
عربي
قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم الأربعاء، إن حكومته جاهزة في خططها لإعادة إعمار قطاع غزة ومستمرة في مداولاتها مع الأطراف الوطنية والإقليمية والدولية لتحقيق ذلك، في الوقت الذي أعلنت فيه بلدية غزة البدء في عملية إزالة الركام ورفع الأنقاض بدعم قطري.
وأضاف مصطفى، وفقاً لوكالة "الأناضول"، أنه "رغم صعوبة المهمة والبيئة المعقدة، إلا أن الحكومة جاهزة في خططها لإعادة إعمار قطاع غزة، واستمرار المداولات مع الأطراف الوطنية والإقليمية والدولية لتحقيق ذلك". وتابع: "سنخرج من نكبة غزة إلى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس تحت قيادة الرئيس محمود عباس، وبجهود المؤسسات الوطنية المخلصة، وإعلان نيويورك، واعتراف 159 دولة بنا حتى الآن، هو خير دليل على الإنجاز على هذا الطريق". وأردف: "نريد الدولة مستقلة، خالية من الحروب، ومن الاحتلال والاستيطان، وإن شاء الله خالية من البطالة".
وخاطب مصطفى فلسطينيي غزة بالقول: "لن يتم ترككم وحدكم في هذه المحنة، المطلوب هو أكثر من وقف إطلاق النار، بل يشمل كافة مناحي الحياة". وزاد: "الضمانة تبدأ بالعودة الكاملة للشرعية الوطنية، فالمؤسسات المدنية والأمنية الوطنية هي القادرة على أن تقود عملية التعافي وإعادة البناء وتوحيد المؤسسات والتمهيد لقيام الدولة المستقلة في غزة والضفة والقدس".
والاثنين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدء المرحلة الثانية من خطته لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، مؤكداً أنه سيكون هناك "تقدم هائل" بما يخص خطة السلام بعد قمة شرم الشيخ بمصر التي عقدت في اليوم نفسه. وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن ترامب توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أميركي.
بلدية غزة تبدأ إزالة الركام بدعم قطري
في السياق، بدأت بلديات قطاع غزة، بالتعاون مع اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، في إعادة افتتاح شوارع غزة الرئيسية، ورفع الركام والأنقاض وتسهيل حركة المواطنين الفلسطينيين فيها، وذلك عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتوقف العدوان بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس يوم الجمعة الماضي.
وشرعت آليات وجرافات وشاحنات وفرتها المساعدات القطرية في رفع الركام وأنقاض المنازل والدمار الذي يغلق الشوارع الرئيسية في مدينة غزة، ويمنع الفلسطينيين من الحركة فيها، خاصة في ظل استمرار عودة آلاف النازحين من جنوبي قطاع غزة إلى شماله مع توقف العدوان الإسرائيلي.
وأكد رئيس بلدية غزة يحيى السراج أنه منذ توقف إطلاق النار بدأت بلدية غزة وجميع بلديات القطاع بحملة كبيرة لفتح الشوارع والطرقات، للسماح بعودة النازحين إلى أماكن سكناهم ومخيمات الإيواء الخاصة بهم بسهولة، وحرية الحركة في ظل الدمار الكبير الذي سببه العدوان الإسرائيلي. وقال لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن "الحملة مستمرة وتنطلق بقوة جديدة من خلال دعم اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة (المساعدات القطرية)، بعدد كبير من الجرافات والشاحنات لاستمرار عمل فتح الطرقات الرئيسية في مدينة غزة".
بدأت الحملة من شارع الشعف شرق المدينة بلدية غزة واللجنة القطرية تشرعان بحملة لفتح الشوارع المغلقة 👇 شرعت بلدية غزة،...
تم النشر بواسطة بلدية غزة - Municipality of Gaza في الثلاثاء، ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥
وعبر السراج عن "تقديره العالي وشكره لدولة قطر على دعمها الكبير الذي استمر على مدى سنوات عديدة في جميع المجالات"، وطالب باستمرار هذا الدعم لإعادة الإعمار بشكل كامل، وأضاف: "هذه الحملة التي تقودها المساعدات القطرية تستمر لمدة شهر كامل، وستؤدي إلى فتح العديد من الطرقات والشوارع، وتسهيل الحياة على الشعب الفلسطيني ووصولهم إلى أماكن السكن، والبدء بإحياء ما تبقى من مدينة غزة".
وأكد أن المساعدة القطرية لها أهمية كبيرة، خاصة في ظل تدمير ما يزيد عن 85 % من إمكانات بلدية غزة من آليات ثقيلة وشاحنات وأدوات نقل وخدمات بفعل العدوان الإسرائيلي الذي قضى على كل شيء في غزة خلال عامين متواصلين. ولفتت بأن "البلديات تعتمد الآن بشكل كبير على القطاع الخاص الذي يوفر لها ما تبقى لديه من إمكانيات شحيحة وقليلة ومتهالكة، وهذا لا يكفي لإنجاز الأعمال المطلوبة بشكل سريع وعاجل لخدمة المواطنين".
وأفاد رئيس بلدية غزة بأن المرحلة التالية من الإعمار بعد فتح الشوارع والطرقات، والتي يجب أن تبدأ، هي لتوفير خيام الإيواء والمساكن المؤقتة لحماية الأطفال والنساء من الشتاء ومن البرد القادم خلال الأسابيع القليلة القادمة، وإعمار الجانب الاقتصادي والمصانع وعودة الحياة، وأيضاً البدء بإعمار الأسواق التجارية ليعود العمل فيها خدمة للمواطنين.
وأشار إلى أن جهات دولية وعربية عدة تواصلت مع بلديات القطاع لتوفير ما يمكن توفيره من مواد وآليات عمل لها، لكن حتى الآن لم يسمح الاحتلال بإدخال المطلوب من تلك الاحتياجات العاجلة والطارئة، مؤكدا أن البلديات "تحتاج إلى قطع غيار للمركبات والآليات ومولدات الكهرباء والطاقة الشمسية بمختلف أنواعها، والبطاريات، وإطارات السيارات، وزيوت المحركات حيث يوجد نقص كبير جداً في هذا المجال".
ونبه إلى حاجة البلديات الماسة إلى خزانات المياه والصرف الصحي، وهي شحيحة وغير متوفرة، وتوفير السيارات للحركة والتنقل والشاحنات والآليات الثقيلة لرفع الركام الذي لا تستطيع البلديات رفعه من الشوارع أو المباني. وطالب السراج بـ"فتح جميع المعابر والمنافذ في قطاع غزة، لإدخال كل ما تحتاجه بلديات القطاع والفلسطينيين من مأوى وطعام وقطع غيار، وعدم التقييد إطلاقاً في دخول كل ما تحتاجه البلديات من إمكانيات، خاصة الشاحنات والآليات الثقيلة بديلاً عن تلك التي تم تدميرها".
ودعا إلى ضرورة "توفير مواد البناء، خاصة الإسمنت لتمكين البلديات من تنفيذ أعمالها الخاصة بتسهيل حياة الفلسطينيين"، لافتاً إلى "حاجة البلديات إلى ما لا يقل عن ألف طن من الإسمنت بشكل عاجل، لمساعدتها في إعادة تشغيل وتأهيل آبار المياه، ومياه الصرف الصحي وصيانة بعض مناطق خدمات البلدية لخدمة المواطنين".
وتعاني القطاعات الخدمية والبلدية الدمار الكبير الذي لحق بها خلال العدوان الإسرائيلي الذي استمر عامين، حيث تعمد الاحتلال إلى تدمير المنشآت والمباني والمقرات التابعة لبلديات القطاع، وقتل 4 رؤساء بلديات باستهداف مباشر لهم، فيما دمر بغارات جوية الآليات والمركبات المخصصة لعملها، وألحق دماراً هائلاً بآبار المياه والصرف الصحي وشبكات الطاقة والكهرباء.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والذي جرى التوصل إليه في مدينة شرم الشيخ المصرية، دخل حيز التنفيذ ظهر الجمعة الماضي، عقب إعلان الاحتلال مصادقة حكومته عليه، وبدء انسحاب جيشه من المواقع والمناطق المأهولة في القطاع، وبدء عودة النازحين إلى شمال القطاع.
(الأناضول، قنا، العربي الجديد)

أخبار ذات صلة.

تحدّيات لا بد من مواجهتها
العربي الجديد
منذ 28 دقيقة

اللاتواصل في زمن التواصل
العربي الجديد
منذ 29 دقيقة

أيام الجوع العالمية في غزّة والسودان
العربي الجديد
منذ 29 دقيقة