
عربي
تفاخر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومسؤولون آخرون في حكومته، على مدار عامين، بأن الضغط العسكري هو السبيل لإعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، وكذلك رأى مؤيدوه، وبعضهم من عائلات الأسرى الإسرائيليين اليمينيين، ليتأكد اليوم من جديد أن العدوان على غزة تسبب أيضاً بمقتل أسرى إسرائيليين، إذ أعلن منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين، اليوم الأربعاء، أن إحدى الجثث التي تسلّمتها إسرائيل، أمس الثلاثاء، تعود للجندي تمير نمرودي، وأنه قُتل بسبب قصف إسرائيلي.
وأوضح بيان المنتدى أن "تمير اختُطف من قاعدته العسكرية وهو على قيد الحياة، وقُتل في الأسر نتيجة قصف الجيش الإسرائيلي، واليوم يصادف التاريخ العبري لاغتياله". وبحسب مراجعة أجراها "العربي الجديد"، كانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلنت، في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن انتشال جثمان الجندي تمير ألون نمرودي، بعد مقتله في قصف إسرائيلي بمكان احتجازه. مع هذا، تعاملت إسرائيل، وكذلك عائلة نمرودي، على أساس أنه لا معلومات مؤكّدة بشأن مصيره منذ أسره في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبالنسبة لعائلة المحتجز الإسرائيلي، فإن تشريح الجثة اليوم شكّل أول معلومة رسمية أنه قُتل، وبنيران إسرائيلية، وهو ما حذّرت العائلة من احتمال حدوثه طوال عامين من حرب الإبادة. وعلى مر عامين، لم تتلقَّ عائلته أي اتصال منه وهو على قيد الحياة، ولا أي معلومة رسمية بشأن وفاته. وتم تصنيفه من الناحية الرسمية "محتجزاً يوجد قلق بالغ على حياته"، ولم يُدرج ضمن قائمة العشرين الأحياء الذين أُعيدوا أول من أمس الاثنين من قطاع غزة.
وعلّقت عائلته اليوم بأنه "بعد عامين من عدم اليقين المؤلم، المليء بالأمل والرغبة في نهاية مختلفة، تلقينا النبأ القاسي بالتعرف إلى جثمان تمير... الذي اختُطف بوحشية من قاعدته وقُتل في أسر حماس. تمير أُعيد أمس إلى إسرائيل ليرقد في مثواه الأخير. نحن نعيش لحظات من الألم والانطواء، لكننا لن نتخلى عن عائلات المخطوفين حتى يُعاد آخر مخطوف". من جانبه، علّق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، على مقتل نمرودي بأنه "وفق المعلومات والاستخبارات المتوفرة، فقد تم اختطاف العريف أول تمير نمرودي على قيد الحياة من مديرية التنسيق والارتباط في فرقة غزة على يد حماس... التقديرات تشير إلى أنه قتل في الأسر في بداية الحرب، حيث ستتم بلورة الاستنتاجات النهائية بعد استكمال دراسة أسباب الوفاة في معهد الطب الشرعي". وتجنّب جيش الاحتلال في بيان ذكر ملابسات مقتله.
وتسبب عدوان الجيش الإسرائيلي على غزة بمقتل محتجزين وجنود على مدار العامين الماضيين. ومن أبرز الحوادث، قتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة محتجزين إسرائيليين كانوا يرفعون العلم الأبيض، في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2023، قائلاً إن ذلك حدث عن طريق الخطأ. وفي التاسع من فبراير/ شباط 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيق أجراه وأفضى إلى تقديرات بأن محتجزاً يُدعى يوسي شرعابي، من "كيبوتس" بئيري في منطقة غلاف غزة، قُتل وفق احتمالات كبيرة خلال قصف نفذه سلاح الجو الإسرائيلي. وكان الكيبوتس قد أعلن قبل شهر من ذلك مقتل شرعابي.
وبحسب التحقيق الذي أجراه سلاح الجو ومديرية المحتجزين، فقد تم احتجاز شرعابي داخل شقة سكنية في مخيم النصيرات للاجئين، وسط قطاع غزة، مع محتجزين إسرائيليين آخرين، وقد قُتل بعدما قصف سلاح الجو مبنى مجاوراً، فيما نُقل المحتجزان الآخران إلى مكان آخر، وزعم الجيش أن أحدهما قُتل بعد عدة أيام على يد "حماس". وأدى تدمير المبنى المستهدف إلى انهيار جزئي لعدد من المباني القريبة، ومن ضمنها المبنى الذي كان فيه المحتجزون الإسرائيليون.
وكان كيبوتس بئيري قد أعلن في يناير/ كانون الثاني 2024، أن شرعابي قُتل إلى جانب محتجز يزعم الجيش أن "حماس" قتله. ونشرت الحركة في حينه مقطع فيديو تصف فيه كيف قُتلا في أعقاب قصف إسرائيلي. وفي الشهر نفسه، أبلغت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلات ثلاثة محتجزين إسرائيليين بأنه من الصعب تحديد كيف قُتلوا، وأنه لا يمكن استبعاد مقتلهم جراء الاختناق أو التسمم إثر هجوم شنه الجيش، أو عملية لحركة حماس. وقُتل ثلاثتهم في نفق قريب من المكان الذي قتل فيه الجيش القيادي في حركة حماس أحمد الغندور.

أخبار ذات صلة.

تحدّيات لا بد من مواجهتها
العربي الجديد
منذ 18 دقيقة

اللاتواصل في زمن التواصل
العربي الجديد
منذ 19 دقيقة

أيام الجوع العالمية في غزّة والسودان
العربي الجديد
منذ 19 دقيقة