات المكسيك مزيجاً من القلق والطموح، إذ تحاول الدولة أن تقدّم للعالم نسخة آمنة ومبهرة من كأس العالم، رغم سمعتها المرتبطة بالعنف. وبينما تُصقل السيارات المدرّعة وتُدرّب الحراسات، يبقى الأمل بأن يكون المونديال فرصة لتلميع صورة البلاد وتأكيد قدرتها على تنظيم حدث عالمي في بيئة أكثر أمناً.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية