
عربي
اندلعت فجر اليوم الأربعاء مواجهات عنيفة بين قوات باكستان وأفغانستان إثر هجوم للجيش الباكستاني على القوات الأفغانية عند منفذ سبين بولدك الواقع بين ولاية قندهار الأفغانية ومدينة كويته، مركز إقليم بلوشستان الباكستاني، فيما شنّت القوات الأفغانية هجوماً معاكساً على أكثر من نقطة عند الحدود.
وقال الناطق باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، في بيان، إنّ 12 مدنياً قُتلوا، وأصيب أكثر من 100 آخرين، جراء استهداف القوات الباكستانية لمناطق سكنية على الجانب الأفغاني. كما أكد مجاهد أن القوات الأفغانية قامت بعملية معاكسة ضد القوات الباكستانية، ولا يزال الوضع متوتراً للغاية، مشدداً على أنه على الجانب الباكستاني أن يدرك أن القوات الأفغانية لن تقبل أي مساومة على سيادتها.
وقال مصدر في وزارة الدفاع الأفغانية، إن المعارك بين القوات الأفغانية والقوات الباكستانية قد توقفت على منفذ سبين بولدك، بعد أن استمرت لسبع ساعات، وذلك بطلب من الجانب الباكستاني الذي جاء عبر الوساطة القبلية، مؤكداً أن القوات الأفغانية عادت إلى مواقعها بعد أن سيطرت على مراكز للقوات الباكستانية، منها مديرية الجمارك. واندلعت الاشتباكات قرب مقر الجمارك على الجانب الباكستاني، وهو يبعد نحو نصف كيلومتر عن منفذ سبين بولدك، الذي فجرت قوات "طالبان" البوابة الرئيسية فيه.
وقال مصدر في "طالبان" لـ"العربي الجديد"، إن "قواتنا تلاحق القوات الباكستانية داخل أراضيها، ونستهدف بالأسلحة الثقيلة مقر الجيش والقوات شبه العسكرية في مدينة تشمن الحدودية الباكستانية"، مؤكداً أن هناك عدداً من القتلى والجرحى من القوات الباكستانية لدى قوات طالبان تم إلقاء القبض عليهم خلال الهجوم المعاكس. وحصل "العربي الجديد" على مشاهد حصرية لمنفذ سبين بولدك بعدما فجرت قوات طالبان بوابته الرئيسية، كما تظهر المشاهد بعض قتلى قوات باكستان.
إلى ذلك، قُتل ثلاثة مدنيين على الأقل وأصيب عدد آخر بجروح جراء سقوط صواريخ على قرية وردك كلي بمديرية سبين بولدك الحدودية بولاية قندهار الأفغانية، فيما تستمر حركة نزوح الأهالي من المديرية نحو مدينة قندهار. ولم يعلّق الجانب الباكستاني بشكل رسمي على الحادث حتى الآن، لكن الزعيم القبلي بمدينة تشمن الحدودية الباكستانية حاجي هاشم خان قال لـ"العربي الجديد"، إن الصواريخ تسقط على مواقع مختلفة من مدينة تشمن، وسقط بعضها قرب المقار الحكومية والعسكرية، كما تعرض مقر للجيش الباكستاني قرب محطة القطارات للاستهداف بالأسلحة الثقيلة، ولا تزال أعمدة الدخان تتصاعد منه.
ويأتي هذا التصعيد الجديد في إطار التوتر المتصاعد بين باكستان وأفغانستان بعد شنّ القوات الأفغانية ما قالت إنها "عمليات انتقامية" على طول الحدود بين البلدين في المناطق الجبلية الوعرة، بعدما اتهمت كابول الجيش الباكستاني بارتكاب انتهاكات متكرّرة لأراضيها ومجالها الجوي، ومن بين ذلك قصف العاصمة الأفغانية يوم الخميس الماضي وسوق في شرق البلاد، وهو ما لم تعلّق عليه إسلام أباد لا نفياً ولا تأكيداً، فيما كانت مصادر استخبارية أفغانية قد أكدت لـ"العربي الجديد"، نجاة زعيم حركة طالبان الباكستانية المفتي نور ولي محسود وقيادي بارز في الحركة من قصف جوي في كابول استهدف سيارة كانا يستقلانها.

أخبار ذات صلة.

غوغل توقف مشروع حماية الخصوصية في الإعلانات
العربي الجديد
منذ 13 دقيقة