غولدمان ساكس يقلص الوظائف مع تبني الذكاء الاصطناعي
عربي
منذ 4 أيام
مشاركة
في خطوة تعكس التحول العميق الذي تشهده المؤسسات المالية العالمية، أعلن بنك غولدمان ساكس في مذكرة داخلية، عزمه خفض عدد الوظائف وإبطاء وتيرة التوظيف حتى نهاية العام الجاري، في إطار خطة استراتيجية تستهدف توسيع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لرفع الكفاءة وخفض التكاليف التشغيلية. وأكدت المذكرة، التي وقعها الرئيس التنفيذي ديفيد سولومون والرئيس جون فالدرون والمدير المالي دينيس كولمان، بحسب رويترز، أن التطورات السريعة في أدوات الذكاء الاصطناعي تفتح آفاقا جديدة لتعزيز الإنتاجية وتحقيق مكاسب تشغيلية كبيرة، مشيرة إلى أن البنك يسعى إلى إعادة استثمار تلك المكاسب في توسيع خدماته وتحسين تجربة العملاء ضمن خطته الجديدة "ون جي.إس 3.0". وتعد هذه المبادرة جزءا من تحول رقمي أوسع يشمل استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات تحليل المخاطر والإقراض، وإعداد التقارير التنظيمية، وإدارة عمليات الموردين، وتحليل البيانات المالية. ويقول البنك إن التقنية ستستخدم لتسريع العمليات المعقدة وتحسين جودة القرار الاستثماري، في وقت تشهد فيه الأسواق ضغوطا متزايدة بفعل تباطؤ النمو العالمي وارتفاع تكاليف التشغيل. وأشار مسؤولون في البنك إلى أن عملية خفض الوظائف، التي عادة ما تنفذ سنويا، قد تتراوح بين 3% و5% من إجمالي القوى العاملة، وهي تشمل الأقسام التي يمكن تحسين أدائها عبر الأتمتة. وتأتي هذه الخطوة بعد أن قرر غولدمان ساكس تقديم موعد خفض الوظائف من سبتمبر/أيلول إلى الربع الثاني من العام الحالي، في إطار مساع لتسريع إعادة الهيكلة وتحسين كفاءة الإنفاق. وشهد البنك خلال العام الجاري تغييرات تنظيمية واسعة، شملت تعيين رؤساء مشاركين في الأقسام الرئيسة، وإضافة ستة أعضاء جدد إلى اللجنة الإدارية العليا، إلى جانب إنشاء قسم جديد للتمويل يهدف إلى تنسيق السياسات الاستثمارية والتوسع في الخدمات الرقمية. ويرى محللون أن غولدمان ساكس يتعامل بجدية مع التحول نحو الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة لإعادة تعريف دور العامل البشري في المصارف الاستثمارية، مشيرين إلى أن البنك يطمح إلى خفض التكاليف التشغيلية بما يصل إلى 20% خلال الأعوام الثلاثة المقبلة بفضل الأتمتة الذكية. ويعد غولدمان ساكس من أوائل البنوك التي أطلقت أداة ذكاء اصطناعي داخلية تعرف باسم "المساعد الذكي لغولدمان ساكس"، يستخدمها نحو 10 آلاف موظف حاليا في مهام تلخيص الوثائق وتحليل البيانات المالية والتنبؤ بالاتجاهات السوقية. ويؤكد البنك أن هذه الأدوات لا تهدف إلى استبدال الموظفين، بل إلى تحريرهم من المهام الروتينية ليتفرغوا لأعمال أكثر استراتيجية وقيمة مضافة. ويأتي هذا التحول في ظل تراجع أرباح البنك بنسبة 11% على أساس سنوي خلال النصف الأول من 2025، نتيجة انخفاض صفقات الاندماج والاستحواذ وارتفاع تكاليف التمويل.  ويرى خبراء التكنولوجيا المالية أن خطوة غولدمان ساكس تمثل نقطة تحول في وول ستريت، حيث تبدأ المؤسسات المالية الكبرى في إعادة هيكلة نموذج العمل المصرفي حول الخوارزميات بدلا من الهياكل التقليدية. ويؤكد هؤلاء أن السنوات المقبلة ستشهد تنافسا محموما بين البنوك الكبرى في توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات واتخاذ القرارات الاستثمارية في زمن قياسي. ورغم القلق من تأثير هذه الموجة على سوق العمل المالي، شدد الرئيس التنفيذي سولومون في المذكرة على أن الذكاء الاصطناعي لن يلغي الوظائف، بل سيغير طبيعتها، مضيفا أن المستقبل يتطلب موظفين أكثر قدرة على التحليل والابتكار، وليس مجرد تنفيذ التعليمات. (رويترز، العربي الجديد)

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية