كوريا الجنوبية تناور لتفادي خسارة الصين تحت الضغط الأميركي
عربي
منذ 4 أيام
مشاركة
ترى الصين أن كوريا الجنوبية يجب ألا ترضخ للضغوط الأميركية، وأن تحافظ على نهج براغماتي في التعامل مع حالة الاستقطاب القائمة، وذلك في سياق الرد على تصريحات مسؤولين أميركيين بشأن القدرات الدفاعية لسيول ودورها في ردع بكين. ونقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، قبل أيام، تحذيرات محلّلين صينيين، من أن الميل المفرط نحو الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب، قد يوقع كوريا الجنوبية في فخّ دبلوماسي وسط حالة عدم اليقين العالمية. ورأت الصحيفة الصينية أن كوريا الجنوبية يجب أن تلتزم بالدبلوماسية البراغماتية لحماية مصالحها الوطنية، في الوقت الذي تصعّد فيه واشنطن ضغوطها على سيول لتوضيح دورها في مواجهة الصين. وأضافت أن الرضوخ للهيمنة الأميركية في ظل حكم ترامب، قد يترك كوريا الجنوبية مع مساحة ضئيلة للمناورة. وتابعت أنه "بناءً على التحالف مع الولايات المتحدة، ولكن مع إبقاء المصالح الوطنية في المقدمة، ينبغي لكوريا الجنوبية أن ترسم مساراً واضحاً في البحار الدبلوماسية المتقلبة بشكل متزايد، نظراً لأن سيول لا تستطيع أن تتحمل خسارة الصين، شريكها التجاري الأكبر، خصوصاً عندما تفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية قاسية على حلفائها التقليديين، كما أن التزامها بأمنهم ودفاعهم ليس بالقوة ذاتها، كما كان في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن". وانغ جو: براغماتية سيول كانت عنواناً بارزاً لمرحلة مضطربة اتسمت بعدم اليقين إزاء السياسة الخارجية الأميركية وكان مساعد نائب وزير الحرب الأميركي، جون نو، يوم الثلاثاء الماضي، قال في أجوبة مكتوبة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، إن العديد من القدرات الدفاعية لكوريا الجنوبية يمكن أن تساهم في ردع الصين العدوانية، مشدداً على أن حاجة سيول وحلفاء آخرين لزيادة "دراماتيكية" في إنفاقهم الدفاعي واتخاذ مسؤوليات أكبر في الأمن الأقليمي. وكان وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو هيون، قد زار بكين في وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حيث التقى نظيره الصيني وانغ يي، ومسؤولين آخرين. وخلال زيارته، حثّ تشو هيون الصين على المساعدة في استئناف المحادثات مع كوريا الشمالية، وأكد على الحاجة إلى نزع السلاح النووي والسلام في شبه الجزيرة الكورية. كوريا الجنوبية والصين... مسار جديد ورأى أستاذ الدراسات السياسية في جامعة "صن يات سن"، وانغ جو، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه منذ انتخاب لي جاي ميونغ رئيساً لكوريا الجنوبية في يونيو/حزيران الماضي، أبدت سيول براغماتية غير معتادة في نهجها الدبلوماسي، خصوصاً ما يتصل بالأزمة في شبه الجزيرة الكورية، حيث أظهرت انفتاحاً كبيراً على الحوار مع جارتها الشمالية ورغبة حقيقة في تخفيف التوترات معها. وكان اللافت في هذا التوجه، اللجوء إلى الصين للعب دور الوساطة. ومع ذلك، راقبت بكين بحذر سلوك لي خلال الأشهر الماضية ولمست رغبة حقيقية في تذليل العقبات بين البلدين، بالرغم من الضغوط الأميركية على سيول، سواء في فرض رسوم جمركية باهظة على البضائع الكورية، أو مطالبة واشنطن بإيضاحات بشأن موقف القيادة الكورية الجنوبية من أي هجوم صيني محتمل على جزيرة تايوان. وهذا الأمر ينسحب أيضاً على اليابان، وبعض دول الجوار. وأضاف وانغ جو أن براغماتية سيول كانت عنواناً بارزاً لمرحلة مضطربة اتسمت بعدم اليقين إزاء السياسة الخارجية الأميركية، حيث شهدت هذه الفترة الحرجة إعلاءً للمصالح الوطنية، ومقاومة لافتة للإملاءات الأميركية، خصوصاً في ما يتصل بالتهديد الصيني المزعوم، الذي تستخدمه الإدارات الأميركية المتعاقبة لاستمالة الحلفاء وحشدهم في إطار استراتيجية واشنطن بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. فيكتور وانغ: براغماتية سيول لا تعني أنها قد تنقلب على تحالفها الثلاثي مع طوكيو وواشنطن تقارب حذر في المقابل، أعرب الباحث في الشأن الكوري بجامعة تايبيه الوطنية، فيكتور وانغ، في حديث مع "العربي الجديد"، عن اعتقاده بأنه على الرغم من لجوء سيول إلى بكين أخيراً، فإنه لا يزال هناك حذر شديد إزاء سعي الأخيرة إلى فرض نفوذها وهيمنتها على دول المنطقة. واعتبر وانغ، أن الرئيس الكوري الجنوبي الجديد حسّن بالتوازي علاقته بطوكيو، واتفق في لقاء سابق مع رئيس الوزراء الياباني المنتهية ولايته شيغيرو إيشيبا، على التعاون الوثيق في القضايا الاقتصادية والأمنية (بما في ذلك التهديد الصيني المشترك)، وهذا الأمر يشير برأي الباحث، إلى أن مخاوف سيول لا تزال قائمة، وليس من السهل تبديدها لمجرد التواصل الدبلوماسي مع بكين. كما لفت وانغ في السياق ذاته، إلى أنه في إطار التعاون بين كوريا الجنوبية واليابان من جهة، أو بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية من جهة أخرى، فإن القاسم المشترك هو معالجة ما يسّمى بالتهديد الصيني. وبالمثل، فإن الصين لا تبني آمالاً كبيرة على التغييرات التي طرأت على نهج سيول منذ تولي لي جاي ميونغ السلطة، خصوصاً أنه بعد أيام قليلة من انتخابه، اختار اليابان وجهةً لأول زيارة خارجية له، وكان أول رئيس كوري جنوبي يفعل ذلك منذ تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1965. وبحسب اعتقاده، فإنه "عند هذه اللحظة، أدركت بكين جيداً أن الحديث الإيجابي والتصريحات الودّية تجاهها لا تكفي لبناء موقف سياسي". وختم الباحث في الشأن الكوري بجامعة تايبيه، حديثه، بالقول: "دون أدنى شك، ترى طوكيو وسيول أنهما تواجهان ظروفاً متشابهة في الأمن والاقتصاد والبيئة الجيوسياسية، وتخضعان لضغوط مماثلة من واشنطن بشأن سياستهما الخارجية تجاه الصين، لذلك، ما دامت كوريا الجنوبية تُبدي بعض المرونة في التعاون مع بكين لمساعدتها في تذليل العقبات المتعلقة بالأزمة في شبه الجزيرة الكورية، فهذا لا يعني أنها قد تنقلب على تحالفها الثلاثي مع اليابان والولايات المتحدة، مع وجود العديد من مجالات التعاون بينهم".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية